مسار القصة وقائع تجري على متن سفينة محملة بالأسلحة ومادة الكوكايين متوجهة إلى عملائها في سوريا ، أطراف عديدة تتنازع على مناطق نفوذها وتستخدم فاتينا كرهينة للتخلي لها عن أسواق سوداء لترويج الأسلحة والمخدرات . قريبا من طنجة لم تكد تفرغ من حصتها الصباحية من لعبة التنس ، حتى نادتها من بعيد فتاة بنظارة شمسية ؛ اعتقدت لحينها أنها مضيفة بالنادي : " فاتينا ... فاتينا ..quelqu'un vous chercher ; assis au hall " فاتينا فتاة شقراء ذات قسمات إرلاندية ؛ تستعد اليوم للاحتفال بعيد ميلادها التاسع عشر.. وقد أصر والدها الميلياردير تشوميش Chomish على أن يهدي لها طائرة في ملكيتها الخاصة ، عربونا على وفائها بسكرتارية والدها . ولجت بهو الانتظار لتجد أمامها رجلا قاعدا مطأطئ الرأس ؛ ينقر الأرض برجله اليمنى في عصبية بادية .. ناداها قائلا " والدك .. والدك .. طلبك على الموبايل ولمّا لم تجيبي .." قاطعته بصوت صاعق " No c'est pas vrais " ، فالتفتت إلى حقيبتها فلم تعثر له على أثر . " آنستي .. فاتينا .. السيارة بانتظارنا .. تفضلي " تقدمها إلى سيارة ليمونيز ؛ كانت رابضة خلف النادي بين أشجار التانغو ... وجدت خلفها ؛ داخل السيارة ؛ كولومبيين ظهرت على وجه أحدهما آثار لندوب قديمة .. إلى جانب آخر كان في اتصال مع أحدهم بمدريد يرطن معه بلغة إسبانية ركيكة : " .. نحن فقط يامستر تشوميش .. نطلب منك التخلي عن سوق شمال أوروبا ، فنحن الأوائل الذين كنا نغطيها بالأسلحة ، والبودرا .. لا .. دعك الآن من المناورات .. فابنتك توجد الآن بين أيدينا " ناولها الهاتف لتسمع والدها يصرخ ويزبد وينعل " .. بابّي .. بابّي ؟Quels sont vos relations avec ces méchants ! " " ..لا ..أوه .. كيف أنت .. هل مسوك بأذى ؟ آلو .. فاتينا .. فاتينا ! سأزلزل الأرض من تحت أقدامهم .. وأحرق كولومبيا .. وأمسحها من الخريطة ! " ".. أوه .. Je vais bien jusqu'à maintenant " صدرت من الكولومبي زمجرة ، وهو ينتزع الموبايل من بين يديها .. فتوجه إلى تشوميش غاضبا " .. سنحرق كبدك قبل أن تصل إلى كولومبيا .. ما هي آخر كلماتك أيها الوغد الحقير ؟ " سادت فترة ترقب بين الثلاثة ، قبل أن يعيد الاتصال وبنبرة خنوعة " طيب ... طيب ...لا داعي للعنف ..مع من تشتغلون ، لنعقد اتفاقا في أية عاصمة ترونها مناسبة " قفل السكة ، وعلى إثره تحركت السيارة في اتجاه منطقة خالية بالقرب من مالاباطا غير بعيد من مدينة طنجة ، حيث كانت في انتظارهم هناك طائرة خفيفة متنكرة بأوراق حشائش يابسة . أقلعت بهم الطائرة صوب سفينة كولومبوس Columbus كانت راسية بالمياه الدولية ، تحمل علما باناميا ، والقبطان كاماتشو Captain Camatcho كان يرقب اقتراب الطائرة من خلال منظار ، يطل به من خلال كوة في الطابق السادس من السفينة . قبل أن تحط الطائرة على ظهرها ، هرول أشخاص مسلحون وبأقنعة سوداء إلى مهبطها Hilapad يطوقونها وهم على أهبة التسديد . بمجرد أن شاهد كاماتشو ؛ على شاشة قمرة السفينة البورد ؛ الفتاة الشقراء وهي تنزل سلم الطائرة تهلل وجهه ، وفرك يديه وصاح طرِباً : " برافو ... برافو ... كاردينيو " .. اقتادوا فاتينا إلى بهو فسيح ، وكان في انتظارهم كاماتشو ؛ يتأهب ليشعل سيجاره الكوبي .. مارا بلسانه على حافته قبل أن يثبته بين أصبعيه . ثم أرسل نظرة فاحصة إلى فاتينا من ساقيها إلى عينيها الزرقاوين .. دنا منها خطوتين قبل أن يتوجه إلى صدرها الناهد : " .. لم أكن أعلم أن إفريقيا تحتضن مثل هذه الغزالة ..