انتقلت "شرارة الانتخابات الغابونية" إلى المغرب، وخرج العشرات من المهاجرين الغابونيين للتظاهر، مساء الخميس، أمام سفارة بلادهم بالرباط، من أجل المطالبة بوقف أعمال الشغب التي تعرفها العاصمة لبروفيل، والتي خلفت سقوط العشرات من الضحايا. يأتي هذا التحرك للجالية الغابونية بالمغرب بعد أن أفادت وسائل إعلام أجنبية بأن أعمال شغب اندلعت، منذ أمس الأربعاء، في العاصمة الغابونية احتجاجا على النتائج الرسمية التي أعلنت فوز الرئيس المنتهية ولايته على بونغو بولاية جديدة، وهزيمته خصمه المعارض جان بينك الذي أعلن هو الآخر فوزه واتهم سلطات بلاده بتزوير نتائج الانتخابات. وتناقلت وسائل الإعلام ذاتها مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين ينادون برحيل علي بونغو عن السلطة. واختار العشرات من المهاجرين الغابونيين الذين يقطنون بالمغرب التظاهر أمام مقر سفارة بلادهم بالرباط، ما دفع بالسلطات الأمنية المغربية إلى محاصرتهم، قبل أن يدخل المستشار الثقافي في السفارة الغابونية في مفاوضات معهم، ويتم الاتفاق على أن يكملوا احتجاجهم داخل حديقة مقر السفارة. ورفع المتظاهرون شعارات مطالبة بتوفير الأمن والسلام في بلادهم، خاصة في العاصمة لبروفيل، على خلفية استخدام قوات الأمن الغابونية للقوة، من خلال الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، لصد المتظاهرين، ومنع الجيش لجميع الأشكال الاحتجاجية في عدد من المناطق، في الوقت الذي أضرم فيه متظاهرون النار في مقر البرلمان. وتشكّل أغلب المحتجين من الطلبة الغابونيين الذين يواصلون دراستهم بالمغرب، فيما انصبت شعاراتهم على انتقاد نظام علي بونغو والمطالبة برحيله عن الحكم، مع الدعوة إلى توفير الأمن والسلم في البلاد وسيادة العدالة، ورددوا أغان غابونية شعبية والنشيد الوطني لبلادهم. وقال مي موغدين، أحد المتظاهرين، في تصريح لهسبريس، إن هذا الشكل الاحتجاجي بغض النظر عن أسبابه السياسية، فإن دوافعه إنسانية بالأساس، وندد بما يجري ببلاده، مسجلا سقوط عدد من القتلى. كما توجه المهاجر الغابوني بنداء إلى المجتمع الدولي ليتحرك لوقف عمليات القتل في بلاده، داعيا إلى ضرورة حماية أرواح الشعب الغابوني التي يتم إهدارها في الشوارع بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.