بعيداً عن حروب السياسة لجأت الجزائر، هذه المرة، إلى الثقافة والفن بالكشف عن تقدمها رسميا إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، "اليونسكو"، بطلب لتصنيف موسيقى "الراي" ك"موروث غنائي شعبي جزائري"، محذّرة مما أسمته "محاولات السطو عليه"، في تلميح إلى المغرب. وتأتي هذه الخطوة بعد أن تعالى الجدل في الآونة الأخيرة داخل الأوساط الفنية والإعلامية بالجارة الشرقية، بسبب اختيار عدد من فناني "الراي" الجزائريين الحصول على الجنسية المغربية؛ في مقدمتهم "ملك الراي" الشاب خالد، وكذا الشاب فوضيل ورضا الطالياني. وكانت الصحافة الجزائرية اعتبرت ما يجري "ولاءً غير مبرر" و"تغليبا للمصالح الشخصية على حساب الوطن"، وفق تعبيرها. وحسب عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة في حكومة عبد المالك سلال؛ فقد تقدمت الجزائر، رسميا في مارس الماضي، بطلب تصنيف موسيقى "الراي" ك"موروث غنائي شعبي جزائري" لدى "اليونسكو". ولم يتم الكشف عن مدى تجاوب المنظمة الأممية مع الطلب الجزائري، الذي احتفى به إعلام البلد قبل أيام. ونقلت الصحف الجزائرية تصريحات لوزير الثقافة الجزائري يقول فيها إن الخطوة المذكورة تأتي في سياق "قلق الجزائريين على تراثهم ومن محاولة السطو عليه". وأضاف ميهوبي: "من حق الجزائريين أن يكونوا غيورين على تراثهم وتاريخهم وذاكرتهم من أي محاولة للمساس به والسطو عليه أو تحريفه"، لأن المرحلة المقبلة تهمّ "الحفاظ على التراث المادي واللامادي للجزائر ،عبر تحديث القانون الخاص بحماية التراث"، على حد تعبيره. وحاولت الحكومة الجزائرية إقحام احتكارها لفن "الراي"، المعروف أيضا بالمغرب، في تحركها الأممي، بإدراجه ضمن قائمة للمواقع التاريخية التي ترجو تصنيفها ضمن سياسة "حماية التراث الثقافي الجزائري"؛ من قبيل مواقع من فترة ما قبل الاستقلال ك"مقر الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ببومرداس"، و"منزلان رقن فيهما بيان أول نونبر 1954"، و"فيلا سيزيني.. التي حولها الاستعمار إلى مركز تعذيب". التحرك الجزائري لم يتوقف عند تصنيف "الراي" ضمن خانة الموروث للبلاد؛ بل شمل أيضا أكلة "الكسكس" الشعبية التي تشتهر وسط المجتمع المغربي، إذ نقل الإعلام الجزائري تصريحا رسميا على لسان سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، الذي قال في ندوة صحافية جمعته بوزير الثقافة الجزائري، يقول فيه إن طلب الجزائر تصنيف فن "الراي" ك"موروث غنائي شعبي جزائري" جرى إرفاقه بطلبات أخرى تشمل تصنيف أكلة "الكسكس" ضمن "الموروثات الإنسانية الجزائرية".