عاش البيت الحركي، مساء أمس، ترقبا كبيرا للنتائج التي سيحصدها حزب الحركة الشعبية في 78 دائرة قام بتغطيتها خلال الاستحقاقات الانتخابية ل7 من أكتوبر الجاري. وما إن أعلن محمد حصاد، وزير الداخلية، عن نتائج الأولية للانتخابات مساء أمس التي همت اللوائح المحلية، حتى تفاعل الحاضرون في مقر السنبلة بالرباط معها بالتصفيقات والهتافات بعدما تبوأ الحزب المركز الخامس ب21 مقعدا قبل كل من الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والحركة الديمقراطية الاجتماعية وكذا فيدرالية اليسار. وبالرغم من أن مقر الحركيين كان شبه خال من القيادات الحزبية، وعلى رأسها الأمين العام للحزب امحند العنصر وحليمة العسالي ومحمد مبديع ومحمد أوزين وحكيمة الحيطي؛ فإن المكالمات الهاتفية لم تتوقف بين الحاضرين في المقر وبين باقي القيادات التي توجد في مناطق متفرقة من المغرب، وخاصة بالأطلس المتوسط لدواع انتخابية. ومع الإعلان عن النتائج الأولية، بدا خالد البرجاوي، عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية وأبرز الحاضرين بالمقر، أكثر هدوءا وتفاعل بشكل متحفظ مع إعلان وزارة الداخلية عن النتائج الأولية التي حصدتها "السنبلة "إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم، قائلا في تصريح لهسبريس إنها تبقى نتائج مشجعة، إذ تم الأخذ بعين الاعتبار خفض العتبة الذي أدى إلى تشتيت الأصوات وبعض الظواهر غير الصحية التي عانت معها الحركة، "فالعديد من القيادات الحزبية داخل الحركة تم اقتناصها"، حسب الوزير المنتدب لدى وزارة التربية المكلفة بالتكوين المهني في الحكومة المنتهية ولايتها. وتقلصت نتائج الحركة بمقعد واحد عن نتائج اللوائح المحلية التي أعلنت عنها الداخلية بالأمس، إذ خرجت أم الوزارات صباح اليوم ببلاغ يفيد بالنتائج شبه الرسمية لما حصدته الأحزاب من مقاعد محليا ووطنيا، فالحركيون تمكنوا من حصد 20 مقعدا محليا و7 مقاعد على صعيد اللائحة الوطنية. محمد السرغيني، عضو المكتب السياسي لحزب "السنبلة" والذي عين كمسؤول عن الحملة الانتخابية للحزب، علق عن النتائج بقدر من الإيجابية، "نحن متفائلون بالنتيجة، مع العلم أننا لم نعمل على تغطية الدوائر نفسها التي قمنا بتغطيتها خلال الاستحقاقات السابقة، وانتقينا الكفاءات التي رشحناها. ومن ثم، فإن النتائج التي حصدناها تبقى إيجابية"، بتعبيره. وفي الوقت الذي رفض فيه امحند العنصر، الأمين العام للحركة، التعليق عن ما حصده حزبه من نتائج، أردف السرغيني أن الجو العام السياسي بالمغرب وخاصة المتعلق بالأحزاب يؤكد أننا حافظنا على مكانتنا داخل الخارطة الانتخابية للأحزاب. "كما أن المهم هو أننا حصدنا نتائج إيجابية بمعاقلنا، بالرغم من أنه كان لنا أمل أكبر في حصد مقاعد أكبر؛ لكن الديمقراطية تلزمك بتقبل النتائج كيفما كانت"، يقول المتحدث. ومن المرتقب أن يعقد المكتب السياسي لحزب الحركة في الأيام القليلة المقبلة اجتماعا لتقييم نتائجه، والنظر في التحالفات التي من الممكن أن تجمعه مع باقي الأحزاب.