كشف تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية أن المواقف السلبية تجاه المسنين أو التمييزية ضدهم منتشرة على نطاق واسع، موضحا أن هذه التصرفات تؤثر على صحة المسنين البدنية والنفسية تأثيراً سلبياً. وأفاد استطلاع أجرته المنظمة، تخليدا لليوم العالمي للمسنين، بأن 60 بالمائة من المستجوبين بشأن تقييم المواقف التي تتخذها مختلف الفئات العمرية إزاء المسنين يرون أن هذه الفئة لا تحظى بالاحترام؛ وكشف أن البلدان مرتفعة الدخل تستأثر بأدنى مستويات الاحترام تجاه المسنين، ما يمثل تمييزا ضدهم ويرسخ الصور النمطية المحفوظة حيالهم. وأوضحت المعطيات أن التمييز ضد المسنين يمكن أن يتخذ أشكالا عدّة، تشمل "تصوير المسنين على أنهم عجزة وعالة على المجتمع وغير مطّلعين على وسائل الإعلام، أو من خلال إتباع ممارسات تمييزية ضدهم، كتقنين خدمات الرعاية الصحية بحسب العمر، أو انتهاج سياسات مؤسسية مثل التقاعد الإلزامي في سن معينة." وأفادت البيانات بأن المواقف السلبية تجاه الشيخوخة والمسنين تُخلِّف عواقب كبيرة على صحة المسنين البدنية والنفسية، ويشعرون بأنهم يشكلون عبئاً على المجتمع وينظرون إلى حياتهم على أنها عديمة القيمة، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالاكتئاب والانزواء في المجتمع. التقرير العالمي كشف أن عدد الأشخاص البالغين من العمر 60 عاماً أو أكثر سيتضاعف بحلول عام 2025، وسيصل عددهم بحلول عام 2050 إلى ملياري شخص، وسيعيش سوادهم الأعظم في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل. ويعد التمييز ضد المسنين شكلا من الأشكال النمطية التمييزية المستشرية على نطاق واسع ضد الأفراد على أساس السن، وهو ممارسة تخلّف آثاراً ضارة على صحة المسنين، ويطرح تحدياً يومياً أمام هذه الفئة من السكان؛ إذ يهمّشها ويعزلها عن مجتمعاتها المحلية إثر إهمالها وحرمانها من العمل وتقييد سبل حصولها على الخدمات الاجتماعية وتصويرها في قوالب نمطية في وسائل الإعلام. ويُمارَس التمييز ضد المسنين في كل مكان، وهو واحد من أكثر أشكال التحيّز "تطبيعاً" في المجتمع، ولا يلاقي معارضة على نطاق واسع، شأنه شأن العنصرية أو التمييز على أساس الجنس. ويستشري هذا التمييز في الحالات التي تصوّر فيها وسائل الإعلام المسنين على أنهم "عجزة" و"عالة" على المجتمع.