أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية بإسبانيا، حصول حزب الشعب المحافظ الذي ينتمي إليه ماريانو راخوي، رئيس الوزراء على 136 مقعدا. وحصل الحزب الاشتراكي على 85 مقعدا وهو الذي حصد 90 مقعدا في الانتخابات السابقة بينما حصل حزب بوديموس المناهض لسياسات التقشف على 71 مقعدا وحزب سويدادانوس الليبرالي على 32 مقعدا مقابل 40 مقعدا حصل عليها في الانتخابات السابقة. وكانت استطلاعات رأي أظهرت لدى خروج الناخبين من صناديق الاقتراع يوم الأحد الفائت، في الانتخابات البرلمانية التي جرت في إسبانيا، فوز حزب الشعب المحافظ الذي ينتمي إليه ماريانو راخوي رئيس الوزراء الإسباني بأكثرية مقاعد البرلمان مع رصد صعود كبير لليسار المتطرف. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي بثه التلفزيون العام أن الحزب الشعبي بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريانو راخوي حصد 33 في المائة من الأصوات أي ما بين 117 و121 نائبا، بعدما كان فاز ب123 مقعدا في دجنبر. وهذا يعني أنه بعيد جدا عن الفوز بالأغلبية المطلقة (176 من أصل 350) على غرار ما حصل في انتخابات دجنبر. وأدى تشتت الأصوات يومها بين أربعة أحزاب إلى مأزق سياسي استدعى الدعوة إلى هذه الانتخابات بعد ستة أشهر. لكن تحذيرات راخوي من "المتطرفين والراديكاليين" بعد الاستفتاء البريطاني الذي تسبب الجمعة بتراجع هو الأسوأ في تاريخ بورصة مدريد، لم تحل دون تقدم اليسار الراديكالي، فقد فاز تحالف أونيدوس بوديموس ب25,6 في المائة من الأصوات أي ما بين 91 و95 مقعدا متقدما على الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الذي يتناوب على السلطة مع الحزب الشعبي منذ أكثر من ثلاثين عاما ولم يحصد أكثر من 22 في المائة أي ما بين 81 و85 مقعدا. اليسار والأغلبية.. من شأن تحالف بوديموس مع الاشتراكيين أن يجعلهما قريبين من الغالبية المطلقة، وخصوصا أن زعيم بوديموس بابلو إيغليزياس أعلن عزمه على تشكيل حكومة مع الحزب الاشتراكي الذي يسميه "الاشتراكية الديمقراطية القديمة". لكن التوتر بين الحزبين المتنافسين سيحول على الأرجح دون هذا التحالف. غير أن هذا الاحتمال لم يثبط عزيمة إيغليزياس (37 سنة) الذي أكد خلال إدلائه بصوته أن بوديموس "سيحكم إسبانيا عاجلا أم آجلا". ويعد بوديموس بإنهاء التقشف عبر إحياء النفقات الاجتماعية ووضع حد للفساد. وهذا ما دفع يوناتان مورا (31 سنة) إلى التصويت له قرب برشلونة. قال "أريد تغييرا شاملا، عميقا، وأونيدوس بوديموس يستطيع وحده تحقيق ذلك. أريد طرد الفاسدين والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والاستماع إلى المواطنين". أما حزب كيودادانوس الليبرالي فحل رابعا ولم يحصد سوى 11,8 في المائة من الأصوات أي 26 إلى ثلاثين مقعدا، في حين كان حصد أربعين مقعدا في دجنبر. مباحثات صعبة من الآن، تبدو المباحثات لتشكيل حكومة صعبة وطويلة. ولن يتمكن الملك فيليبي السادس من تكليف أحد زعماء الأحزاب محاولة تشكيل حكومة إلا بعد أن يتسلم البرلمان الجديد مهماته في 19 يوليوز. وفي المرة الأخيرة، اعتذر ماريانو راخوي عن الأمر لعلمه سلفا بأن أي حزب لن يرضى بالحكم مع الحزب الشعبي الذي أضعفته سياسة التقشف رغم أنها أخرجت البلاد من أزمتها ومن فضائح فساد عدة. وعندها أقام الحزب الاشتراكي تحالف أقلية مع كيودادانوس، لكن المحافظين وبوديموس عملا على تقويضه. ويراهن راخوي على انقسام اليسار لتفسح له الأحزاب الأخرى مجال تشكيل حكومة أقلية. وبذلك، توفر على الناخبين العودة إلى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة. وأعربت المتقاعدة يوستينا زامورا (65 سنة) التي صوتت للحزب الاشتراكي قرب برشلونة عن أملها في أن تتمكن الأحزاب هذه المرة "من تجاوز أنانياتها وتشكيل حكومة"، مطالبة كلا منها بتقديم تنازلات.