بعث إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، العديد من الرسائل السياسية يمنيا ويسارا، إلى حلفائه وخصومه على السواء، وهو يتحدث مساء أمس في مقر جريدة هسبريس ضمن سلسلة حواراتها تفاعلا مع الاستحقاقات الانتخابية المقررة يوم السابع من أكتوبر المقبل. وكشف لشكر عن الأحزاب التي يراها الأقرب إلى "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" للتحالف معها في تشكيل الحكومة في حال ما إذا حالفه الحظ في الانتخابات التشريعية، معلنا أن الأقرب إلى قلب "الوردة" هما "الاستقلال" بقيادة حميد شباط، و"الأصالة والمعاصرة" بزعامة إلياس العماري. وقال زعيم الحزب المعارض "أنا لا أزور الانتخابات، ولست عرافا حتى أتنبأ بالنتائج"، مؤكدا أن أول حليف له هو حزب الاستقلال، ويليه حزب الأصالة والمعاصرة؛ فيما استبعد التحالف مع حزب التقدم والاشتراكية، لكونه "اختار حليفه مسبقا، لذا لا يمكن إجباره على التحالف". وبشأن اختلافات مواقف "حزب الوردة" حيال "الأصالة والمعاصرة"، أوضح لشكر بأنه "في عام 2009 لم يكن "البام" حزبا، بل انطلق من حركة إلى حزب يريد أخذ منصب كل الأحزاب، واليوم تغير وأصبح حزبا، والخريطة السياسية وضعته معي في الموقع نفسه، أي في المعارضة". وأشاد زعيم "الاتحاد الاشتراكي" بحليفه الجديد، قائلا إنه حينما تم تشكيل تنسيقية للمعارضة لم يجد من سانده مثل "الأصالة والمعاصرة"، وأردف شارحا "ظل هذا الحزب ثابتا في موقفه من "الاتحاد" طيلة خمس سنوات، وكنت دائما أجده إلى جانبي"، على حد تعبيره. ولم يستبعد لشكر التحالف مع حزب "العدالة والتنمية" أيضا، بيد أنه وضع شروطا لأي تحالف من هذا القبيل، قائلا: "غدا إذا قبل "البيجيدي" المساواة وقيم الحرية والتضامن كما هو متعارف عليها يمكن التحالف معه"، منبها إلى أنه ليست هناك مواقف ثابتة وجامدة إلى الأبد. وعاد المتحدث ذاته ليسوغ قرار حزبه بعدم التحالف مع "العدالة والتنمية" قبل خمس سنوات مضت، قائلا: "لا يمكن أن يفتح رئيس الحكومة حوارا مع حزب عريق يمتد إلى حركة التحرير، ويقول له: "أجيوا تسخنوا ليا كتافي"، قبل أن يضيف "لقد ترك الباب ولجأ إلى النوافذ". وأبدى لشكر اعتزازه بموقعه في المعارضة "نحن اخترنا المعارضة ولم تفرض علينا مثل الباقين، فقد ساهمنا في تطوير الديمقراطية بموقفنا"، متابعا بالقول "كان لا بد من خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام"، ليكمل "نحن الوحيدين الذين كنا واضحين في الأغلبية والمعارضة". ووجه قائد "الوردة" نداء للمواطنات والمواطنين من أجل مشاركتهم في الانتخابات المقبلة، قائلا: "الخطير في المغرب أن الأغلبية الصامتة تترك للأقلية سلطة القرار، وهذه ليست ديمقراطية"، ونبه من خطر العزوف عن التصويت بقوله "حينما يكون هناك إشراك للجميع، فلا تخش على الأمة".