استبشرت ساكنة بني مسكين الغربية خيرا بعدما جرى إحداث منشأة اجتماعية وصحية "دار الأمومة" بمركز دار الشافعي منذ ثلاث سنوات، من أجل التخفيف من معاناة النساء الحوامل والرضّع، سواء في فترة الحمل أو أثناء الوضع وبعده، وتفادي الأخطار المحدقة بصحة الحوامل والرضّع نتيجة صعوبة الولوج إلى الخدمات الصحية في العالم القروي، خاصّة بالنسبة للجماعات القروية التي تعرف الهشاشة والفقر وتبعد عن المركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات، كجماعة دار الشافعي، وعين بلال، وأولاد أفريحة، وسيدي أحمد الخدير. مشروع "دار الأمومة" لم يخرج إلى حيز الوجود فعليا رغم مضي ثلاث سنوات على تشييده من طرف الإنعاش الوطني، إلا بعد مجهودات المجتمع المدني بالمنطقة، وبعدما أبرمت شراكة بين عدد من المتدخلين بينهم "جمعية دار الأمومة" بدار الشافعي، ووزارة الصحة، والإنعاش الوطني، وأربع جماعات قروية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويهدف المشروع ذاته إلى التتبع الصحّي للحوامل وتثقيفهن في مجالات التربية الصحية، كالرّضاعة الطبيعية، والتلقيح، والتخطيط العائلي، والتغذية المتوازنة لنمو الطفل، وقواعد المحافظة على الصحة، موازاة مع الخدمات الصحية التي يقدمها المركز الصحي العمومي المجاور، إلا أنه لازال ينتظر المساعدات الاجتماعيات و"القابلات"، وسيارة إسعاف مجهزة. مطالب جمعوية عبد الرحيم جدار، العضو بجمعية "تمسدّاك" ببني مسكين الغربية، استحسن في تصريح لهسبريس المشروع، معتبرا "دار الأمومة"، التي ستستفيد منها 4 جماعات قروية ببني مسكين الغربية، "مبادرة حسنة تفاءلت بها الساكنة، منتظرة أن تحمل انفراجا في بعض مشاكل الصحة التي يعاني منها المواطنون في ظل غياب طبيب قار بكل من جماعة عين بلال وسيدي أحمد الخدير، إلى جانب مشاكل أخرى، كغياب الماء الصالح للشرب وبنية الطرق"، مطالبا بتنمية شمولية في المنطقة. وحول القيمة المضافة ل"دار الأمومة" بالمنطقة قال الفاعل الجمعوي ذاته إنها "ستحدّ شيئا ما من معاناة النساء الحوامل، اللواتي سيستفدن من التطبيب والرعاية والإرشادات والتأطير، خاصة أن أغلب الجماعات الشريكة في المشروع فقيرة"، مشيرا إلى أن هناك حوامل سبق أن تعرضن للإجهاض أو الوفاة بسبب بعد المستشفى وغياب التتبع الصحي، ومطالبا بالإسراع في تزويد دار الأمومة "بالقابلات" والمساعدات الاجتماعيات وسيارة إسعاف حتى تكتمل شروط استقبال الحوامل. في انتظار "قابلة" وسيارة إسعاف محمد الكندوزي، رئيس جمعية دار الأمومة بدار الشافعي بني مسكين الغربية، قال في تصريح لهسبريس إن "الدار جرى بناؤها من طرف الإنعاش الوطني، وتجهيزها من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ليتم عقد جمع عام استثنائي لتجديد مكتب الجمعية بحضور رؤساء جماعة كل من عين بلال وسيدي أحمد الخدير وأولاد أفريحة، بالإضافة إلى رئيس جماعة دار الشافعي، حيث توجد المنشأة، باعتبارهم شركاء". وأضاف رئيس جمعية دار الأمومة أن عامل إقليمسطات أشرف على إبرام اتفاقية شراكة بين عدد من المتدخلين، من أجل إخراج الدار إلى حيز الوجود، وتصحيح الوضع السيئ الذي كانت عليه خلال السنوات الثلاث الماضية، وزاد أنه "جرى تحديد مساهمات الشركاء الممثلين بالإنعاش الوطني، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في انتظار مساهمة الجماعات الشريكة، كل حسب الدعم المالي السنوي الذي التزم به تجاه "دار الأمومة"، التي جرى تدشينها من قبل عامل الإقليم بمناسبة عيد العرش". وحول طاقتها الاستيعابية قال رئيس الجمعية ذاتها إن الدار "تتوفر على 5 غرف مكيفة، كل واحدة تحتوي على سريرين، بالإضافة إلى المراحيض والحمّامات والمطبخ، وقاعة مخصّصة لمرافقي النساء الحوامل وزوارهن"، موضحا أن "الخدمات سيشرف على تقديمها سائق سيارة إسعاف، وحارس، ومنظّفة، ومديرة، ومساعدتان اجتماعيتان و"قابلة""، ومشيرا إلى أن "أبواب الدار مفتوحة منذ التدشين، وزارتها عدة حوامل لمعرفة نوع الخدمات التي ستقدّم إليهن، بتنسيق مع المركز الصحي المجاور لها"، مطالبا بالحرص على الدّيمومة بالمركز الصحي من أجل التنسيق على طول أيام الأسبوع. أما الخدمات فلخّصها الكندوزي في "مساعدة النساء الحوامل وتوعيتهن للحد من وفياتهن ووفايات الرضع، خاصة بالعالم القروي"، مضيفا: "ستستقبل دار الأمومة الحوامل من جميع الجماعات الشريكة، بعد زيارة الطبيب، الذي يرجع إليه القرار في وضع الحامل بالدار قبل المخاض، لمدة يومين أو ثلاثة أيام بعد الولادة، لتستفيد من الرعاية الصحية والتغذية، وكل المستلزمات الطبية والمساعدات". وحول الإكراهات قال رئيس الجمعية ذاتها إن "دار الأمومة لازالت تنتظر سيارة الإسعاف التي تعهّد بها المجلس الإقليمي، وكذا تخصيص "قابلة"، ومساعدتين من قبل مندوبية وزارة الصحة، التي بلّغت الجمعية أن التأخير في تخصيص "القابلة" والمساعدات ناتج عن ظروف خارجة عن إرادتها، وأنها ستحل المشكل في حدود 28 شتنبر الجاري، في انتظار تدخّل الجماعات الشريكة لإضافة مساعدات أخريات لتوعية الحوامل حول صحّة الأم والطفل". وزارة الصحة وفي تصريح للمندوب الإقليمي لوزارة الصحة بسطات لجريدة هسبريس الإلكترونية أكد أن "الشراكة بين وزارة الصحة وجمعية دار الأمومة قائمة"، موضّحا أن "الموارد البشرية من اختصاص الجمعية المشرفة على التسيير، في حين تتكلف الأطر الصحية التابعة للوزارة بالفحص والتأطير والتتبع والإشراف على ولادة الحوامل اللائي يقمن بدار الأمومة في انتظار وصول وقت الوضع، بعد نقلهن إلى درا الولادة التابعة للمركز الصحي بدار الشافعي بني مسكين الغربية"، مؤكّدا "حرص المندوبية على المداومة بالمركز الصحي المجاور لدار الأمومة". وحول توفير "القابلات" بدار الأمومة أوضح المندوب ذاته أنه يعمل بتنسيق مع مصالح الوزارة الوصية على الرفع من عدد "القابلات" في حدود اثنتين لكل دار.