لم تفوت فيدرالية اليسار الديمقراطي الفرصة وهي تدشن أول دخول في تاريخها إلى قبة البرلمان دون أن تبصم على خطوة رمزية أثارت الجدل، بعدما خالف برلمانياها الوحيدان، عمر بلافريج ومصطفى الشناوي، "الطقوس المخزنية"، وحضرا افتتاح الدورة العاشرة للبرلمان بلباس "رسمي مثير". وشوهد عمر بلافريج، الذي اكتسب الصفة البرلمانية بالرباط، ومصطفى الشناوي، الذي نال المقعد النيابي بالدار البيضاء، وهما يلجان البرلمان، في أول جلسة افتتحها الملك محمد السادس أسبوعا بعد اقتراع السابع من أكتوبر، وهما يرتديان طربوشين أبيضين، مع جلباب مغربي أبيض، عوضا عن الطربوش الأحمر، المعتاد لدى جل أعضاء البرلمان. وفيما قرأ العديد ممن حضروا الجلسة الافتتاحية، مساء أمس الجمعة، خطوة البرلمانيين اليساريين بأنها "تمرد على الطقوس المخزنية المتجذرة في الممارسة السياسية المغربية، خلافا لما دأب عليه النواب والمستشارون في التقيد بها مع كل افتتاح للبرلمان"؛ خرج بلافريج ليوضح قصة "الطربوش الأبيض". وكتب بلافريج، في صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أن شعوره كان استثنائيا وهو يحضر الجلسة الأولى للبرلمان، وقال موضحا قصة اللباس المثير: "إنه لشرف كبير أن أدخل البرلمان مرتديا بذلة (سلهام) عبد الرحيم بوعبيد كهدية من عائلته، والطربوش الشخصي لبنسعيد ايت يدر، هدية شخصية منه". وأضاف السياسي اليساري الشاب: "إنه لفخر كبير أن أحظى بتمثيل الناخبين باسم فيدرالية اليسار الديمقراطي، كما أشكرهم على الثقة التي وضعوها في شخصي"، وزاد في تدوينه: "إنه لفخر كبير أن أساهم في التنمية الديمقراطية لبلدي وأن أدافع من داخل البرلمان عن المصلحة العامة وعن القيم التي نؤمن بها". وختم عمر بلافريج وصفه أول دخول له إلى قبة البرلمان باسم فدرالية اليسار الديمقراطي بقوله: "طموحي الأكبر أن أكون في مستوى هذين القامتين اللذين بصما بأخلاقهما ونضالهما الحياة السياسية في بلدي"، في إشارة إلى كل من الزعيم اليساري المعارض الراحل عبد الرحيم بوعبيد، وأبرز وجوه المقاومة المغربية قبل الاستقلال والزعيم اليساري محمد بنسعيد آيت يدر. عمر بلافريج، البالغ 43 سنة، وهو أبرز أبناء عائلة أحمد بلافريج، أحد زعماء الحركة الوطنية ورئيس ثالث حكومة بعد استقلال المغرب، والممثل الشخصي للراحل الحسن الثاني، ووزير خارجية الحكومة الثامنة التي ترأس مجلسها، قاد فيدرالية اليسار الديمقراطي، بعد أشهر من تأسيسها، إلى الحصول على 9 مقاعد في مقاطعة أكدال- الرياض بالرباط في الانتخابات الجماعية والجهوية العام الماضي، في نتيجة وصفت ب"المفاجئة".