بعد يومين التهبت فيهما أسعارُ الأضاحي بسوق الأكباش بطنجة، عرف يوم الأحد هبوطا كبيرا في الأثمنة بشكل مفاجئ وغير متوقّع. وعاينت هسبريس في جولتها أكباشا كانت أسعارها في حدود 2500، ونزلت إلى 1500 تقريبا، بعد أن انخفض الطلب وبقي العرضُ على حاله. هذا الوضعُ عرفه سوق الأكباش في منطقة "بدريون"، وكذا في عددٍ من الكراجات التي تتواجد بداخل الأحياء والتي كانت الأثمنة فيها تتجاوز أحيانا 3000 درهم. يقول أحد باعة "الكراجات" مصرّحا لهسبريس "نكتري هذه الكراجات بسومات مرتفعة تتجاوز أحيانا 10 آلاف درهم، لهذا نكون مضطرين إلى رفع الأسعار قليلا مقارنة مع السوق لتعويض خسارة الكراء، أمّا الآن وكما تلاحظون فقد بقي في ذمّتنا عددٌ كبير من رؤوس الأكباش التي لن تصلح لنا لأيّ شيء". ويضيف موضّحا "لقد أخرجنا الأكباش من الكراجات لتكون بادية للعيان بعد أن نكون نبيع بشيء من "العزّة" ولم نكن نهتم بأن يراها الزبائن ونكتفي بقدومهم بحثا عنّا". هذا الوضع يعاني منه خصوصا من يعرف في طنجة ب"السبايبية" الذي يقومون بالشراء وإعادة البيع في مغامرة تكون أحيانا مربحة وأحيانا خاسرة، كما حصل هذا العام. أما في سوق الأكباش ب"بدريون" فلم يختلف الوضع كثيرا رغم وجود الكسّابة بكثرة، والذين يفضّلون أيضا عدم العودة بأكباشهم إلى مراعيها خصوصا الكبيرة في السن منها. يقول أحد المشترين مستبشرا بالوضع "هذا الكبش الذي اشتريته للتوّ كان ثمنه حوالي 2600 أمس فقط، الآن أخذته ب1500، هي مجرد أرزاق وحظوظ، شخصيا أغامر دائما بالشراء في هذه الفترة وغالبا ما ينجح الاختيار". ويضيف موضّحا إلى أي درجة وصل انخفاض الأسعار "هناك الآن شاحنات تبيع أكباشا متوسطة الحجم بثمن موحد، 1200 درهم للكبش وخذ ما شئت، قبل أن يرحلوا إلى وجهتهم". ورغم تحذيرات خبراء البيع والشراء في الأكباش من قدامى مدينة طنجة من ترك عملية الاقتناء إلى اليوم الأخير، إلى أن أسباب التأخير تتعدّد وتختلف من شخص لآخر، فيلعب الحظ لعبته مع الجميع.. بالفوز حيناً وباقتناء أسوأ الأكباش بأغلى الأثمان حينا آخر.