حقّق رياضيون مغاربة من ذوي الاحتياجات الخاصة ما لم يحققه الرياضيون "الأسوياء"، بعد أن رفعوا علم الوطن عاليا في سماء مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية، بخلاف النتائج السلبية لأبطال آخرين يمتلكون سيقانهم وأبصارهم وأياديهم، دون أن يملكوا القدرة على إسعاد هذا الشعب الذي يبحث عن الفرح وسط ركام من الخيبات المتراكمة. هذا الإنجاز الكبير، الذي حققه الرياضيون المغاربة في منافسات الألعاب البارالمبية والعائدون مؤخرا إلى المملكة بعد حصد ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، يحسب في جزء منه إلى الجامعة الملكية المغربية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأن هذه الجامعة، التي يشرف عليها حميد العوني، مكنت من توفير طاقات رياضية أبهروا العالم بقدراتهم الهائلة بالرغم من الإعاقات البدنية التي يعانيها هؤلاء الأبطال. ولم يكن بمقدور الأبطال ذوي الاحتياجات الخاصة أن يحصدوا سبع ميداليات كاملة في الألعاب الباراأولمبية بالبرازيل، ثلاث ذهبيات وفضيتان ونحاسيتان، مكنت المغرب من احتلال الرتبة ال33 من بين 160 بلدا بالعالم، لو لم يوجد خلف هؤلاء الرياضيين رئيس جامعة وإدارة تقنية تضبط عملها، وتخطط بشكل فعال للحصول على مثل هذه النتائج المثمرة. واستطاع حميد العوني، بمعية سعيد لمريني، المدير التقني للجامعة، وعدد من الأطر الأخرى بالمؤسسة الرياضية ذاتها، أن يدخلوا السرور على قلوب ملايين المغاربة، لكونهم أفلحوا في انتقاء أجود الأبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة. وكانت النتائج ثمرة لجهود القائمين على رياضة الأشخاص المعاقين في المغرب، في انتظار دعم مالي واهتمام معنوي أكبر بهؤلاء الأبطال الأشاوس.