احتفت القوات المسلحة الملكية بمحطات هامة من التاريخ الوطني المكتوب على صهوة الجياد، بإقامتها لفضاء بمعرض الفرس بالجديدة، يستحضر جوانب من منجزات السلطان مولاي إسماعيل، ودور الخيالة في صنع هذه المنجزات، علاوة على إبراز جوانب أخرى تتعلق بسلاح الخيالة ولباسهم قديما. وفي هذا الصدد، أقامت اللجنة المغربية للتاريخ العسكري معرضا داخل هذا الفضاء يتطرق، من خلال وثائق ومجسمات وأشرطة ثلاثية الأبعاد، إلى مكونات جيش السلطان مولاي إسماعيل، الذي شكل الفرسان عموده الفقري وقوته الضاربة. وجاء في كتاب يحمل عنوان "الخيالة في صميم منجزات السلطان مولاي إسماعيل"، أنجزته اللجنة المغربية للتاريخ العسكري، بمناسبة الدورة الثامنة لمعرض الفرس، أن الخيالة شكلت الدعامة الأساسية لوحدات الجيش الذي وزعه السلطان مولاي سماعيل على القلاع والقصبات التي أنشأها. وذكر الكتاب، الذي زين بصور لقصبات وأسلحة وخيول تعود لعهد السلطان مولاي اسماعيل، بدور الخيالة في تحرير واسترجاع ثغور كانت محتلة، منها المعمورة (المهدية)، من أيدي الإسبان عام 1681، وكذا طرد الإنجليز من طنجة عام 1684، وتحرير العرائش عام 1689، واسترجاع أصيلا عام 1691. كما يشمل فضاء القوات المسلحة بمعرض الجديدة، والذي أقامته مفتشية سلاح الخيالة، جناحا يضم ألبسة وأحذية وأدوات أخرى. ويبرز هذا الجناح مكانة سلاح الخيالة في مهام وحدات القوات المسلحة الملكية. وحرصا منها على الانفتاح أكثر على الجمهور العريض، فإن خيالة القوات المسلحة الملكية (المدرسة الملكية للخيالة بتمارة) يعملون خلال هذه التظاهرة على إمتاع الزوار بلوحات استعراضية فنية، باستعمال خيول مدربة. وفضلا عن الفضاء المخصص للقوات المسلحة الملكية بالمعرض، هناك فضاءات خاصة بالدرك الملكي، والحرس الملكي، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، التي تبرز كلها المساهمة الكبيرة للخيول في أداء المهام المتعلقة بالحفاظ على الأمن والوقاية من الجريمة. كما يضم المعرض فضاءات أخرى خاصة بالمهنيين، من شركات ومربي الخيول، وبالمهن المرتبطة بعالم الفروسية. وتجدر الإشارة إلى أنه بالنظر للأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فقد وقع اختيار المنظمين على إقامتها بمركز العروض الجديد بالقرب من مدينة الجديدة، الذي يعد الأول من نوعه بالمملكة. ويضم هذا الفضاء الجديد، المشيد على مساحة 46 هكتارا، فضاءات للفروسية التقليدية "التبوريدة" تمتد على مساحة سبعة هكتارات، إلى جانب رواق للمعارض والمؤتمرات يمتد على مساحة 1,9 هكتار، علاوة على موقف للسيارات يتسع لألفي سيارة.