http://www.facebook.com/elMayssa http://www.elmayssa.com شكيرا شكيرا قدمت بقامتها القصيرة لتلوي على العوام الجهلة مؤخرتها وجيراننا من الشعوب العربية الإسلامية تغرق في دمائها. اللهم إن هذا منكر. شكيرا شكيرا لهفت 6 مليون دراهم مغربية والشعب يموت في الديماغوجية، اللهم إن هذا منكر. قالوا أن كل من يعارض موازين ملتحي فنظرت في المرآة ولم أر لحية، أم أن الأمر مسألة تدجين وتنويم وتعميم، لتقام موازين علي مبدأ جورج بوش: "إن لم تكن معنا فأنت مع الإرهاب". قالوا أنها مسألة أغلبية والأغلبية حضرت المهرجان، لكنهم نسوا قاعدة المعادلة التي تقول أن الأغلبية جاهلة أمية، مغسولة الدماغ قابلة للطي. وأن الرأي العام الذي كان يجب أن يحترم هو رأي غالبية المثقفين والمواطنين الواعين الذي صرخوا: اللهم إن هذا منكر. قالوا أن أموال المهرجان ليست أموال الدولة إنما هي أموال الإشهارات والتمويل المتخوصص المستقل. والأمر أن مسؤولي البلاد هم أنفسهم رجال أعمالها، وأموال الدولة وشركاتها تدخل منها إليها، وأنهم لو استثمروها فيما ينفع الناس ويدر على العاطلين رواتب تقيهم إفك البطالة لكسبوا أياد عاملة وأدمغة يانعة وإنتاجا محليا ومردودا ماديا يغطي رأس المال بالفوائد. انظروا عدد المستثمرين الأجانب في شركات الاتصالات والتأمينات والمبيعات الاستهلاكية، و انظروا الكم الهائل من الشباب الذين يوظفون بأجور زهيدة ونسبة الأرباح والعمولة الشهرية والسنوية التي يذرونها عليهم؛ أم أنها مسألة نشر الهرج والمرج والغوغاء بليالي المجون والطرب وإيقاظ غرائز الشباب بمؤخرات "شيخات" الغرب، شباب هجره العمل وأعرض عنه الزواج وتكالبت عليه الدولة بخطتها التدجينية الرديئة حتى ضاق ذرعا بتكرار "اللهم إن هذا منكر". قالوا أن مناهضي مهرجان موازين هم اليساريون والعدليون من دعاة حركات 20 فبراير، فوجدتني أنا وقرائي ومعجبي وأصدقائي وغالبية الشعب المغربي لا ننتمي ليساريين ولا نصدق عدلاوين ولا نخرج مع عشرينيين بل ونعارض أي زارع للفتنة باغ للشر في البلد، ولا نتوانى عن التذكير بحبنا للملك ولوطننا فالذكرى تنفع المومنين، ولا نرى غير الإسلام المتوسط المعتدل بديلا، وإن ناهضنا العلمانية فلمساسها أولا وأخيرا بإمارة المومنين، نحن أنفسنا، من دون لحية ولا برقع ولا توجه سياسي إيديولوجي، نعادي مهرجان موازين، ونرى فيه ليالي الفسوق والطرب والغناء والاضمحلال التي أسقطت الأندلس، مهرجان يذكرنا بتاريخ أسود للمسلمين، لما غرقوا في الرعونة والفساد بدعوى إيثار الثقافة على خُلق العباد، وما رؤوا بعدها غير الانهزام والانحطاط. كيف لنا كشعب بلد هُزل رأيه العام أمام الطموحات الفنية المالية لرجال أعماله أن نتذوق طعم المواطنة، كيف لنا ونحن نرى وزراءنا يتمرغون ضحكا أمام أسئلة من ينوب عنا ويحاول إيصال آرائنا ومشاكلنا بالبرلمان أن نعتزم على المشاركة في انتخابات، كيف لنا ونحن أصبحنا نصنف إما مع شيعة المتمردين أصحاب التظاهرات والمسيرات وإما مع حكومة موازين الراضين بأوضاع الفساد أن نتحدث عما ساءنا من أوضاع. إحساسنا بالوطنية انهزم وسلوكنا في المواطنة ضاع وسط التجاهل. إن لم يحترم رأي العامة، إن لم تتواصلا الدولة مع الشعب حين يتحد معظم الشعب بين مثقفيه وموظفيه وأفراده الواعين على رأي واحد، إن لم تتفاوض الدولة مع الشعب لتصل معه إلى حل وسط يرضيه ويبلغها هدفها، ستقطع كل مبلغ للحوار بينها وبينه، وستنفي وطنيته، وتقهر ثقته، وتهزم كرامته بالتهميش والتجاهل. هكذا نوع من القطيعة، لأختصر النصيحة، لا يحمد عقباه. أتمنى من الله أن يجد مقالي هذا أذنا صاغية تعتبر بحكمته. فإن كنت قد تحدثت سابقا عن تناقض الشعب بين تطلعاته وأقواله وأفعاله، فلم أغفل في هذا المقال عن مصدر الداء: تجاهل الدولة للشعب. مايسة [email protected]