ساعات بعد تقديمها البرنامج الانتخابي لفدرالية اليسار لاستحقاقات السابع من أكتوبر المقبل بمدينة الدارالبيضاء، بصمت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، على ترافع قوي على قضية الوحدة الترابية للمملكة؛ وذلك أمام عدد من السفراء المعتمدين بالرباط، في إطار لقاءات تنظمها المؤسسة الدبلوماسية مع قادة الأحزاب السياسية بالمغرب. وفيما خصصت حيزا مهما من اللقاء للحديث عن توجهات حزبها وتحالفه في إطار فدرالية اليسار، رافعت منيب على قضية الصحراء، على ضوء المستجدات التي عرفتها هذه السنة، ومع ترؤس الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد لوفد مغربي إلى السويد. وقالت منيب في هذا السياق إن فكرة إرسال بعثة من اليسار إلى السويد "كانت خيارا ممتازا"، مؤكدة أنها جلست إلى طاولة النقاش مع رئيس الحكومة وقادة الأحزاب السويدية، ووضعتهم في السياق ليعرفوا ما يجري، ومشيرة إلى أنها طلبت أن تكون البعثة متجانسة وذات مصداقية، ليقع الاختيار على بعثة مكونة من أحزاب اليسار، نظرا لكون الحكومة السويدية لها مرجعية يسارية، وزادت: "نشترك المبادئ والأسس نفسها، ما سهل التواصل بيننا". وتابعت منيب التأكيد أمام السفراء على أن اليسار المغربي لم يسقط في تجاذبات الحرب الباردة، كما يدعم مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، ولكنه إلى جانب جميع المغاربة مع السيادة الكاملة على تراب المغرب، مضيفة: "الصحراويون الذين يقفون مع الانفصال هم إخوتنا، ولهم الأصول نفسها". وانتقدت المتحدثة ذاتها الطريقة التي كان يدبر بها هذا الملف، قائلة إنه "كان يدبر من قبل يد واحدة، ومقاربة أمنية بالأساس"، وواصفة ذلك ب"الخطأ" الذي كانت تندد به دائما، ودعت في الوقت نفسه إلى تقوية الجبهة والوطنية من خلال الديمقراطية لكي يكون صوت المغرب مسموعا بشكل أفضل، "وتكون لنا المصداقية من أجل شرح هذا الحق"، على حد قولها. وأطرت منيب على زيارتها إلى السويد قبل أشهر قائلة: "وجدت محاورين شبابا وأذكياء ومثقفين وإنسانيين"، مضيفة: "كانوا يجعلون القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء، في حين توجد اختلافات كبيرة بين القضيتين، وهذا ما حاولنا توضيحه من خلال هذه الزيارة"، كما اعتبرت أن "السويد تقدم نموذجا كونيا للإنسانية بعدما كانت أول دولة أوروبية تعترف بدولة فلسطين". "هذا الملف تم استغلاله من قبل الحكام في ليبيا والجزائر والمغرب، ومن يعاني هو الشعب المغربي، سواء كان انفصاليا أو وحدويا"، تقول منيب، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لصالح "المحتجزين في مخيمات تيندوف"، كما اعتبرت ألا حاجة إلى خلق بؤرة نزاع أخرى في المنطقة، تنتشر فيها المخدرات والسلاح. ودعت منيب المجتمع الدولي إلى المساعدة في إيجاد حل دائم لهذا النزاع من أجل خير ساكنة المنطقة؛ فيما شددت على ضرورة وضع حد للريع وتأسيس دولة الحق لجميع المغاربة. ولم تفوت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد الفرصة دون التطرق إلى مشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، مؤكدة أنه يسمح بجهوية حقيقية. اللقاء كانت مناسبة طرح فيها عدد من السفراء مجموعة من التساؤلات حول موقف فدرالية اليسار من قضايا مختلفة، ولعل أبرزها قرار المغرب العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، الذي أثنت عليه منيب، داعية إلى بناء شراكات جنوب جنوب مع إفريقيا، خاصة مع الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها.