خطفت مختلف أروقة وحدات الخيالة الوطنية، العسكرية والأمنية، المشاركة في فضاء المؤسسات بالدورة التاسعة لمعرض الفرس بالجديدة، المقام بمركز محمد السادس للمؤتمرات، الأضواء؛ بالنظر لما تتميز به أروقتها من صور ومجسمات وتحف ولوحات تعكس الأدوار الطلائعية التي تضطلع بها في حفظ الأمن وسلامة المواطنين عبر مختلف تراب المملكة، والدور المحوري الذي يلعبه الفرس رفقة الفارس في هذه المهام. ويطلع زوار المعرض من مختلف الأعمار والفئات، الذين توافدوا اليوم السبت بكثرة على أروقة هذه الوحدات من خلال الشروحات المقدمة لهم من قبل المسؤولين، عن تاريخ وحدات الخيالة بالمملكة المغربية والمهام الموكلة إليها. فتنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تشارك القوات المسلحة الملكية في الدورة التاسعة لمعرض الفرس بالجديدة بمعرض تاريخي حول موضوع "فرسان السعديين"، تنظمه مديرية التاريخ العسكري. وأوضح حفيظ مقدم، محافظ متحف الأسلحة بفاس التابع لمديرية التاريخ العسكري، في تصريح صحافي، أن هذا المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على صفحة مشرقة من تاريخ المغرب إبان حكم السعديين، الذين أبلوا البلاء الحسن في سبيل تحرير الثغور المحتلة والدفاع عن وحدة البلاد وصيانة كرامتها وعزتها، كما عملوا على استعادة مكانة المغرب كقوة إقليمية بحوض البحر الأبيض المتوسط، وبذلوا جهودا كبيرة لإحياء طرق التجارة الصحراوية وربط المغرب بجذوره الإفريقية. وذكر بأن معركة وادي المخازن، التي جرت أطوارها يوم 4 غشت 1578 قرب القصر الكبير، تعتبر أبرز حدث طبع تاريخ المغرب والبحر الأبيض المتوسط خلال الربع الأخير من القرن السادس عشر؛ حيث تمخضت عن انتصار مغربي كبير بكل المقاييس على القوى الأجنبية المتحالفة بقيادة البرتغال، ما جعل المغرب يدخل عهدا جديدا تميز بالاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والإشعاع الفكري والثقافي، خاصة على عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي. وأشار إلى أنه نظرا للخصوصيات العسكرية والأهمية التاريخية والنتائج الاستراتيجية التي ميزت هذه الملحمة الخالدة، فقد أفرد المعرض فضاء خاصا بها، يتصدره مجسم فريد من نوعه ينجز ويعرض لأول مرة من طرف مديرية التاريخ العسكري، اعتمدت في تصميمه وإخراجه أحدث التقنيات الخاصة بإنجاز المجسمات، فضلا عن تدقيق المعلومات المتوفرة اعتمادا على المصادر التاريخية. وتساهم مفتشية الخيالة للقوات المسلحة الملكية في دورة هذه السنة بأنشطة مكثفة تتلخص في تقديم عرض حول "عراقة تقاليد الفرس في سلاح الخيالة"، إضافة إلى تقديمها لعروض في الفروسية، ومشاركتها في المسابقات والتظاهرات التي تشرف عليها اللجنة المنظمة لمعرض الفرس، وكذلك تنظيمها لأوراش تربوية خاصة بالأطفال ضمن "الحلبة الصغيرة للخيل". وتنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ينظم الحرس الملكي، في إطار الدورة التاسعة لمعرض الفرس بالجديدة، معرضا تحت عنوان "الحرس الملكي .. أصالة التقاليد"، يمثل مجموعة من الوثائق والصور التاريخية، بالإضافة الى تحف غنية وبذل وسروج تقليدية. وقد تم رصد مكونات هذا المعرض ضمن مجموعة محاور تهمُّ "الحرس الملكي واستمرارية المهام"، و"الحرس الملكي وتراث الفروسية"، و"حرف الفروسية، مهارة وتناسق بين التقاليد والتحديث"، و"الحرس الملكي، وفاء وإخلاص في خدمة العرش". ونظرا لما يحمله من دلالات تاريخية بكونه من أقدم الوحدات العسكرية، يتميز الحرس الملكي