رفض البرلمان الإسباني، مساء اليوم الأربعاء، منح حكومة رئيس الوزراء المكلف "ماريانو راخوي" الثقة. ورفض 180 نائباً، من أصل 350، منح الحكومة الثقة، بينما أيدها 170 نائباً، ويتطلب الحصول على ثقة البرلمان الحصول على 176 نائباً، على الأقل. ومن المقرر أن يعرض رئيس الوزراء المكلف، من قبل الملك فيليبي السادس، حكومته على البرلمان مرة أخرى الجمعة المقبل، (بعد انقضاء 48 ساعة)، املاً في الحصول على الثقة. وفي حال فشل "راخوي"، وهو زعيم حزب "الشعب" اليميني، المدعوم من قبل حزب "سيودادانوس" الليبرالي، للمرة الثانية، الجمعة، في الحصول على أغلبية مطلقة، ستكون البلاد أمام احتمال إعادة الانتخابات للمرة الثالثة، في 25 ديسمبر المقبل، وهو أمر يواجه انتقادات في الشارع الإسباني، لتزامن ذلك مع أعياد الميلاد التي تحظى بأهمية كبرى لدى الإسبان. ونظمت إسبانيا انتخابات عامة في 20 ديسمبر 2015، وفشلت الأحزاب السياسية في توقيع اتفاق لتشكيل الحكومة، ولم يحصل أي طرف على أغلبية لتشكيل الحكومة، وأعيدت الانتخابات في 26 يونيو الماضي، وتم تكليف "ماريانو راخوي" بتشكيل الحكومة، لكنها لم تحظ بالثقة في جلسة اليوم. ويمثل ذلك سابقة من نوعها منذ وفاة الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو 58 وإعلان المرحلة الانتقالية والعهد الديمقراطي، ويعارض اليسار الإسباني، متمثلاً في حزبي "الاشتراكي العمالي" و"وديموس اليساري الراديكالي"، حكومة اليمين وخصوصاً أي حكومة بزعامة "ماريانو راخوي". وعبر "ماريانو راخوي" مراراً، منذ حزيران الماضي، من خشيته من لجوء البلاد الى تنظيم انتخابات ثالثة في ظل غياب أي تحالفات تلوح في الأفق، بعد انتخابات تجرى للمرة الثانية. وحصد حزب "الشعب"، الذي يتزعمه "ماريانو راخوي" 137 مقعداً في البرلمان، من أصل 350 مقعداً، إلا أنه لم ينجح في الحصول على الأغلبية اللازمة التي تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده (الأغلبية المطلوبة 176 مقعداً) وكان الحزب فاز في الانتخابات السابقة، التي أجريت في ديسمبر الماضي، ب 123 مقعداً. فيما حل الحزب "الاشتراكي العمالي" في المرتبة الثانية بنسبة 22.79% ليحصل على 85 مقعداً، بعد ان كان حصد الانتخابات الماضية بحصوله على 90 مقعداً، وتوزعت بقية المقاعد بين تحالف "معا نستطيع"، والمشكل أحزاب يسارية، وحزب "سيودادانوس" الليبيرالي.