ها .. ها .. ها اهدئي .. وهوني من روعك ، ستمكثين في ضيافتنا معززة ومكرمة ، طالما لم يذعن والدك لشروطنا .." قرأت في عينيه شهية الذئب الجائع .. فبصقت في وجهه صارخة مزمجرة " Salopard ! spece .. " وما إن حاول تحسس بصاقها على وجهه حتى سمع رنات هاتفه : "..آلو .. نعم سيدي الرئيس .. الكل على ما يرام .. نعم ! آه .. هي الآن بين أيدينا وإن كانت أفعى شرسة .. اطمئن سيدي .. ننتظر أوامركم كل لحظة وننفذها في الحين .." يسمع رئيسه ملحا : " خذ الهاتف المرئي ؛ داخل قمرة القيادة ؛ هيا .. أسرع " . وسطاء أم قراصنة ؟ ظهر على شاشة صغيرة الرئيس برادهاريس Bradharis ، بقامة قصيرة وبطن منتفخة ، يرتدي نظارة طبية سميكة ، فيتوجه إلى كاماتشو : " .. لديكم في حمولة السفينة شحنة من الأسلحة زنتها 287 ألف طن ، وإلى جوارها في الغرفة الباردة أكياس من بودرا الكوكايين زنتها بالكامل 250 كلغ .. ينتظرنا عملاؤنا في الشرق الأوسط ، وسأوافيك بالرقم السري حالما نستلم العمولة من رجالنا هناك بسوريا " تشوميش يذرع مسلكا يحيط بحديقة لإقامته الفاخرة ؛ تطل على بحر مرمرة بإسطانبول ؛ بخطوات عصبية ، ويده على رأسه الحاسية ، وفجأة لمعت في ذهنه فكرة ما ، فأخرج الموبايل وشرع يتصل : " .. هيلو ... مستر شوليم Cholim .. كيف الحال .. أما زالت تستهويك الإقامة في تلأفيف .. ها ..ها.. قل لي مستر شوليم .. أحدهم اختطف ابنتي في المغرب .. واشترط علي .. " قاطعه شوليم : " .. أتحمل رقم هاتفه ؟.." " .. نعم .. هو معي .. لحظة من فضلك .." " .. سأعود للاتصال بك " . في هذه الأثناء يتصل تشوميش بالكولومبي كاردينيو ، لكن سيجد على السماعة صوت كاماتشو : " آلو .. نعم ..أنا القبطان كاماتشو وكيل الرئيس ..نعم ، اسمه ؟ لا داعي .. يطلب تخليك عن منطقة الشرق الأوسط ، وشمال أوروبا " تشوميش مقاطعا في لهجة حازمة : " .. أبلغ رئيسك أننا جاهزون للتفاوض ، وعليه أن يختار بين إسطنبول أو أي مكان آمن لجلسة التفاوض " . في هذه الأثناء تلمع نقطة خضراء على ساعته المعصمية ، فيقطع اتصاله ليتوجه إلى عدسة مثبتة في صدريته : " .. آلو .. .. آلو .. آه مستر شوليم .. كنت أنتظرك على أحر من الجمر .. .. ها ..ها.. نعم ؟ ماذا .. !؟ " شوليم بعبرية مغلقة : " .. شيّدي .. اتصلنا بوكالة الاستخبارات المركزية CIA ، فأرشدتنا إلى مخاطبك .. إنه يوجد على متن سفينة قريبا من جبل طارق ، وهي تمخر مياه المتوسط في اتجاه الشرق الأوسط .. نعم ؟ .. نعم .. لا شك .. شك في أن ابنتك توجد على متن السفينة ، وقد أصدرنا أوامرنا لعملائنا في ايطاليا باعتراض سبيلها .. لا .. لا تخف .. ابنتك في أمان .. ولن يمسها .." قاطعه تشوميش بإلحاح : " ..حبيبي شوليم .. أنا مستعد للدفع .. لكن يبدو أن الخاطف سيرضخ للمفاوضات ، فبماذا تنصحني ؟ " شوليم : " .. الكلاب النبّاحة ارمها بالحجر ولا تصبها .. !" صفقة مشبوهة ! في هذه الأثناء كانت هناك جلبة في إحدى غرف فندق WesternIn شمال مدينة إزمير ... ثلاثة أشخاص يتداولون أمر تفريغ السفينة البانامية من شحنة السلاح وتسليمها ؛ في عرض البحر ؛ لعملاء من سوريا : الأول كبيرهم في بدلة رياضية يبدو أنه عاد لتوه من ممارسة رياضة المشي : " .. أنظر .. لقد حلت ساعة الموعد .. لكن يبدو ألا أثر لزائر بالفندق .." . قبل أن يتم .. أسرع إليه أحدهم هامسا في أذنه : " .. بلا سيدي .. كبيرات مضيفات الفندق أخطرتني بوجود زائرين ينتظران بالصالة الرئيسية " " طيب .. طيب .. مستر كليسمار Klysmar.. أسرع إليهما ، وسألتحق بكم بعد حين .." " .. هيلو .. .. هيلو .. مستر !سعيد بلقائكم .. تفضلوا .." تبادلوا التحايا ، وشرع أحد الزائريْن يقدم رفيقه إلى كليسمار : " .. هذا مستر أرديش .. يشتغل وكيلا للبنك المركزي ALLWORLD BANK أولورلد بنك بسويسرا ، يحمل كامل الوثائق الضرورية للتسليم .. وبالعملة التي ترغبون فيها .." .... نحْنحة خفيفة صدرت من كليسمار قبل أن يطلب مهلة ريثما يلتحق بهم الرئيس أوغلو سليم P.Oughlo Salim الذي ولج القاعة ؛ بعد هنيهة ؛ بهندام تركي أنيق ، راسما على شفتيه ابتسامة خبيثة فبادر الجمع : " .. مرحبا .. سفينتنا تقترب من مياه إزمير .. لكن دخولها .." قاطعه رفيق أرديش المستر شابوني : " .. نعلم .. ولعلك تقصد رسوم الجمارك ؟ " " أي نعم .. وحتى نتجاوز هذا الحاجز .. أقترح أن يكون التسليم في عرض البحر ، من خلال عملائكم أو .." شابوني مقاطعا : " أو ماذا ؟ مستر أوغلو " مستر أوغلو : " .. أو نسلمكم قيادة السفينة إلى مكان آمن ؛ يمكنكم من معاينة السلعة والشروع في شحنها بوسائلكم الخاصة .." أوغلو ينفرد بكليسمار هامسا في أذنه : " .. الحذر .. الحذر .. أما الرقم السري لحاوية السفينة فعليكم تثبيته بعناية فائقة فهو يتركب من 50 رقما ورمزا وحرفا .. لكن كما تم الاتفاق .. التسليم لا يتم إلا بعد التأكد من دخول مبلغ 1,5 مليار دولار إلى حسابنا الخاص في البنك .. كما يجب التسليم ليلا .." شابوني : " .. نعْم الاقتراح مستر أوغلو .. فلدينا رجالنا ببحر مرمرة مجهزون وفي كامل الجاهزية " في هذه الآونة دعا المستر أوغلو سليم الجميع إلى غرفة خاصة مجهزة للتوقيع وشرب الأنخاب . المافيا الإيطالية تدخل على الخط كانت هناك جلبة وضوضاء ، بداخل قمرة القيادة على إثر انقطاع حبل الاتصالات ، وتعطل الرادار ، لا بد أن في الأمر مكيدة كما صاح كاماتشو غاضبا : " .. كلاب مسعورة تقتفي أثرنا ، علينا تشغيل الرادار الاحتياطي لتلمس في اتجاه ميناء طرطوس .. سنجدهم في الانتظار ليتسلموا شحنة الأسلحة مقابل نصف طن 500 كلغ من مادة الكوكايين .." . وعلى حين غرة تتوجه أنظارهم إلى فنار كان يومض بشدة بالأحمر البنفسجي غير بعيد من مقدمة السفينة ، فصعق كاماتشو وأشار إلى دق أجراس السفينة ليأخذوا رجالها أهبتهم لمواجهة أي خطْب .. شرعت السفينة تقترب من الفنار ، والذي تبين أنه كان لمركب خفر المياه الإيطالية ؛ الذي ما إن صار على بعد أقل من ميلين حتى أطلق صفارات الإنذار بوجوب