قدمت إحدى الجمعيات الناشطة في معالجة الإدمان على المخدرات شكاية لاذعة إلى الجنرال دو كور دارمي حسني بنسليمان، القائد العام للدرك الملكي، توجه فيها اتهامات مباشرة إلى عناصر من الدرك الملكي ب"تسهيل عمليات تهريب الحشيش نحو أوربا وإدخال الهيروين والكوكايين إلى المغرب". الوثيقة الصادرة عن "جمعية أمل لدعم مرضى الإدمان على المخدرات" انتقدت بشدة ارتفاع نشاط تهريب المخدرات بإقليم تطوان، خاصة على مستوى منطقة سيدي عبد السلام بجماعة أزلا وشواطئ جماعة زاوية سيدي قاسم (أوشتام، تمرابط، تمرنوت، مكاد)، متهمة عناصر من جهاز الدرك ب"المساهمة في ذلك عبر تسهيل عمليات التهريب"، وفق تعبير الشكاية. وقالت الشكاية التي توصلت هسبريس بنسخة منها: "من خلال تتبعنا كجمعية تعنى بموضوع محاربة المخدرات، تأكدنا، عبر العديد من المصادر والمعطيات ومن خلال ما يتداوله سكان المنطقة، من قيام عناصر الدرك الملكي بجماعة أزلا وجماعة زاوية سيدي قاسم الساحليتين بتسهيل عمليات تهريب المخدرات؛ انطلاقا من الشاطئ الممتد من سيدي عبد السلام وإلى غاية صخور مكاد المحاذية لبلدية وادي لاو". وتشير المعطيات، التي قالت الهيئة إنها تتوفر عليها، إلى أن "عناصر من الدرك والدرك البحري، والعاملين بالرادار، يقومون بتسهيل عمل تهريب الحشيش نحو أوروبا، والذي يوازيه في العمليات نفسها إدخال الهيروين والكوكايين إلى المغرب"؛ فيما دعت القائد العام للدرك الملكي إلى "فتح تحقيق دقيق في الموضوع لإنقاذ المنطقة من خطر المخدرات القوية التي تجلب إلى المغرب مقابل الحشيش". محمد سعيد سوسي، رئيس جمعية "أمل لدعم مرضى الإدمان على المخدرات"، كشف عن وجود رقم مهول من المدمنين على المخدرات الصلبة، يصل إلى قرابة 10 آلاف مدمن على مستوى مدن الفنيدقمرتيلتطوان فقط. وأكد المتحدث ذاته أن هذه الأرقام شبه الرسمية تحيل إلى واقع أخطر من خطر الإرهاب "العمليات الإرهابية لا تسقط هذا النوع والعدد من الضحايا". وأورد الناشط ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "تهريب المخدرات من المنطقة إلى التراب الإسباني تطوّر، ولم يبق مرتبطا بتهريبها والحصول مقابلها على العملة الصعبة؛ بل باتت العملية مقابل تهريب الكوكايين والهيروين إلى المغرب، وهذا هو الأخطر"، موضحا: "بالرغم من أن عدد المهربين انخفض نتيجة حملات أمنية سابقة، فإن النشاط ارتفع؛ فمثلا، كانت مساحة هكتار من الأراضي المزروعة تنتج طنا من الحشيش، وبات نصف المساحة ينتج خمسة أطنان". واتهم سوسي رجال الدرك والحرس الإسباني ب"التواطؤ المشترك في تسهيل عمليات التهريب، وتأمين خط بحري تتحرك عبره الزوارق السريعة"؛ فيما دعا إلى "ضرورة تشديد المراقبة على مستوى السواحل الشمالية، ومعاقبة رجال القوات المساعدة والدرك الملكي والدرك البحري"؛ وفسّر: "هناك عناصر متواطئة مع تجار المخدرات ويجب مراقبة ممتلكاتهم، وإلا كيف لهم الاغتناء الفاحش بشكل سريع حين يشتغلون فوق تراب المنطقة التي تعرف ازدهارا في تجارة المخدرات"، بتعبير المتحدث ذاته. مطالب جمعية "أمل لدعم مرضى الإدمان على المخدرات" شملت أيضا محاربة تجارة المخدرات القوية، ومواكبة قوانين تقنين زراعة الكيف، مع الاهتمام بالجانب التنموي لأبناء مناطق زراعة الحشيش، فيما طالبت الجمعية وزارة الصحة بالاهتمام الشديد بقضية محاربة الإدمان على المخدرات القوية.