تفاؤل كبير أبداه وفد الأحزاب اليسارية التي كانت في زيارة للسويد قصد التعريف بمشكل الصحراء؛ وفي هذا الإطار قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن المهمة "كانت ناجحة" و"ليست هناك نية للاعتراف، اليوم، بجمهورية الصحراء المزعومة". وأشارت منيب، خلال ندوة صحافية نظمها الوفد بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إلى أنه "لو كانت هناك ملكية برلمانية في البلاد لما كان سيحدث ما نعيشه اليوم من سوء فهم فيما يخص القضية الوطنية"، داعية إلى "تعيين شخصية مهمة في السفارة المغربية بالسويد". أما عن نية السويد الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية" فقد نفت المتحدثة أن يتم ذلك، قائلة إن نائب رئيس النواب السويدي أوضح أنه حتى لو اتخذ البرلمان قراره فالدستور السويدي يفصل ما بين السلط، مؤكدا أن "الحكومة لا يمكن أن تعترف بأي دولة إلا إذا كانت تتوفر على الشروط قيامها". وأكدت المتحدثة أنه كان هناك خطر محدق بالعلاقات المغربية السويدية بسبب خلط أوراق كانت ستقدم عليه السويد جراء اعتبارها أن المشكل في الصحراء هو مشابه للمشكل في فلسطين، تحت ضغط مجتمع مدني يطالب بما كان قد تقرر في 2011، وكذا كون الأحزاب المشكلة للحكومة السويدية، حاليا، سبق لها أن اعترفت ب"جمهورية البوليساريو" قبل 4 سنوات. وأبرزت منيب أنه من بين الأمور التي تم الاتفاق عليها، خلال الزيارة، تكمن دعوة لزيارة المغرب، على اعتبار أن زيارة تندوف لوحدها تبقى غير كافية، إضافة لتوضيح بوجود تمييز إيجابي في المغرب تجاه المواطنين الصحراويين، والتنصيص على أن قضية الصحراء هي قضية الشعب بكامله وليست مثل الوضع بالجزائر حيث أن القضية تهم النظام فقط، وزادت قائلة:" قمنا بتوضيح الملابسات والتشديد على أنه ليست هناك قضية تسوية استعمار في المغرب، بل المغرب هو المستعمر من طرف اسبانيا". وأشارت منيب إلى أنه تم، خلال الزيارة التي قادتها "أحزاب اليسار" للسوي،د تناول الجانب الاقتصادي أيضا، قائلة إنه تم التطرق ل"الضغط الاقتصادي الذي تمارسه السويد بمقاطعة المنتجات القادمة من الجنوب وما يساهم فيه من تعميق للأزمة الاجتماعية التي يعيشها المغرب"، داعية إلى تعاون شامل على المستوى السياسي والاقتصادي، من أجل قيام علاقات حضارية متقدمة من أجل السلم في المنطقة. على صعيد آخر استنكرت منيب غياب ديبلوماسية مغربية تعرف بالقضية الوطنية، وقالت إن "الانفصاليين متغلغلون في المجتمع السويدي، وداخل الجمعيات، في إطار غياب ديمقراطية حقيقية" مضيفة: "الدولة المزعومة تتنقل في جميع أرجاء العالم"، وفي هذا الإطار أضافت: "ندعو الدولة المغربية لتبني استراتيجية تشاركية، وبناء علاقات حضارية متقدمة من أجل السلم في المنطقة". ودعت منيب إلى إحداث جبهة قوية، داعية الباحثين المغاربة إلى تقديم طلبات تباحث مع نظرائهم السويديين قصد التعريف أكثر بالقضية الوطنية، كما أوضحت المتحدثة أن هناك "خطرا محدقا بالسيادة المغربية في الدول الاسكندينافية، لذلك يجب التوجه لتوضيح القضية وسط بلدان المنطقة، ناهيك عن التوجع أيضا لجنوب إفريقيا حتى يتم إيصال القضية والتعريف بها".