توقف السفينة ، وخروج ربابنتها إلى السطح . تقدم الأميرال نابوليوس إلى بوق المركب مخاطبا رجال السفينة الذين كانوا مدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية ، ومنتشرين في كل أنحائها ، متنكرين في بدلات رسمية لغطاسين : " .. نحن وحدة تابعة للحرس الإيطالي .. لقد انحرفت بكم السفينة وضللتم الطريق ، وها أنتم في مياهنا ، وعلكيم أن تخضعوا للتفتيش .." ساد صمت رهيب لم يكن ليكسره سوى خرير أمواج البحر وهي تصطدم بجنبات السفينة والمركب معا .. قبل أن يسمع لأزيز حوامة في الأفق تدنو لتعضيد حرس المركب . خلال لحظات همس كاماتشو إلى أحد مساعديه : " .. فلتأذن لهم بالعبور إلى السفينة .. لكن بمجرد ما أن يحاولوا الولوج إلى بطن السفينة علينا أن نُطْبق على ثلاثة منهم كرهائن .. لنكن حذرين !" كاماتشو تحين فرصة عبور رجال البحرية الإيطالية إلى السفينة ليستقل غطاسا مطاطيا صحبة فاتينا التي كانت معصوبة الوجه ويدين مقيدتين إلى مقعد القيادة . كان الزورق الغطاس يسبح في اتجاه صخور عميقة تشرف بقممها الناتئة على ساحل حجري مهجور ، وقد صعد ليطفو فوق المياه بحذر شديد مخافة أن ترصده رادارات عملاقة كانت منبثة هناك في أعالي جبال صخرية تحتضن المنطقة ، وفجأة رن هاتفه : " .. أيها الوغد الحقير .. أين هربت بالفتاة وتركت السفينة وكنوزها في أيادي مافيا .. نعم مافيا .. !" " أوه .. سيدي .. أ ..أ برادهاريس .. لقد أعطيت التعليمات ، ولكن لم أكن أعلم أن .." قاطعه رئيسه بنبرة لا تخلو من توعد : " .. إنهم مجرد لصوص المافيا متنكرين في سحنة رسمية .. لقد تمكنا من السيطرة على الموقف ، وقد أصبح بعضهم في قبضتنا .. عد إلى السفينة وحافظ على جهاز التحكم عن بعد في الإنارة ... إننا أصبحنا نقترب من عملائنا .. إنهم يترقبون " في هذه الأثناء ؛ وبينما كانت تهدر محركات السفينة لاستئناف إبحارها ؛ فوجئ ربابنتها بمؤشر يلمع على شاشة الرادار ، سرعان ما أعقبه نداء من الرئيس برادهاريس : برادهاريس : " .. سلموا البضاعة لمن يحمل رقم الكود كاملا وعدد قطع الأسلحة وحمولتها ، وتأكدوا من المقابل الذي هو 500 كلغ مع حملها إشارة مدموغة على كل علبة تين على شكل نخلة بسبعة فروع .. مفهوم ؟ أغلق " نزل أوغلو سليم من سيارة فارهة ، أقلته إلى تلة صخرية ، جعل يراقب منها عبر منظار رقمي متطور مياه البحر ، كانت الرياح عاتية فلم تسعفه من الثبات على قدميه ، وإدارة المنظار في الوضعية المناسبة ، وبينما هو كذلك إذا بطلقات أعيرة نارية تنتهي إلى مسامعه ، فالتفت إلى خلفه ليجد كوماندوس مسلحا ، يتقدمه أحدهم مخاطبا أوغلو سليم : " .. مرحبا السيد أوغلو .. نحن لا نلتقي إلا في مواعيد هامة فعليك أن تسلم الحقيبة التي بحوزتك .." أوغلو يرمي بمنظاره جانبا ويستعيد هدوءه : " .. ليس لدي ما أسلمه " لكن الآخر قاطعه وهو يقترب منه صحبة رجاله ، حتى إذا غرس فوهة المسدس في رقبته قال : " .. اتصل بهم ليسلمونا المبلغ حالا .. وإلا قذفناك من هذه التلة إلى حيث نهايتك .. هيا ..