لم ينف عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بآسفي، ما اعتبره "تدخلات خشنة" من طرف أعوان السلطة في حق حزب العدالة والتنمية "حسب ما يصل من أخبار ومعطيات تتناقلها وسائل الإعلام وتنتشر على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، كلقاء لبنكيران الذي تم منعه من طرف قائد"، حسب تعبيره. واستطرد الباحث السياسي بأن "هذه التدخلات نفسها كانت لصالح حزب العدالة والتنمية سنة 2011، بعد أن حاولت السلطات بعث رسالة مفادها أنه لا إشكال في أن يحتل البيجيدي صدارة الاستحقاقات الانتخابية"، مضيفا: "تم التراجع عن هذه الفكرة وأصبحنا نلمس أن السلطات تحاول رسم صورة عن حزب المصباح تجعل منه "ورقة محروقة""، مردفا بأن "الجهات التي تقف وراء هذا الموضوع بدأت تستوعب مؤخرا أن مساعيها تعود بالعكس، ففي وقت وجب إضعاف البيجيدي تتم تقويته"، حسب تعبيره. كلمة العلام في ندوة من تنظيم مركز هسبريس للدراسات والإعلام، حول موضوع "اقتراع 07 أكتوبر.. الحملة الانتخابية.. النتائج والتحالفات"، عرجت على ما تعرفه عملية الاستعداد للانتخابات، موضحا أن الحديث عن الانتخابات مقترن بما أسماه "أصحاب الشكارة"، وهو "ما يمكن اعتباره جانبا من الريع"، على حد تعبيره، وزاد أن "من يحارب التصويت السياسي في الوقت الحالي ليسوا الأعيان، بل العزوف السياسي الذي يتأرجح ما بين المقاطعة واللامبالاة"، حسب تعبيره. "اللقاء الأخير الذي جمع بنكيران وفؤاد علي الهمة، بحضور الملك وباقي الوزراء، يأتي كمحاولة ل"تبريد" المشهد السياسي، في حين تعرف الحملة الانتخابية برودا انتخابيا، خاصة أن موعد الاقتراع جاء بعد عيد الأضحى والدخول المدرسي، وكذا الاقتطاعات التي همت أجور الموظفين"، يضيف العلام، وزاد: "يمكن القول إن الطبقة المتوسطة تراجعت نسب تصويتها في الانتخابات لأنها "كلات العصا"، ما يدفع إلى التساؤل حول إمكانية التفاعل مع يوم الاقتراع المقبل". وفي وقت انتقلت الحملة الانتخابية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأفرزت مجموعة من المتعاطفين مع فدرالية اليسار وحزب العدالة والتنمية بدرجة أقل، يرى العلام أنه "من الصعب ضمان تحويل هذا التعاطف من مواقع التواصل إلى مكاتب التصويت، خاصة أن من يستعملها شباب، وهي الفئة التي تعرف عزوفا كبيرا عن التصويت". دنو موعد الاستحقاقات الانتخابية، يضيف العلام، "يبين أن الصراع السياسي بالمغرب يتأرجح ما بين "الأخونة" و"الحداثة"، وهو تقاطب من أجل المراكز الأولى ليس إلا"، وزاد: "البيجيدي الذي يقول عن نفسه إنه حزب إسلامي فُتحت في ولايته العديد من الحانات أكثر من تلك التي كانت قبل 60 عاما، والأصالة والمعاصرة الذي يدعي أنه حداثي رشح محجبات". واستبعد العلام أن تعرف الاستحقاقات المقبلة مفاجآت في النتائج، "بل سيقتصر الصراع بين "المصباح" و"الجرار""، مضيفا: "إذا فاز البيجيدي سيتحالف بدرجة أولى مع الاستقلال والتقدم والاشتراكية؛ أما إذا فاز "البام" فسيتوجه نحو الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري". "لكن التحالف غير الطبيعي هو الذي قد يجمع بين الحزبين، خاصة في غياب استقلالية القرار الداخلي للأحزاب..لو فاز حزب الأصالة والمعاصرة بالمركز الأول فمن المرتقب أن يتم إرغام "البيجيدي" على التحالف معه، ليشكل الأخير "بارشوك" حامي للإدارة"، يقول العلام في ختام كلمته.