الشعب المغربي شعب عظيم أصيل أتاه الله عز وجل ذكاء خارقا لهذا لا تنفع معه حيلة ، وهو المعروف بحكمته الشهيرة : " لا حيلة مع الله " . وشعب شعاره " لا حيلة مع الله " لا يمكن أن تنطلي عليه حيل البشر. فالذين تفتقت عبقريتهم عن فكرة موازين اختلت موازينهم ، وأخطئوا وزن همة الشعب المغربي ولم يروزوا ثقله الحقيقي لأنهم انطلقوا من فكرة متهافتة طالما رددها بعض اليائسين من التغييرمفادها أن الشعب المغربي يجمعه طبل ومزمار ، وتفرقه هراوة ، لهذا حاول أصحاب فكرة موازين تجربة الطبل والمزمار ، وتركوا لأصحاب المقاربة الأمنية تجربة الهراوة. وأثبتت التجربتان فشلهما لأن الشعب المغربي أشرف مما يظنه به الأغبياء الذين يعتقدون في أنفسهم الذكاء الكافي للعبث به والسخرية منه . ولقد جمع طبل ومزمار موازين جمهورا بخسا من النوع الرديء المسخر لتسويق حراك فاسد يائس مضاد لحراك الشعب الأصيل العظيم المضاد للفساد ، أما الهراوة فلم تفرق هذا الشعب البطل ، وإنما جمعته ضد مناهضة الفساد بكل أشكاله . ففي الوقت الذي كان أصحاب موازين ينفقون بسخاء على راقصة تافهة تتجاسر على أخلاق شعب محافظ مسلم ، ويعولون عليها لدفع رياح الحراك المضاد للفساد بحراك يائس مضاد له ، كان الشعب العظيم الذكي يرد عليهم بمواجهة هراوات قوات مكافحة الشغب في الشوارع ، ولسان حاله يقول لهم : لقد أخطأت موازينكم الحساب ، فلن يجمعني طبلكم ولا مزماركم ، ولن تفرقني هراوات قوات أمنكم ، وسأظل شعبا أصيلا واعيا ساخرا من جهلكم المركب ، ومن غروركم الذي جعلكم تظنون بأنفسكم الذكاء ، وأنتم في قعر الغباء. ولقد عجبت لتصريح صاحب موازين على فضائية البي بي سي العربية إذ زعم أن الملايين من الشعب المغربي تابعت مهرجان موازين على شاشة التلفزة المغربية فضلا عن الجمهور المطية الذلول التي ركبها لتسويق زبالة مهرجانه ، ولكنه قفز عن ذكر نوع المتابعة الشعبية لمهزلته ، فالشعب المغربي تابع بسخريته المعهودة المهرجان المسخ ، وكال لصاحبه كل أنواع الشتائم ، حتى أنه ما مر مار بشارع ولا بمكان عمومي إلا وهو يسخر من موازين ، ولا تحدث اثنان إلى بعضهما إلا اتفقا على لعنة من كان وراء فكرة موازين . ولقد حاز صاحب موازين لعنة شبيهة بلعنة الأعرابي الذي بال في زمزم في موسم الحج طلبا للشهرة . والشعب المغربي شعب فكه تفكه بغباء صاحب موازين وبجمهوره المغفل الملفق ، وردد الحكمة المغربية الشهيرة :" آش خصك يا العريان ؟ قال الخواتم يا مولاي " الشعب يريد إسقاط الفساد ، وصاحب موازين يجلب له الفساد ، وتسول له نفسه المغرورة بالحديث نيابة عن الشعب المغربي اللافظ له . وأنا أتحداه مباهلا وجاعلا لعنة الله على الكاذب إذا ما رجعنا إلى استطلاع رأي حقيقي ونزيه لمعرفة موقف الشعب المغربي من زبالة موازينه. ولقد انفعل صاحب موازين أمام مداخلة شاب مثقف وواع من شباب مناهضة الفساد ، وفقد صوابه ولم يشعر إلا وهو يشتم ويعير الشاب الواعي بأمه وخالته حتى تصبب جبين مذيع فضائية البي بي سي عرقا من تدني مستوى الحوار مع مدير مهرجان موازين ، وكان في ذلك دليل على نوعية تربيته ، وذوقه المريض الذي تفتقت عنه فكرة موازين . وأمام إصرار الشعب المغربي على إسقاط الفساد بكل أشكاله يبدو موقف المراهنين على الطبل والمزمار من جهة ، وعلى الهراوة من جهة ثانية مثيرا للشفقة عليهم وعلى يأسهم أمام إصرار الشعب على إسقاط الفساد ، وكان الله في عونهم ، وهم يحاولون استغفال أذكى شعب في العالم ، والذي يسخر بذكائه من المغفلين الذين يرون في غبائهم الفاضح ذكاءا. وليس من قبيل الصدف أن تكون من ضمن حكم هذا الشعب العريق والحكيم : " إذا رأيت من يركب القصبة فقل له مبروك الحصان " ولقد ركب صاحب موازين قصبته النخبة المجوفة ، وحاول أن يوهم نفسه بركوب جواد أصيل ، والشعب المغربي يقول له هنيئا لك جوادك ، وكان الله في عونك . وأخيرا لا بد من كلمة في حق بعض الأغرار من المعلقين على مقالي السابق المنتقد لما فعلته الراقصة شاكيرا ببعض الضحايا السذج الذين لا يتعدى وعيهم وسط جسد هذه الراقصة المكشوف والبخس ، فلهؤلاء أقول :لأمر ما تقول حكمة الشعب المغربي : " أنا نحفر لأمه القبر وهو يهرب لي بالفأس " .لقد عبر بعض هؤلاء الأغرار عن بؤس وعيهم من خلال الدفاع عن ثقافة هز الأرداف المنحطة التي يريد تيار الفساد والإفساد يائسا تسويقها في بلد محافظ شريف عفيف في الوقت الذي دفع الشباب المغربي الواعي البطل ثمن وعيه الراقي في كل أرجاء الوطن فاستعذب عز تعريض أجساده للهراوات الطائشة الباطشة على ذل موازين الذي سيظل وصمة عار فوق جبين أصحاب الوعي المفلس الذين يستعذبون القذارة لأنهم صغار الشأن ، وما تعظم إلا في عين الصغير صغار الأمور.