أسرع .." " .. اهدأوا لنتفاوض ..." رئيس الكوماندوس يصرخ في رقبته ، ويرفع زنار المسدس . أوغلو سليم يتصل : " .. سلم حقيبة إلى ... سامبادوس ، يجيب رئيس الكوماندوس " .. ويلتحق بنا في النقطة الإحداثية رقم (12 , 36,123^ »° ) أخذت تقترب عدة مراكب مطاطية يتقدمها مركب يقل على متنه كليسمار ، بدأ هذا الأخير يوجه خطابه إلى ربان السفينة : " .. نحن من رجال أوغلو سليم ، أتينا لاستلام البضاعة .." رد عليه صوت أخذ يقترب منه رويدا رويدا : " .. مهلا ..أية بضاعة ، هل تحملون كودا أو تعليمات ..؟ " " .. لا نحن اشترينا شحنة أسلحة من أوغلو سليم ، مالك السفينة هذه . أليس كذلك ..؟" " ..لا ..لا ..لا ربما أخطأتم الهدف ،، سفينتنا تتجر في التمور ،، وليس لها علاقة بتجارة السلاح .." في هذه الأثناء بدأ تبادل إطلاق النيران بالأسلحة الرشاشة لتفتح السفينة علبتها الصاروخية وتشرع في استهداف محركات المركب الذي بدا ؛ بعد بضع طلقات ؛ يترنح ذات اليمين وذات الشمال فيما استقل بعض المسلحين قوارب مطاطية لتحملهم بعيدا عن الموقع والذي تحول إلى انفجارات صهاريج الوقود وتعالي ألسنة اللهب في جنباتها وهي تغرق ببطء . بينما كان أوغلو سليم في قبضة رجال الكوماندوس ينتظرون قدوم سامبادوس .. إذا بحوامة في الأفق يبدو أنها منطلقة من سفينة ما ؛ تخفر المنطقة بحثا عن مجهول ، فصعق كبيرهم : " .. لتتخلوا عن السيارات .. ولوذوا بهذه الصخور .. إن هناك مؤامرة حيكت ضدنا .. مؤامرة .." ، بيد أن مدافع رشاشة من الحوامة كانت لهم بالمرصاد ، في حين أطلق أوغلو سليم ساقيه للريح ، يريد الاحتماء داخل سيارته التي كانت رابضة على مشارف جرف عميق من البحر .. لكنه لم يلبث قليلا حتى أحس بفرامل السيارة تتمزق لتهوي به إلى أسفل سافلين . زوارق داعش ترقب ظهور السفينة بدا كاماتشو يخطو على حافة ساحل صخري حائرا في أمره ، بينما كان زورقه الغواص يرقص على وقع مياه شبه حوض هناك ، وفاتينا ما زالت يداها مقيدتين بإحكام وقد فك عصابها .. كانت تفكر فيما لو ارتمت في المياه فمن سيفك عقالها إذا لم يكن قرشا تائها هناك .. وكم سيسمح لها نفس قواها لو ظلت تسبح .. !بيد أن كاماتشو قد أنذرته عقارب لوحة الشاشة أن وقود زورقه لا يسمح له بالسير أكثر من نصف ساعة ، حينئذ ستحدق به الأخطار من كل جانب ، والطعام أوشك عن النفاذ ، وهاتفه أصبح معطلا ! .. فيما هو كذلك ، أراد أن يعرف موقع المكان وإحداثياته ، فشغل ساعة معصمية ،،، وبعد لحظات أخذت تصدر إشعارات ضوئية بأرقام وأسهم تومض ثم تختفي ،،، في هذه الأثناء صاح مساعد ربان الحوامة : " .. هي ،، هي ،، أنظر !هناك إشارة غير بعيدة من هنا فكبر الشاشة ليستعين على استعمال إحداثيات موقع ذلك الجسم ، فرد عليه ربان بلهجة الواثق : " .. أعتقد أنه الخاطف ؛ وقع في ورطة ما ، علينا ألا نستعمل السلاح قبل التعرف إلى من هناك .." كاماتشو يستسلم وفاتينا .. بينما كان كاماتشو يصيخ بأذنه إلى مصدر الصوت والذي كان يتناهى إليه ، كانت فاتينا مستندة إلى جسم حاد خلف يديها ؛ تحاول الفكاك من وثاقها ، حتى إذا تفطنت بكاماتشو يعود إليها ليتخذ منها ذراعا واقيا ،،، قفزت فجأة إلى المياه ، فعمد إلى سلاحه وأخذ يطلق النار بشكل عشوائي صوب المكان ، ولما نفض يديه منها ولى هاربا خلف أشجار كثيفة كانت تحف بالمنطقة ليجد أمامه وجها لوجه مسلحين اثنين بجوار الحوامة ، فناداه أحدهما : " ..