بعد رفع علمين وطنيين أولهما "اختفى" والثاني نسب إنزاله إلى "الاستخبارات الإسبانية" يبدو أن المستشار البرلماني يحيى يحيى، المثير للجدل وغريب الأطوار في الآن ذاته، لا يكلّ ولا يملّ من مبادراته التي يقدم عليها من حين لآخر بمحيط ثغر مليلية المحتل.. إذ بعد أيام قلائل من وضع يحيى للعلم الوطني فوق نبع "إيَاسِينْنْ" المائي، وهو النبع المزود لمليلية بقسط وافر من حاجيات الماء الشروب، خرج ذات البرلماني لاتهام "عناصر الاستخبارات الإسبانية" ب "إزالة العلم الوطني".. ومن ثم قرّر معاودة رفع العلم وسط طقوس احتفالية شهدتها منطقة "إِيَاسِينْنْ" يوم أول أمس الأربعاء. وقد أصرّ يحيى يحيى خلال هذه المرة على ولوج منبع "إيَاسِينْنْ"، الكائن بمقاطعة قرخانة، باعتباره رئيسا لبلدية بني انصار واستعمال الصلاحيات الإدارية التي يتوفر عليها بكونه مدبرّا للحيز الترابي الذي يتواجد النبع المائي به.. متخليا عن صفته كرئيس ل "لجنة التنسيق الوطني لتحرير مليلية" والتي كان قد عمد لاستعملها خلال التحركين السابقين والمماثل برنامجهما لذات برنامج مبادرته الأخيرة.. وإن كان يحيى يحيى قد سبق له وأن نسب إزالة العلم الوطني من فوق "إيَاسيننْ"، يوم الجمعة من الأسبوع الماضي، لمن سماهم "عناصر المخابرات الإسبانية" في عقب اكتشاف وُجود العلم الوطني المغربي ملقى على أرض ذات العين المائية بعد ليلة عاصفة، فإنه استمرّ في تجنب الحديث عمّن يفترض وقوفهم وراء "اختفاء" العلم المغربي الذي أشرف ذات المستشار البرلماني على رفعه فوق نفس المنشأة المائية مطلع شهر دجنبر من العام الماضي.. بيان صادر عن مجلس بلدية بني انصار، تحصلت هسبريس على نسختيه العربية والإسبانية مذيلتين بتوقيع يحيى، أعرب باسم ساكنة الجماعة عن "الإدانة الشديدة للحملات الإعلامية الدنيئة للحزب الشعبي العنصري الإسباني، الحاكم لمدينة مليلية السليبة حاليا"، كما عبر عن "التجنّد وراء الملك محمد السادس من أجل استكمال تحرير سبتة ومليلية". خروج المجلس البلدي لبني انصار صوب "إيَاسِينْنْ" بادر أيضا إلى إقامة نصب مُشهر لصورة الملك محمد السادس، كما عُكف خلال ذات الموعد على تنصيب ثلاثة حرّاس جدُدٍ عهدت إليهم مهمّة مراقبة المنشأة المائية المذكورة على مدار الأربع وعشرين ساعة.. وهؤلاء الحراس يتقاضَون أجورهم من ميزانية بلدية بني انصار لكونهم في الأصل أعوان خدمة تابعين لها. وفي أولى ردود الفعل على خطوة المجلس البلدي لبني انصار أوردت منابر إعلامية صادرة بمليلية بأن المعطى يرتبط ب "هجوم على منشأة إيَاسِينْنْ المائية التي تشرف بلدية مليلية على تسييرها منذ نهاية الحماية عام 1956"، وزادت: "لقد أقدمت بلدية بني انصار على تعيين حراس خاصين ، مهمتهم مراقبة تواجد العلم المغربي فوق إيَاسينْنْ طيلة 24 ساعة من اليوم الواحد، رغما عن توفر المنشأة على حراسة تؤدّي ثمنها بلدية مليلية".. في حين توقعت بعض الصحف المليلية أيضا ما أسمته "ردّا مناسبا من لدن الحزب الشعبي الإسباني".