في تعليقها على نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها المملكة المغربية، قالت صحيفة "إلكونفدينسيال" الإسبانية إن "حزب العدالة والتنمية تمكن مجددا من احتلال الصدارة، رغم سياساته الاجتماعية التي قوبلت بالرفض خلال الولاية التشريعية السابقة"، مضيفة أن "جميع الخطط المعدة لإلحاق الضرر بهذا التنظيم السياسي في العديد من الدوائر لم تجد نفعا، في ظل نظام انتخابي يشجع على التفرقة داخل البرلمان". ونقلت الصحيفة وجهة نظر المنتمين إلى صفوف "حزب بنكيران" وهي تقول إن "موظفين تابعين لوزارة الداخلية المغربية أرغموا مواطنين على التصويت لتنظيمات معارضة، إلا أن حزب المصباح حقق فوزا مهما بالمناطق الحضرية وحصول على 125 مقعدا من أصل 395، بينما احتل غريمه السياسي حزب الأصالة والمعاصرة المراتب الأولى في الوسط القروي"، وزادت: "أنصار PJD يرون أن الحكومة المنتهية ولايتها غير مسؤولة عن الركود الاقتصادي". وتبعا للمصدر ذاته فإن "الفساد استأسد خلال حكومة عبد الإله بنكيران، كما أن الناخبين الذين جددوا ثقتهم في حزب العدالة والتنمية يدركون جيدا أن من يحكم في المغرب هو الملك وليس رئيس الحكومة، لاسيما أن الجزء الأكبر من السلطة التنفيذية لا يزال في يد الجالس على العرش، في ظل الدستور الجديد المصادق عليه سنة 2011"، مشددا على "دور الجهات الوصية في ضمان نزاهة الاستحقاقات التشريعية بالمغرب". واعتبرت "El Confidencial"، ضمن مقال اختارت له عنوان: "حزب الله يفوز على حزب الملك"، أن "حزب الأصالة والمعاصرة ذو التوجه العلماني الحداثي، الذي أنشأه فؤاد عالي الهمة ويتزعمه حاليا إلياس العماري، يواجه الملتحين الإسلاميين"، وقالت أيضا إن "احتلال PAM للمرتبة الثانية جاء على خلفية انهيار أحزاب تاريخية". ولم يستبعد المنبر الإعلامي المذكور احتمال اختيار الملك محمد السادس لعبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة المقبلة، رغم الصعوبات التي ستواجه حزب "المصباح" في مسلسل التحالفات لتشكيل الأغلبية، موضحة أن "علاقة توتر تظل قائمة بين الملك والملتحين، وهو ما اتضح من خلال تصريحات وزير الداخلية محمد حصاد لحظة الإعلان عن نتائج الاستحقاقات التي شهدتها المملكة في ال7 من أكتوبر"، وفق صياغة المادّة الصحافية المنشورة على "إلكونفدينسيال". "عدد المشاركين في الانتخابات التشريعية بالمملكة لم يتجاوز 6 ملايين من أصل 15 مليون مسجل باللوائح الانتخابية، وعليه فإن نسبة التصويت لم تتخط 25 في المائة، عكس النتيجة المعلن عنها من قبل وزارة الداخلية. وبناء على المعطيات ذاتها، فإن حزب المقاطعين هو الفائز الأكبر خلال هذا الموعد الانتخابي، خاصة أن شباب الوسط الحضري لا يبدون أي اهتمام بالانتخابات في المغرب"، تضيف الجريدة.