لم ينتبه العديد من المواطنين المغاربة إلى ظاهرة طبيعية زينت سماء البلاد، اليوم الجمعة ليلة الخامس عشر من شهر ذي الحجة، الموافق للسادس عشر من شهر شتنبر، وذلك في الساعة السادسة مساء و55 دقيقة، وهو الوقت الذي يمثل وسط الخسوف الجزئي الذي عرفته سماء المملكة. وأفاد عبد العزيز خربوش الإفراني، خبير فلكي، في تصريح لهسبريس، بأن الخسوف ظاهرة طبيعية تحدث إذا حُجب ضوء الشمس عن القمر، عند مروره في منطقة ظل الأرض، ويكون ذلك عندما يكون القمر والشمس والأرض في اقتران كوكبي، ولا يكون إلا في الإبدار". وأوضح خربوش أن خسوف القمر ينقسم إلى كلي وناقص وجزئي، ويُشاهد في أوروبا، وإفريقيا، وآسيا، واستراليا، وغرب المحيط الهادي"، موردا أن الخسوف المشاهد عندنا في المغرب هو الجزئي، وهو عندما يدخل جزء من القمر منطقة شبه ظل الأرض، لذا يسمى بالكاذب، إذ تظهر ظلال على جانب القمر العلوي ". وتابع الفلكي المغربي بأن القمر سيكون على بعد يومين من وقوعه في نقطة الحضيض، وتحديدا يوم الأحد 18 شتنبر، في تمام الساعة الخامسة مساء، وهي أقرب نقطة إلى الأرض خلال الشهر، ما سيجعل قرص القمر يظهر أكبر قليلا"، مبرزا أن "هذا الخسوف سيتسبب بخفوت ظاهري لنور سطح القمر، وهذا في منتصف الخسوف". ولفت خربوش، وهو عضو الجمعية الفلكية بأكادير، إلى أن القمر لن يختفي، لأن أشعة الشمس مستمرة في السقوط على سطحه، وسيبقى قرص القمر مضاء بالكامل في كافة مراحل هذا الخسوف"، موضحا أنه بخلاف كسوف الشمس يمكن متابعة ظاهرة خسوف القمر بكافة أنواعه بالعين المجردة، وبدون الحاجة لأي نوع من الحماية". واسترسل المتحدث بأن الخسوف يحدث في السنة 3 مرات، وتفصيل عدم حدوثه كل شهر كون مدار الشمس بيضاوي، ويميل عن مدار الأرض ب 5 درجات"، مضيفا أن الكسوف يستخرج بحساب الأزياج من حركات الشمس، وقطرها، وسبقها، وحركة القمر في الطول والعرض والسبق واختلاف المنظر". ووصف الباحث الفلكي ذاته خسوف القمر بأنه ظاهرة إلهية، مصداقا للحديث النبوي الصحيح الذي يفيد بأن "الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئا، فصلوا وادعوا الله حتى يكشف ما بكم".