تقع قبلية بني مسكين الغربية في الجهة الشرقية الجنوبية لمدينة سطات، وتضم ثلاث قيادات، و6 جماعات قروية هي سيدي أحمد الخدير، وسيدي بومهدي، وعين بلال، وبني خلوك، ودار الشافعي، أولاد فريحة، ويبلغ عدد سكانها 61431 نسمة حسب إحصاء 2014. هسبريس قامت بزيارة إلى منطقة بني مسكين الغربية، حيث يعيش الناس على الفلاحة والرعي وعائدات الهجرة، بنسبة أقل من قبيلة بني مسكين الشرقية، وإن كان وضع القطاع الصحي بها لا يختلف كثيرا عن واقع بني مسكين الغربية. بعد قطع مسافة 75 كيلومترا تحت أمطار غزيرة، وصلنا إلى جماعة سيدي أحمد الخدير، مرورا بسيدي بومهدي بني خلوك، صادفنا مجموعة من المواطنين "شوف أسيدي هاذ السبيطار أغلبية الوقت كيكون مسدود والممرضون كيجيوا غير الوقت لي بغاو والدواء ماكاينش"، يقول أحدهم، في حين قاطعه آخر قائلا: "حنا في لعطوشة عندنا ممرضة الله يعمّرها دار". جمعويون يطالبون برفع الخدمات عدد من المواطنين والفاعلين الجمعويين ممن صادفتهم هسبريس أثناء جولتها بالعالم القروي لمنطقة بني مسكين الغربية، أجمعوا على نقص الخدمات الصحّية وقلة الموارد البشرية ونقص الأدوية، ومعاناة المواطنين مع نقل مرضى الحالات الاستعجالية نحو المراكز الصحية بالمنطقة أو إلى مدينة سطات حيث تبدأ المعاناة مع المواعد. مصطفى السباعي الإدريسي، رئيس جمعية الإصلاح والتنمية بأولاد سي مسعود جماعة دار الشافعي، قال في تصريح لهسبريس إن "المرضى بالمنطقة يعيشون معاناة كبيرة، خاصة الحوامل اللائي غالبا ما يتم تحويلهن إلى سطات، رغم استئناف تقديم الخدمات بالمركز الصحي أولاد سي مسعود بعد سنوات من إغلاقه، حيث ما تزال وضعية السكن الوظيفي سيئة، بالإضافة إلى عدم اكتمال بناء السياج لحماية المرفق الصحي". وأضاف المتحدث أن الممرضة المعنية تزور المستشفى ثلاثة أيام في الأسبوع فقط، رغم وجود اكتظاظ للساكنة أمام نقص الموارد البشرية بالمرفق الصحي، وطالب الجهات المعنية ب"تعيين ممرض إضافي، مع زيارة الطبيب الرئيسي ولو مرّة في الأسبوع"، وسجل نقصا حادّا على مستوى الأدوية، وغيابا تاما لسيارة الإسعاف بأولاد سي مسعود حيث يعتمدون على"الخطّافة" لنقل مرضاهم. وفي السياق ذاته، وصف يوسف عمراني، عن جمعية المواطنة للتواصل والتنمية، الوضع الصحي ببني مسكين الغربية ب"المزري"، معللا ذلك ب"الغياب المستمرّ للأطر شبه الطبية، فضلا عن الخصاص على مستوى الأدوية، ووضعية البنيات التحتية والتجهيزات"، وعبّر عن انتظار الساكنة "بفارغ الصبر انتهاء الأشغال لبناء دار الأمومة التي ستحلّ مجموعة من المشاكل الخاصة بالنساء الحوامل"، وفق تعبيره. وسجل المتحدث عدم تعيين طبيب قار بالمركز الصحي بني خلوك بني مسكين الغربية إلى حدود الآن، بعد تقاعد الطبيب الرئيسي السابق، حيث جرى تغطية الخصاص مؤقتا لبعض الأيام في الأسبوع من قبل طبيبة تابعة للمركز الصحي بجماعة سيدي أحمد الخدير، وطالب الوزارة الوصية ب"إيجاد حل للخصاص على مستوى الأطباء بالعالم القروي بقيادة بني مسكين الغربية". رئيس جماعة: الأشغال مضبوطة بدفتر تحمّلات عبد الرزّاق الناجح، رئيس المجلس الجماعي بني خلوك قيادة بني مسكين الغربية، أكّد في تصريح هاتفي لهسبريس أن أشغال بناء دار الأمومة ببني مسكين الغربية تسير وفق دفتر التحمّلات، وأن المدة الزمنية التي منحت للمقاولة التي رست عليها الصفقة كافية لإتمام الأشغال. وقال: "في حالة عدم احترام المقاولة للمدة الزمنية المحددة، سيتم فسخ العقدة أوتوماتيكيا وفق بنود دفتر التحملات، مع تحمّل الجهة المعنية جزاءات التأخير"، مضيفا أنه "بعد الانتهاء من الأشغال، سيتم تحديد إحدى الجمعيات القادرة على التدبير والتسيير والتعاون، حسب شروط دفتر تحمّلات مضبوط"، بتعبيره. المندوبية توضح شساعة منطقة بني مسكين الغربية، وكثافة سكانها، وبعد المسافة عن المركز الاستشفائي الحسن الثاني بما يفوق 80 كيلومترا، وانتشار الفقر والتهميش، عوامل جعلت المرضى المعوزين يراهنون على الحملات الطبية التي تنظمها مندوبية الصحة بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني والمجالس المنتخبة. عبد الله السبعي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بسطات، قال في تصريح لهسبريس: "في إطار سياسة القرب وولوج الساكنة القروية إلى الخدمات الصحية الأساسية، تنظم مندوبية وزارة الصحة حملات طبية بين الفينة والأخرى، كما هو شأن الحملة الطبية المنظمة بالمنطقة القروية لوكارفة، جماعة سيدي أحمد الخدير بني مسكين، بتعاون مع السلطة المحلية وبمؤازرة الجماعة الترابية". وأضاف مندوب الصحة أن الحملة "أشرف عليها فريق يتألف من 34 إطارا صحيا، وهمّت ما مجموعه 1971 مستفيدا ومستفيدة من عدة تخصصات طبية كأمراض النساء والتوليد، وطب الأطفال والطب العام، والفم والأسنان، والضغط الدموي والسكري، وتصحيح البصر، مع حصص تحسيسية للتلاميذ بخصوص لدغات العقارب والوقاية من التدخين، واستفادة المرضى من الأدوية". وأقر السبعي بأن قطاع الصحة يعرف خصاص على مستوى الأطباء وباقي فئات الممرضين، مقابل وجود تجمّعات سكنية كبيرة، موردا أنه "يتم حل المشكل بتدبير الموارد البشرية المتوفرة في إطار إعادة الانتشار والتكليف المؤقت، في انتظار تعيين 10 أطباء على المستوى الإقليمي"، وفق تعبيره. وسجّل المتحدث "صعوبات غير حادّة" على مستوى الأدوية، مشيرا إلى أهمية التنسيق الذي تقوم به المندوبية مع عدد من الشركاء والمؤسسات، كالمجلسين الإقليمي والجهوي والسلطات الإقليمية وصندوق التنمية القروية، مبرزا أنه سيتم رفع مستوى البنية التحتية للمراكز الصحية والسكن الوظيفي بالعالم القروي، بنسبة 100 في المائة في أفق 2020.