بتقاليده العريقة وبذله التقليدية التي ترسخ خصائص صفته ومكوناته، كما يستمد فخره واعتزازه من أصوله التاريخية ووظائفه النبيلة التي تجعل منه الوحدة دائمة الحضور في مراسيم البيعة والخرجات الملكية وصلاة الأعياد وفي الاحتفاء بالمناسبات الوطنية أو استقبال الضيوف. من جهة أخرى، تعكس مشاركة مجموعة الخيالة للدرك الملكي الدور المحوري الذي يلعبه الفرس والفارس خلال القيام ببعض المهام الخاصة بالوحدة التي تتجلى بالخصوص في ضمان الأمن العام، وحماية المواطنين، والمحافظة على البيئة، سواء بأماكن الاصطياف أو الغابات أو الجبال بالمناطق صعبة الولوج والمواقع الحساسة. ولا تقتصر أنشطة مجموعة الخيالة للدرك الملكي على تنفيذ المهام المنوطة بها، بل تتعداها الى المشاركة في تظاهرات رياضية تنظم من قبل الجامعة الملكية المغربية للفروسية؛ حيث تمكن فرسان المجموعة من الحصول على مراتب متقدمة في جميع المجالات، وخاصة في مسابقة القدرة والتحمل. وحتى تتمكن مجموعة خيالة الدرك الملكي من تحقيق وإنجاز مهامها على أحسن وجه، والرفع من المستوى التقني والمهني لفرسانها، فقد اعتمدت على ربط علاقات تعاون وتبادل الخبرات مع وحدات خيالة الدرك لدول الجوار، خاصة مع الحرس الجمهوري الفرنسي والحرس الوطني البرتغالي. بدوره يبرز رواق فرقة الخيالة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني التطور الكبير الذي تشهده هذه الفرقة، حيث يعرض أمام الحضور، وعبر مجسمات، الزي الرسمي الجديد لفرقة الخيالة الذي جرى تصميمه وفق المعايير المعتمدة عالميا في هذا المجال؛ إذ تتوفر فيه جميع مواصفات الجودة العالية ليلائم جميع الظروف التي يشتغل فيها نساء ورجال الأمن. تجدر الاشارة إلى أنه تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس تم، ابتداء من سنة 2001، تعزيز صفوف المديرية العامة للأمن الوطني بفرق الخيالة، وذلك بهدف تمكين المصالح الأمنية من تغطية مختلف المجالات الترابية التابعة لنفوذها ومواكبة كل التدخلات والاستجابة لكل الحالات الأمنية. وتكمن مهام فرقة الخيالة التابعة للأمن الوطني في مراقبة مختلف الأماكن العمومية، من مواقع سياحية وحدائق ومنتزهات عمومية، والأماكن التي يصعب الولوج إليها بالسيارات والدراجات، والمناطق الغابوية المتواجدة داخل المجال الحضري. وتهدف تدخلات فرقة الخيالة إلى تكريس الشعور بالأمن لدى المواطن والسائح على حد سواء؛ إذ تبقى هذه التدخلات ذات طابع وقائي وردعي بالأساس، وزجري إذا اقتضت الضرورة ذلك. أما رواق الخيالة التابع للقوات المساعدة، فيعرض لزواره مكونات هذه الفرقة المتألفة أساسا من العنصر البشري (رئيس الفرقة والممرض البيطري والحداد والخيالة)، والمطية (10 خيول)، والعتاد (الطونفات والأصفاد)، ووسائل الاتصال (جهاز الاتصال المحمول)، علما أن الفرقة تعمل بدوريات مكونة من اثنين إلى ثلاثة فرسان. وفي ما يتعلق بمهام فرقة الخيالة التابعة للقوات المساعدة، فتقضي بالمحافظة على النظام العام (بالشواطئ والغابات والأماكن وعرة الولوج)، ومكافحة الهجرة السرية، وحماية الأماكن الحساسة (السدود، المواقع السياحية...)، والوقاية من حرائق الغابات والحفاظ على البيئة. ونظرا لتزايد الطلب من لدن السلطات العمومية للاستفادة من دوريات خيالة القوات المساعدة التي برهنت عن نجاعتها وفعاليتها في القيام بالمهام المنوطة بها، قامت هذه المؤسسة بإدراج مشروع إنجاز وحدة للخيالة تسند إليها مهمة التكوين في اللقاءات الرياضة الخاصة بالفروسية. * و.م.ع