أيها القارئ النبيه، اِحذر من الوقوع في شراك عناوين بعض المؤلفات النقدية الصادرة حديثا، لأنها مجرد خدعة مُحتال، و "مكياج" رخيص، يلجأ إليه أدعياء النقد ، ليجملوا جسد / فكرة/رؤية/دعوى متهافتة من حيث الدال والمدلول والدليل، إذ لا تخرج كتاباتهم عن كونها كتابات إنشائية -لا استدلالية- وظيفتها نفخ المحتوى الفارغ وتزييف الحقائق ،مثلها مثل (السيليكونcilicon) الذي تستعيره النساء البشعات المزيفات لتزيين قبحهن و بشاعتهن المركبة . أيها القارئ النبيه، لا يخفى، على المطالع لكثير من المتون (النقدية)، المغربية و المشرقية ، الصادرة حديثا ، أن أغلب الدراسات(((النقدية))) التي ادعى أصحابها التوسل بآليات تأويلية ، وتبجحوا بها في مقدماتهم، كانت نتائجها متهافتة يُبْطِلُها أضعف دليل، لأنها -بكل بساطة- أقرب إلى الوهم بتوهيماتها لا إلى التأويل الحق . إذ أغفل أدعياء النقد الحديث، الذين استسهلوا نقد الشعر ، أن النصوص الشعرية ذوات، تقتضي رياضات روحية وتأملات باطنية عميقة لفك شيفراتها ، وتمثل حقيقتها الحق. و مادمنا نحارب سيليكون الكتابة الهجين الذي ابتلي به كثير من نقادنا المحدثين ، أوجز الكلام، لأقول لأدعياء النقد الحديث : إن الناقد الحداثي الحق، هو من يَعقد عَقْدَ وَصْلٍ مع النص المنقود قبل حَلّهِ ، ونقده، لا الذي يختزل النص في قراءة واحدة و وحيدة ، غرضها تقويل النص/الناص ما لم يقله، إرضاء لشهوات فَكرانية مغروسة في جهازه النقدي المتهافت. إن الناقد الحداثي الحق، هو الذي ينظر إلى النص نظرة موسَّعة، وإن شئت قلت – بتعبير طه عبد الرحمن- نظرة تكاملية، تقرن البحث في مقاصد النص/ الناص- الظاهرة و المضمرة- بالكشف عن الآليات الإنتاجية، التي أُنشئ بها . إن الناقد الحداثي الحق ، هو الذي يزاوج بين النقد و الإبداع ، ولا يقترف في كتاباته الإبداعية ما يعيبه/ يُحَرِّمه على المبدعين في نقوده و تنظيراته. إن الناقد الحداثي الحق، هو الذي لا يتوسل بآلية تحليلية حداثية إلا بعد اختبار كفايتها التفسيرية و تقويم اعوجاجها. إن الناقد الحداثي الحق ، والمبدع الحق وجهان لعملة واحدة متفردة . فمتى يتوقف أدعياء النقد عن الكذب على قرائهم ؟ متى يتبرأ المتلقي من معرة كتاباتهم ؟ يتبع... [email protected]