سلم نفسك ،، وألق بسلاحك ،، كنا نبحث عنك منذ ثلاثة أيام .." ألقى برشاشه إلى الأرض وتظاهر بالاستسلام ،، حتى إذا اقترب منه خصمه أمسك بخناقه وصوب إليه مسدسا في صدغه وضغط على الزناد في محاولة تصفيته ... لكن فاتينا ؛ وعلى حين غرة ؛ ظهرت من خلفه لتسدد له ضربة بحجر صلد على رأسه ، فسقط إلى الأرض ينزف دما ... داعش يجدّ الخطى نحو السفينة انتشرت زوارق نفاثة حول السفينة ؛ كانت تقل مسلحين بخرق مائلة إلى السواد الداكن ؛ يعلو جباههم شعارهم المعروف . كانت أعينهم تقدح شررا ، وهم يختلسون النظرات إلى ما حولهم من مياه البحر .. تهللت أسارير كبير ربان السفينة ، فهمس في أذن مساعده : " .. رحلتنا .. على وشك الانتهاء .. سنسلم الأسلحة ونستلم البودرا .. كانت رحلة ،، " قاطعه ؛ في هاتف السفينة ؛ أمين المخزن : " ،، يبدو أن طاقم مفتاح بطن السفينة كان في حوزة كاماتشو ،، إنه لأمر خطير .." " ،، لا ضير ،، تأكدوا فقط من الرقم السري وشعار البضاعة ،، " في هذه الأثناء انقطع خط الاتصال في أوصال السفينة ، وشرع العملاء يشحنون الأسلحة في الزوارق بعدما أن تأكدت سلامة التعليمات . بعد أن راح في غيبوبة ، أفقدته بعض حواسه ، استفاق كاماتشو بعينين متناومتين فتحسس صدريته ليستخرج منها جهازا في حجم كفه ؛ يعتبر المتحكم في أزرار بطن السفينة وانفتاح مداخلها ،، تحسسه مليا ، وهو يرقب بنظرات متهالكة حمرة الغروب تتلاشى في الفضاء البعيد ، وفجأة دفع زرا إلى درجة أعلى من 0 إلى 5 لتتحول السفينة على إثره إلى ظلام دامس ، وقد شلت محركاتها ، فتعالى الصياح من كل طوابقها وجنباتها وعلى السطح ، وفي غرفة القيادة والتي ضجت بصفارات الإنذار ، وتزاحمت إشارات حمراء على حافة البورد وفي مداخلها ، بينما كان عملاء داعش ما زالوا منهمكين في نقل الأسلحة ، وسط تكبيرات لم يكن أحد يعلم ما وراءها ،،، ! الخوف أو شعورهم بفشل الصفقة ،، أو استنهاض همم بعضهم ، وقد أصبحوا في مواجهة الأمواج العاتية ، والظلمة الحالكة ... ولتماس ما في أحزمتها الكهربائية ، استعرت أول شرارة لتستتبعها أخرى صاعقة هنا وهناك ، لتصل أخيرا إلى خزان وقودها لينفجر أشبه ببركان إثنا ،،، وتتحول السفينة إلى أشلاء وشظايا متقدة ومتطايرة ، أضاءت رقعة واسعة من مياه البحر ، وهي ما زالت مزمجرة بفعل الرياح ،، التهمت ألسنة النيران كل ما حولها ، وأتت على بعض الزوارق التي كانت تنتظر شحنها بالسلاح ثمن الصفقة وقفت عاضة على سبابتها وهي ترقب مشهد نيران السفينة من بعيد فوق تلة إلى جوار والدها تشوميش ؛ يتحسس شعرها الناعم ، وهو لم يصدق بعد هاوية جهنم التي كانت ستروح إليها ابنته ... وما زال كذلك إذا بالمستر شوليم يهاتفه : " .. شالوم ،،، مستر تشوميش أنت وابنتك ،، " ليرد في عجلة من أمره : " .. شالوم مستر شوليم ،، لن أنسى صنيعك ،،، نعم ،، ماذا ؟! " شوليم : " .. في عقيدتنا لا وجود لشيء دون مقابل ، فأطراف عديدة استنفرناها لصالحكم بما فيها لCIA ،، ولذا بتم مطوقين بدين 3 مليار دولار نقدا ، والشكر يأتي من بعد ،، شالوم "