على أبواب الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر، تعيش بعض الأحزاب السياسية تجربة توصف بالفريدة في مجال إشراك الأشخاص في وضعية إعاقة. وبالرغم من تخوف المتتبعين من استغلال الكتلة الناخبة من ذوي الإعاقات وأسرهم في مكاسب انتخابوية ضيقة، يرى بعض الفاعلين من هذه الفئة ممن اقتحموا المجال السياسي أن المشاركة من داخل الأحزاب أفضل من انتقادها من خارج المؤسسات. وحسب المعطيات المتوفرة، يخوض فاعلان سياسيان في وضعية إعاقة غمار التنافس الانتخابي؛ وذلك بعد منع الداعية حماد القباج من الترشح بدائرة جيليز النخيل في مراكش باسم حزب "العدالة والتنمية"، حيث إن قرار منع القباج الحامل لإعاقة حركية لم يتخذ في بدايته بعد التمييز على أساس الإعاقة، إلا أن تدوينة للشيخ السلفي سرعان ما أعادت قضية "النظرة الدونية" من بعض السياسيين لحاملي الإعاقة إلى الواجهة. القباج اختار أن يعبر على ما أسماه بالحكرة وقلة الحيلة وضعفه الجسدي بسبب إعاقته الحركية عبر صفحته على الفايسبوك، معتبرا أنه قليل الحيلة أمام مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي الذي وصفه ب"قدرته الخارقة في التعامل مع المحاكم".. وأضاف الداعية حماد القباج أن "مواعيد الجلسات كان متزامنا ومتقاربا؛ وهو ما يجعل تحركاته وهو المقعد بسبب حادث قديم أمرا صعب المنال". ومن غريب الصدف أن يمنع القباج في مدينة سبق أن عاشت تجربة في تدبير الشأن العام من لدن الفاعلة حياة المشفوع، عن حزب الأصالة والمعاصرة، إذ سبق لها أن تمكنت من كسب ثقة الناخبين في الانتخابات الجماعية وكانت نائبة أولى لفاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش السابقة منذ 2009.. حياة المشفوع، التي تتواجد ضمن اللائحة الوطنية للنساء الخاصة بحزب الأصالة والمُعاصرة، قالت تعليقا على مشاركة الأشخاص في وضعية إعاقة في الانتخابات البرلمانية، إن بداية مشاركة ذوي الإعاقة في الحياة السياسية ما زال محتشما، ف"ما زال أمامنا الكثير من التحديات"، معتبرة أن السبب الأساسي في هذا الاحتشام يرجع إلى "تخوف وعدم ثقة الأحزاب السياسية في الأشخاص ذوي الإعاقة". وعن الاختلاف الموجود والمؤثر بين المحلي والبرلماني، قالت عضو المكتب السياسي لحزب "الجرار"، في تصريح لهسبريس، إن اختلافا بين الترشح للبرلمان والمجالس المحلية بخصوص عدد أعضاء اللوائح والتعاون بين أعضاء اللائحة الواحدة، موضحة أن عدد أعضاء اللوائح في المدن الكبرى يكون أكبر من عدد أعضاء لوائح الدوائر الانتخابية "يتطلب مجهودا أكبر ومصاريف أكثر، خاصة أن الدوائر تكون شاسعة"، على حد قولها. ويدخل حزب "الديمقراطيون الجدد" أول تجربة انتخابية برلمانية، بإسناد قيادة اللائحة الوطنية للنساء والشباب لشخصية في وضعية إعاقة بصرية، ويتعلق الأمر بعبد الواحد ولاد مولود، الناشط الجمعوي، الذي اعتبر أن حزب "البصمة"، منذ تأسيسه، "عمل على إشراك جميع الفئات في هياكله التنظيمية والتقريرية؛ من بينها فئة ذوي الإعاقة عبر إشراكهم في اتخاذ القرار"، على أن ذلك "نابع من الإرادة السياسية للمؤسسين". وأضاف وكيل لائحة حزب "البصمة"، في تصريحه لهسبريس، أن حزب "الديمقراطيون الجدد" هو "الحزب الوحيد الذي نص على إشراك والنهوض بهذه الشريحة في تنظيمه السياسي ونظامه الأساسي"، مضيفا أن العديد من الخبراء في الشأن الانتخابي يسجلون أن هذه الهيئة السياسية "أتاحت الفرصة للأشخاص في وضعية إعاقة للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية للسابع من أكتوبر"، على حد تعبيره.