لم يتأخر رد صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، على تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، عندما قال إن حكومته أصلحت "الفلوكة المثقوبة"، في إشارة إلى أوضاع البلاد، مؤكدا أنها "مزايدات سياسية، وإجحاف للتراكمات التي حققتها البلاد". وتساءل رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي حل ضيفا على اللقاء الثاني الذي نظمته جريدة هسبريس، ضمن سلسلة اللقاءات التي تعقدها مع زعماء الأحزاب السياسية بمناسبة انتخابات 7 أكتوبر، بالقول "هل كان ممكنا الوصول إلى دستور 2011، لولا أن البلاد عرفت حراكا سياسيا وتدافعا بين القوى السياسية لعقود موردا أن " الأمر لم يبدأ مع حكومة بنكيران". وشدد مزوار على أن المغرب "لم يكن يغرق عند وصول حكومة بنكيران، حتى نقول إن هذه الحكومة هي التي أنقذت سفينة البلد"، متسائلا عن "نسب النمو الاقتصادي التي تحققت في السنوات السابقة، وأليست الحكومات السابقة هي التي حققتها، هل كانت الحكومات السابقة مجرد كراكيز لم تحقق للمغرب شيء". واعتبر زعيم حزب "الحمامة"، أنه من الأفضل "أن نقول للمواطنين ما حققناه في ظل هذه الحكومة، وما يجب عمله في المستقبل، حتى يتم تحصين مسار بلدنا، في مواجهة التحديات التي تواجهه"، منبها إلى أنه لا يمكن الوصول إلى هذا التحصين "إلا إذا كان للسياسيين خطاب مسؤول، وبدون مزايدات". وحول الأوضاع الاقتصادية للبلاد خلال سنة 2011، التي شهدت وصول العدالة والتنمية إلى الحكومة، أكد مزوار أن "الأوضاع لم تكن كارثية، ونسبة التضخم كان متحكما فيها، ونسبة النمو أيضا كانت جيدة، ولم نكن في وضع انهيار، وسفينة المغرب كانت رصينة وراسية سياسيا واجتماعيا". وجدد مزوار التأكيد على ما أسماه الخط الأحمر بالنسبة لحزبه، "وهو ربط الدين بالسياسة"، معتبرا أن "العدالة والتنمية" غير واضح في الفصل بين الدعوي والسياسي"، قبل أن يستدركم بالقول إن حزب العدالة والتنمية له وزنه داخل المشهد السياسي، ولكن التخوف هو الخلط بين الدعوي والسياسي، لأننا بلد مسلم ولا حاجة لحزب أن يكون وصيا على دين المغاربة". وحول دخول حزبه إلى الحكومة، شدد ئيس حزب التجمع الوطني للأحرار على أن العامين الأولين من عمر حكومة بنكيران، "كانت كارثية ولم يتحقق فيها شيء، ولم يكن سهلا بالنسبة لنا أن نبني الثقة"، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع حزب العدالة والتنمية على التخلي "عن خطاب المظلومية، وبعد ذلك عند دخولنا إلى الحكومة أكدنا أننا في ائتلاف حكومي، وليس في تحالف حكومي". ورفض مزوار الاتهامات التي وجهت إلى حزبه بخلق مشاكل في الحكومة، وقال "أتحدى أيا كان، أن يأتي بدليل أن حزبنا حاول زعزعة عمل الحكومة الحالية، رغم أننا في الكثير من الأحيان لم نكن موافقين على مجموعة من الإجراءات"، مشيرا إلى موضوع صندوق التنمية القروية، الذي كان محل خلاف بين رئيس الحكومة ووزير ماليته محمد بوسعيد المنتمي لحزب "الأحرار". واسترسل ضيف هسبريس بالقول "أؤكد أن بوسعيد طرح الملف على رئيس الحكومة، وكان الاتفاق مع بنكيران على أن يكون وزير الفلاحة هو الآمر بالصرف، قبل أن نفاجأ في الاجتماع الحكومي بأن بنكيران يقول إنه لا علم له بالأمر، وهذا موقف يمكن أنه ناجم عن ضغوط من أعضاء حزبه تفيد أن هذا الصندوق له مكاسب سياسية ويجب عدم التخلي عنه". وأبرز مزوار، في معرض حديثه عن علاقته بالأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بأنه "عوض الشجار كان من الأجدر على رئيس الحكومة، الانطلاق في العمل، عوض التشكيك في وزرائه، لأن رئيس حكومة لا يثق في وزرائه يعتبر أمرا خطيرا" على حد تعبير زعيم "الحمامة".