أسدل الستار على فعاليات القمة ال17 لحركة عدم الانحياز، التي انعقدت بجزيرة مارغاريتا في فنزويلا .. وتوجت أشغال القمة بتبني وثيقة نهائية و"إعلان مارغاريتا"، كما عرفت نقل رئاسة الحركة من إيران إلى فنزويلا لولاية تمتدّ على السنوات الثلاث المقبلة. وتكبدت جبهة البوليساريو، والنظام الجزائري الداعم لها، مزيدا من الإحباطات الناجمة عن كثرة الرهانات الوهمية التي أقامتها على هذه القمة، وتجلى أبرز إحباط في رفض البلدان الأعضاء دعوة "جمهورية الانفصاليين المزعومة" بالرغم من الضغوطات التي مارستها الجزائر وكذا فنزويلا، البلد المضيف. من جهة أخرى، برز رد الفعل القوي ل"أصدقاء المغرب"، ضمن فعاليات الدورة نفسها، على إدراج خريطة للمغرب دون صحرائه، لأول مرة في تاريخ حركة عدم الانحياز، على الموقع الرسمي للمنظمة الدوليّة، ما أجبر المسؤولين الفنزويليين، أمام تحرّك المنددين، يقدمون على سحب الخريطة التي بترت منها الصحراء. سير الأشغال شهد، أيضا، غياب أية إشارة إلى الصحراء ضمن خطابات المسؤولين السامين للبلد المضيف، فنزويلا، ومن بينها خطابا الافتتاح والاختتام للرئيس نيكولاس مادورو، ما شكل صدمة إضافيّة للانفصاليين ومساندي أطروحتهم .. حيث جاءت هذه المرّة من البلد المضيف للقمّة متمثلا أن فنزويلا التي تعتبر من الحلفاء الأوفياء لانفصاليي تندوف. مجريات القمة ال17 لحركة عدم الانحياز شهدت إثارة عدد قليل من رؤساء البعثات، لم يتجاوز كمّهم ال10 من بين 120 عضوا بالحركة، لمبدأ تقرير المصير .. لكنّ ذلك تم بطريقة لم تعرف الإشارة بتاتا إلى المملكة المغربية، كما لم يتحرك متناولوا الحديث نحو مهاجمة المغرب إطلاقا .. بينما الوثيقة النهائية الصادرة عن القمّة لم تتجاوز أدبيات الحركة القائمة منذ دورة هافانا بكوبا، في شتنبر 2006، حيث جرى استنساخ الفقرات المتعلقة بقضيّة الصحراء، وهي التي تشدد على المواقف الداعية إلى التوصل لتسوية سياسية بخصوص النزاع. وكان لافتا للأنظار بقاء ممثل الانفصاليين في ممر الفندق المحتضن للتظاهرة، في جزيرة مارغاريتا، بعدما جوبه برفض تمكينه من تصريح دخول إلى نطاق المؤتمر .. كما رصد عدم توصل ممثل البوليساريو بأي دعوة للتواجد في حفلات الاستقبال التي أقيمت بالمناسبة. التظاهرة المختتمة عرفت التأكيد على الطابع الثنائي لمشكل الصحراء من خلال المناقشات الساخنة بين المغرب والجزائر، فقط، بينما فشل الجزائريون في دفع طرف آخر للترشح في مواجهة المملكة على رئاسة اللجنة السياسية.. وحتى الحلفاء الكلاسيكيون ل"الجارة الشرقيّة"، ككوبا والاكوادور على وجه الخصوص، رفضوا مواجهة المغرب احتراما لمبدأ التداول، ما دفع فنزويلا إلى ترؤس كل الهيئات بالقمة، ما شكّل سابقة في تاريخ الحركة، وجعل المغرب يسجّل الخصومة الجزائرية للترشيح المغربي في تقرير القمة.