دورة لإبراز التراث الغني للمغرب في مجال الفروسية وملتقى لعشاق الخيول اختتمت مساء أول أمس الأحد الدورة الثالثة لمعرض الفرس بالجديدة، بتتويج الفائزين في البطولة الوطنية ومسابقة الخيول قصيرة القامة «البوني» والمهنيين و»مقدمي» سربات الفروسية التقليدية «التبوريدة» المشاركين في هذا الحدث الاقتصادي والثقافي والفني الكبير. وهكذا أشرف رئيس «جمعية معرض الفرس»، الشريف مولاي عبد الله العلوي ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش على تسليم الجوائز للفائزين في البطولة الوطنية لأحسن فرس وفارس بالنسبة للخيول العربية -البربرية، والبربرية، والعربية الأصيلة. كما سلمت الجوائز التشجيعية أيضا لمقدمي 16 سربة التي شاركت على مدى أسبوع في المعرض من بينها على الخصوص سربة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وكذا للفائز بمسابقة الخيول القصيرة القامة «البوني»، فضلا عن جوائز للمهنيين. وقد حققت الدورة الثالثة لمعرض الفرس الأهداف التي راهن عليها المنظمون والمتمثلة، بالخصوص، في تسويق صورة المغرب من خلال هذا الحدث والسعي إلى تعزيز مكانة المملكة في قائمة الدول، التي تولي أهمية خاصة لعالم الفروسية وجعله ملتقى لعاشقي الفرس، والحفاظ على التراث الغني في مجال الفروسية على الصعيد الإقليمي والوطني. وفي هذا الإطار أكد مندوب المعرض الحبيب مرزاق في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الدورة، التي انعقدت تحت شعار «الفرس البربري بالمغرب وعلى المستوى الدولي»، استجابت لانتظارات المنظمين بتحقيقها ل»نجاح باهر» خاصة بعد أن أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إعطاء الانطلاقة الرسمية لفعالياتها، كما كان الشأن بالنسبة للدورتين السابقتين . وأبرز مرزاق، أن الدورة الثالثة للمعرض، حققت أيضا رهان استقطاب 250 ألف زائر كما كان متوقعا. وتميزت الدورة الثالثة لهذه التظاهرة بمشاركة ستة أنواع من الخيول، ويتعلق الأمر بالفرس العربي الأصيل، والحصان البربري، والحصان العربي - البربري، والحصان الإنجليزي الأصيل، والحصان الإنجليزي- العربي، وخيول الرياضة بالإضافة إلى 300 فرس في فنون الفروسية التقليدية و700 فارس يمثلون المغرب، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا، البرازيل، البرتغال، النمسا، بريطانيا، ألمانيا للمرة الأولى، وفرنسا ضيف شرف الدورة، فضلا عن مشاركة فرقة للمغاربة المقيمين بالخارج في عروض التبوريدة. من جانب آخر أكد مندوب المعرض أن المنظمين خصصوا هذه السنة فضاء للطفل للتعرف على الخيل بصفة عامة وعلى الحصان ذي القامة القصيرة «البوني» وعلى كافة أنواع الخيول . وبالإضافة إلى هذا ، يضيف المندوب، تم توسيع رقعة المعرض إذ بلغت هذه السنة 22 ألف متر مربع احتضنت الحفلات والمنافسات الرياضية، مبرزا أن فضاءات المعرض أعدت بعناية كبرى استجابت للمعايير الدولية، الأمر الذي منح الزائرين فرجة متنوعة وفريدة كفضاء «الثقافة والفنون» الذي عرضت فيه لوحات فنية وصور ومنحوتات مستوحاة من عالم الفرس والفروسية. وأشاد المندوب، بنوعية الندوات الثقافية والعلمية التي نظمت هذه السنة حول محور «ثقافة الفرس بحوض البحر الأبيض المتوسط» والتي عرفت مشاركة خبراء ومهتمين وطنيين ودوليين في مجال تربية الخيول، مشيرا في الوقت ذاته إلى التغطية الإعلامية الهامة التي حظيت بها الدورة الثالثة سواء من قبل المؤسسات الإعلامية الوطنية أو الدولية. كما نوه مرزاق بالعارضين الدوليين الذين وضعوا ثقتهم في هذه التظاهرة بما في ذلك دولة قطر، التي تشارك للمرة الثانية في المعرض ومن المتوقع أن تشارك السنة المقبلة أيضا. وبخصوص الدورة المقبلة، التي ستنعقد ما 17و 23 أكتوبر 2011، قال المندوب إن المنظمين سيبذلون مزيدا من الجهود للرفع من مستوى المعرض الذي يرسخ دورة بعد دورة بعده العالمي. ومن بين الأروقة التي شدت انتباه زوار معرض الفرس بالجديدة رواق القوات المسلحة الملكية الذي شكل مناسبة للتعرف على وسائل الاهتمام بالخيل وتطبيبها وذلك تحت شعار «العناية بالخيل والبيطرة عبر الحضارات». واستعرض هذا المعرض التاريخي الذي نظمته اللجنة المغربية للتاريخ العسكري ومفتشية الخيالة للقوات المسلحة الملكية، بعض جوانب التراث الذي أفرزته مختلف الحضارات والمتعلق بكيفية الاعتناء بالخيل وبصحتها. ويرتكز حول خمسة محاور: «فترة ما قبل الإسلام»، و»الحضارة العربية الإسلامية»، و»الحضارة الغربية «(من نهاية العصر الوسيط إلى عصر النهضة)، و»في الثقافة والعادات المغربية»، و»المصحة البيطرية للمدرسة الملكية لخيالة القوات المسلحة الملكية». كما استقطب رواق الحرس الملكي الذي نظم هذه الدورة تحت شعار «خيل وخيالة بالحرس الملكي» وضم المعرض وثائق إكنوغرافية وصور تاريخية وتسجيلات مصورة وتحف على أربعة محاور الأول «خيالة الحرس الملكي في خدمة العرش، بيعة ومهام» و «تاريخ الحرس الملكي» و «الطواف بالمشاعل : الشعب المغربي والحرس الملكي ملحمة مشتركة» و»الحرس الملكي والنهوض بالخيل وتنميته». كما تميز الفضاء المؤسساتي بضمه لأروقة الدرك الملكي والقوات المساعدة فضلا عن رواق المديرية العامة للأمن الوطني. وفنيا وثقافيا تعرف زوار المعرض على الجانب الثقافي المرتبط بالحصان من خلال معرض الفنانة التشكيلية الفرنسية باتريسيا مونس والمصورة الفوتوغرافية الألمانية غابرييل بوازيل بالإضافة إلى معرض جماعي لأروقة مرسم والفن الحديث .