في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام الوطنية والدولية تنتظر فيه خروج الأحزاب السياسية للتعليق على نتائج الانتخابات التشريعية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، اختارت هذه الأحزاب الصمت من خلال إحجامها عن إصدار بلاغات حول هذه النتائج. كما أن عددا من السياسيين تراجعوا عن تقديم تصريحات بهذا الخصوص؛ وذلك في انتظار الموقف الرسمي للجان التنفيذية والأمانات العامة لهذه الهيئات السياسية. وكان موقف حزب العدالة والتنمية واضحا بهذا الخصوص، حيث أصدر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب "المصباح"، توجيهين اثنين يوما واحدا بعد الاستحقاقات الانتخابية، حيث كان الأول موجها إلى مسؤولي وأعضاء الحزب، يقول فيه إنه هو المخول الوحيد للحديث عن نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم أمس الجمعة 07 أكتوبر. وبعد هذا التوجيه من بنكيران، صدر توجيه آخر، يخبر فيه الصحافيين بمختلف المنابر الإعلامية الوطنية والدولية بأنه لن يجري حاليا أي حوار صحافي أو يدلي بتصريح؛ وذلك في الوقت الذي لم يعلن الحزب عن عقد أي ندوة صحافية من أجل التعبير عن موقفه من النتائج التي جاءت في صالحه، وبوأته صدارة المشهد السياسي ب125 مقعدا في مجلس النواب. ولا يختلف موقف حزب العدالة والتنمية عن مواقف الأحزاب الأخرى؛ فعلى عكس الانتخابات الجماعية والجهوية التي جرت العام الماضي، لم يعلن حزب الأصالة والمعاصرة عن عقده لأي ندوة صحافية من أجل التعليق على النتائج، بعدما كان إلياس العماري، الأمين العام لحزب "الجرار"، قد عقد، عقب الانتخابات الجماعية والجهوية الماضية، ندوة بمقر الحزب في الرباط. أما حزب الاستقلال، الذي احتل المرتبة الثالثة وخسر عددا كبيرا من مقاعده الانتخابية بالمقارنة مع استحقاقات 2011، فقد كان عال بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب "الميزان"، قد صرح، خلال السهرة الانتخابية للحزب، بأن هذا الأخير سيعبر عن موقفه من النتائج حين استكمالها اليوم السبت، وأنه سيصدر بلاغا حول الموضوع. بنحمزة خرج، صباح السبت، ليخبر وسائل الإعلام الوطنية والدولية بأن حزب الاستقلال قرر عدم الإدلاء بأي تعليق عن ظروف اقتراع السابع من أكتوبر ولا عن النتائج المؤقتة التي أعلنتها وزارة الداخلية ولا عن السيناريوهات المحتملة؛ وذلك قبل الانتهاء من الدراسة التفصيلية للنتائج. "وبناء عليه، فإنني بصفتي ناطقا رسميا باسم حزب الاستقلال سيتعذر عليّ إعطاء أي تصريح قبل اجتماع قيادة الحزب"، يورد الناطق الرسمي لحزب الاستقلال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".