وصلت سومة كراء "الكراجات" في العاصمة الاقتصادية، المخصصة لبيع أكباش العيد إلى أزيد من 8 آلاف درهم للأسبوع الواحد، وذلك نظرا للإقبال الكبير على كراء هذه "الكراجات" من قبل "الكسابة" بعد تقليص المساحات التي كانت تعرض فيها أضاحي العيد في الدارالبيضاء في السنوات القليلة الماضية، حيث انمحت مجموعة من أسواق بيع أكباش العيد من خريطة المدينة. وأصبح منظر أكباش العيد في العديد من المحلات هو المهيمن على المشهد العام في الدار البيضاء وتأجلت جميع القضايا، حتى أن نتائج التحالفات السياسية أصبحت في خبر "كان" بسبب النقاش حول ثمن أضحية العيد، وفي هذا السياق قال أحد المواطنين ل"المساء" "الثمن مرتفع جدا"، بهذه الجملة القصيرة اختصر هذا المواطن غضبه من الارتفاع الذي تعرفه أكباش العيد مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أنه عاد ليقول من جديد "راه كل واحد تيدي ليكتاب ليه". في أحد "الكراجات" وقف أحد الكسابة مرتديا جلبابا وغير مكترث بارتفاع درجة الحرارة.. ما يشغل باله حاليا هو العودة مبكرا إلى قريته بعد أن يبيع جميع الخرفان، لأن ذلك بالنسبة إليه هو المراد الذي كلما تحقق في أقرب وقت ضمن أنه نجح في مهمته، وقال عن ارتفاع أسعار الأكباش في العاصمة الاقتصادية "راه كل عام والثمن ديالوا، وكل عام وهناك زيادة، راه حنا تنزيدو القدام، ما شي تنرجعو اللور". وعادةما تكون أسعار الأكباش في الدارالبيضاء مرتفعة في الأيام الأولى التي تسبق عيد الأضحى وسرعان ما تبدأ في الانخفاض، على اعتبار أنه يكون هناك إقبال من طرف المواطنين على اقتناء أضحية العيد خوفا من التهاب الأسعار في الأيام الأخيرة، ولأن قانون السوق لا منطق له، فإن هذه القاعدة لا تكون دائما صحيحة، ففي أعوام كثيرة عرفت أضحية العيد ارتفاعا مهولا في اليومين الأخيرين ما جعل بعض المواطنين يلتجئون إلى المناطق المحيطية من أجل شرائها. وتزامن عيد الأضحى هذه السنة مع الدخول المدرسي، ما جعل العديد من الأسر البيضاوية تعيش على وقع مشاكل مادية كبيرة، خاصة بالنسبة للذين يتابع أبناؤهم دراستهم في المدارس الخاصة، حيث يكونون مضطرين إلى أداء مصاريف التأمين والواجبات الشهرية لشهري يونيو وشتنتبر، وهو الأمر الذي يثقل كاهلهم بشكل كبير، وقال أحد مصادر "المساء" إن "ما يزيد من متاعب الكثير من الأسر أنها تصعب الحياة على نفسها، لأن مصاريفها تكون في غالب الأحيان أكثر من مداخيلها" وحينما يكون هناك خلل بين المصاريف والمداخيل تعيش الأسر في مشاكل اجتماعية كثيرة، وقديما قال أجدادنا "على قد لحفاك سرح رجليك"