تحدث سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، عن الحصيلة الحكومية طوال السنوات الخمس الماضية، واصفا إياها ب"الجيدة والمشرفة"، ومعتبرا أن "هناك عددا من النجاحات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وحتى على مستوى القطاعات الحيوية". وقال العثماني، في لقاء نظمته المؤسسة الدبلوماسية مع عدد من السفراء الأجانب المعتمدين في الرباط، مساء اليوم الأربعاء، إن هذه الحصيلة هي لجميع الأحزاب المشاركة في الحكومة، مضيفا أن كل الأحزاب ساهمت بقسط معين للوصول إليها. وبينما أورد أن الأحزاب كانت تفكر في عرض هذه الحصيلة بشكل مشترك، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق إنه لا يملك إجابة على عدم عرضها؛ مشددا على أنها مشتركة وساهم فيها الجميع. وأوضح رئيس المجلس الوطني ل"حزب المصباح" أن مفهوم "التحكم" مرتبط بتصور الحزب للحالة السياسية، مضيفا: "نحن حزب يدعو إلى ترسيخ الديمقراطية واستقلالية الأحزاب السياسية وتدبير أحسن للاستحقاقات الانتخابية، وتعزيز دور المؤسسات المنتخبة"، وزاد: "أحيانا تكون بعض الظواهر الحزبية غير المتوافقة مع هذه التوجهات". وتابع الأمين العام السابق ل"البيجيدي" بأن حزبه يحاول انتقاد هذه الظواهر، في حين أن "هناك بعض الجهات السياسية داخل بعض الأحزاب تستعمل المال داخل الاستحقاقات، وتستعمل بعض الناس في الإدارة لصالحها". وعقد سعد الدين العثماني مقارنة بين تدبير الانتخابات في الماضي والحاضر، وتحدث عما اعتبره "تزويرا لانتخابات سنة 1997"، في مقابل تأكيده "عدم تزوير الانتخابات حاليا، وتحسن تدبيرها، رغم وجود بعض الظواهر التي ترافقها"، موضحا في الوقت ذاته أن "التعديلات الجديدة ليست كافية من أجل معالجة هذه الظواهر"، وأن "دور القوى الديمقراطية الوطنية هو التكاثف من أجل مواجهتها"، حسب تعبيره. وتحدث العثماني أمام السفراء المعتمدين في الرباط عن السياسة الخارجية للمغرب، مؤكدا أن "علاقات المملكة هي قرارات سيادية لدولة بأكملها، وليست قرارات حكومة أو وزارة"، ومعتبرا أن دور الأخيرة "هو التطوير، فيما يبقى القرار الإستراتيجي للدولة". وأوضح المتحدث ذاته أن المغرب دائما يبني سياسته الخارجية وعلاقاته على التوازن بين مختلف القوى ومراكزها، مضيفا: "لذلك يحاول أن تكون العلاقات مع الأعضاء الدائمين جيدة، ولا يفرط في أي منهم حتى لا يفرطوا فيه، وله علاقات إستراتيجية مع فرنسا وإسبانيا، وشراكات مع الصين وروسيا، وحوار إستراتيجي مع الولاياتالمتحدة"، على حد تعبيره، كما شدد على أن "هذا التوازن يأتي مع الحرص على الخطوط الحمراء، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية التي يدافع عنها بقوة وشراسة". وعرج وزير الشؤون الخارجية السابق على التوتر الذي طرأ بين المغرب من جهة، والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة أخرى، وأوضح أن "من الممكن أن تحدث بعض المشاكل، لكنها لا تضر بالصداقة التي تربط المملكة مع هذه الأطراف". وعن حظوظ حزبه في الانتخابات التشريعية المقبلة قال العثماني: "سياسيا وحسابيا، وبالنظر إلى نتائج انتخابات مجالس الجهات من حيث عدد الأصوات وعدد المقاعد، وأيضا تلك التي حصل عليها الحزب في مجالس الجماعات قبل سنة، من الطبيعي أن يكون العدالة والتنمية هو الأول"، رغم تأكيده أنه من الصعب التنبؤ بعدد المقاعد التي يمكن أن يحصل عليها.