أولا: عليكم أيها الاستقلاليون بإخراج كتاب "النقد الذاتي" للزعيم علال الفاسي من الرفوف، و قراءته بتمعن. فبعد السقوط المدوي لغالبية قيادييكم، عليكم بتجديد قياداتكم، ثم الرجوع إلى منهاج السيد علال، و السيد بوستة بعده و الابتعاد عن الشطحات الشباطية التي دحرجتكم بين الأغلبية و المعارضة في خمس محطات خلال خمس سنوات. ثانيا: ننصح الاتحاد الاشتراكي بعض أفراد القيادة التي ساهمت في تفتيت الحزب ووصوله إلى الموت الإكلينيكي من دفة قيادة الحزب، كمرحلة أولى. كما ننصحكم بإعادة إنتاج خطاب واقعي تفهمه الجماهير و تستوعبه و الاشتغال بعمق لإعادة بناء تنظيماتكم لعلكم تستطيعون بناء فريق برلماني اتحادي دوريجين بإمكانه أن يعيد لكم وضعكم الاعتباري المفقود في الخريطة السياسية المغربية، لا تنسوا التطلع للمستقبل و نسيان أمجاد الماضي السحيق فمدرستكم أفلست و أصابها البوار، ووحده العمل الجاد و المضني كفيل بإعادة فتح أبوابها. ثالثا: حزب الأصالة و المعاصرة، جميل جدا تحقيق عدد مقاعد كبير و التحول لقطب سياسي، أنتم أيضا مطالبون بإعادة إخراج مشروعكم المجتمعي من الرفوف، و التحلي بسلوك حداثي حقيقي يبتعد بكم عن المشاجرات فارغة المحتوى مع التيار المحافظ، اشتغلوا على التنظيم فهو وحده كفيل بالحفاظ على مكاسبكم الانتخابية، و خذوا مسافة من مطبخ الدولة الداخلي، و تذكروا أن الأحزاب المفتقدة للتنظيم و الامتداد الجماهيري تموت بسرعة ولو بعد أن تظفر ب 100% من المقاعد. رابعا: الفيدرالية الديمقراطية، عوضا عن الاعتراف بطول الطريق أمامكم للتغلغل وسط الجماهير الشعبية و إقناعها بالتصويت لكم، اتهمتموها بالجهل و بأنها لا تعرف ما تفعل و عينتم أنفسكم أولياء على "الشعب المغربي القاصر الذي لا يحسن الاختيار"!! ألستم من قال إن المغاربة أذكياء قبيل الحملة؟ فكيف انقلبوا أغبياء بمجرد الإعلان عن النتائج؟ عليكم بإعادة إنتاج خطاب أكثر إقناعا، و خصوصا برنامج قابل للتطبيق، فبرنامجكم جد عمومي و إنشائي و يطرح استفهامات كبرى حول جديته. عليكم استثمار هذا الكم الكبير من التعاطف للاشتغال في الشارع طوال خمس السنوات المقبلة حتى تبنوا قاعدة جماهيرية حقيقية انتم لا تمتلكوها الآن. خامسا: لحزب العدالة و التنمية، كونكم الحزب الأكثر تنظيما بالمغرب و الأكثر شعبية لا يمنحكم شيكا على بياض. "خليكم معقولين"، و خذوا بعين الاعتبار أن المغاربة صبروا على سياساتكم التقشفية القاسية طوال خمس سنين، و أنهم ينتظرون منكم في خمس سنين المقبلة تحقيق التقدم و الرخاء و الازدهار الاقتصادي الموعود، و اعلموا أن المغاربة ينتظرون منكم ممارسة صلاحياتكم الدستورية كاملة بلا نقصان، و إلا عاقبكم كما عاقب الاتحاديين من قبلكم. سادسا: لباقي الأحزاب، لقد برهن الناخب المغربي لكم مرة أخرى أنه أذكى منكم جميعا. و صوت غالبية الناخبين للمرشح المتواجد بشكل دائم في دائرته ثم عاقب كل من خلدوا للنوم و هجروا دوائرهم طوال خمس سنين. عليكم بإعادة بناء تنظيماتكم و التواجد بشكل مستمر في الساحة إذا أردتم إقناع الناخب البسيط، عليكم بتقديم حلول عملية لمشاكله حتى تقنعوا من لم يصوتوا بالتوجه لمراكز الاقتراع. ثم عليكم برفع مستوى النقاش و التكيف مع المتغيرات السريعة التي تعرفها بلادنا فإيقاعكم بطيء جدا، و غالبية أفكاركم متجاوزة. بالنسبة للببساويين، أنتم أفضل خاسر في الانتخابات، للأحزاب الصغيرة و التي لم تحقق شيئا يذكر، إما أقفلوا دكاكينكم أو سيروا على طريق التكتل لعله يعط معنى لوجودكم في الساحة. سابعا: لوزارة الداخلية، حيادكم الانتخابي جميل جدا و لا غبار عليه، المرجو منكم التحلي بمزيد من "الحياد السياسي" و الابتعاد عن لغة الإشارات و الهمهمات، نرجو أن تكون وزارة الداخلية رافعة لأداء الأحزاب و قوة منظمة للحقل الانتخابي و السياسي بإعادة الرفع من العتبة، و إبعاد الفاسدين عن الممارسة الانتخابية، ثم بإلزام الأحزاب بالرفع من مستوى الممارسة السياسية و الانتخابية عن طريق اقتراح قوانين انتخابية و حزبية طموحة تضعنا نهائيا في مصاف الدول الديمقراطية و تختم مسلسل الانتقال الديمقراطي الذي طال أكثر من اللازم. ثامنا: للمواطن المغربي العظيم، ليست لنا نصيحة نقدمها لك، سنكتفي بتذكيرك بأنك تستحق أحزابا أفضل.