خلّدت السفارة التركية بالرباط الذكرى ال 94 ل"عيد النصر"، الذي يعتبر يوما وطنيا يتم الاحتفاء به في ال 30 من غشت من كل سنة، بحضور رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ووزير العدل والحريات مصطفى الرميد، والوزيرة المنتدبة جميلة المصلي، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية والدبلوماسية. وشكلت المناسبة فرصة لتأبين ضحايا المحاولة الانقلابية الفاشلة التي عرفتها تركيا منتصف شهر يوليوز الماضي؛ حيث استحضر السفير التركي المعتمد لدى المغرب، أدهم باركان أوز، أرواح 240 شخصا سقطوا، من بينهم المواطن المغربي جواد مرون. وقال السفير التركي خلال كلمته إن "جواد لم يتوان عن الخروج إلى الشارع إلى جانب إخوانه وأخواته الأتراك، وضحى بحياته من أجل الديمقراطية في تركيا"، متابعا: "أحيي بطولته وأدعو له بالرحمة والمغفرة". ودعا السفير الحاضرين إلى الوقوف "دقيقة صمت" من أجل أرواح الشهداء، بحضور والدة مرون وشقيقه، مشيدا بالتضامن الواسع الذي أبداه المغرب وتضامنه السريع، شعبا ومؤسسات، مع الأتراك، شعبا وقيادة، وقال: "لن تستطيعوا أن تتخيلوا كم كان مهما بالنسبة لي أن أتلقى اتصالا من صوتٍ مغربي صديق ليلة المحاولة الانقلابية بعد وصولي إلى اسطنبول قبل نصف ساعة فقط من إعلان الانقلاب"، في إشارة إلى الوزير المنتدب ناصر بوريطة. واعتبر السفير أن "الشعب التركي بجميع فئاته أبان عن قوة واتحاد عندما بادر إلى الخروج إلى الشارع لحماية الديمقراطية، وهو نفس ما انتهجته الأحزاب، أغلبية ومعارضة"، فيما تلا رسالة للرئيس طيب رجب أردوغان موجهة إلى المواطنين الأتراك أكد فيها أن "دفاع الأتراك عن الديمقراطية والحرية في تركيا يؤكد روح الذود عن حمى البلاد التي لازالت مزروعة في وجدان الشعب التركي". جدير بالذكر أن الجمهورية التركية تحيي عيد النصر في الثلاثين من غشت من كل عام، ويعتبر عيداً وطنيا في تركيا وفي جمهورية شمال قبرص التركية أيضاً. وتحيي الدولتان بهذه المناسبة ذكرى الانتصارات التي أحرزتها الجيوش التركية في حرب الاستقلال، بقيادة أتاتورك ورفاقه، على قوات الحلفاء والجيوش اليونانية التي غزت أراضي الدولة العثمانية، قبيل وضع الحرب العالمية الأولى أوزارها.