كشف تقرير جديد أعدّه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أنّ الشباب المغاربة من حملة الشهادات يفضّلون العملَ المأجور (العمل لقاء أجر)، على خلْق مشاريعَ خاصّة بهم (التشغيل الذاتي). التقرير الذي أنجزه المجلس، وقدّمه في دورته العادية الخامسة والستين، اليوم الخميس بالرباط، وقف عند عدد من الاختلالات والمشاكل التي تتخبط فيها المقاولة الذاتية في المغرب، والهشاشة التي يعاني منها التشغيل الذاتي. وبحسب معطيات التشخيص الذي قدمّه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، فإنّ التشغيل الذاتي بالمغرب عرف تطوّرا ضعيفا ما بين سنتي 2000 و2014، ويُهيمن عليه الأشخاص غير المتوفرين على أيّ شهادة. وسجّل التقرير أنَّ حضور النساء في قطاع التشغيل الذاتي ضعيف، كما أنّ نسبة كبيرة من المشتغلين في هذا القطاع لا تستفيد من التغطية الصحية، وأنّ القطاع يتّسم بفوارق كبيرة بين الجهات. واعتبر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن المقاولة الذاتية تعتبر رافعة للتنمية وإدماج القطاع غير المنظم، موصيا بتشجيع العمل المستقل في ظل عدم قدرة القطاع العامّ على إيجاد حل لمشكل البطالة الذي يعاني منه المغرب. وفي هذا السياق، أكد المجلس على ضرورة وضع استراتيجية وطنية للمبادرة المقاولاتية، وتوفير الرعاية الصحية للمشتغلين في هذا القطاع، وتعزيز ثقافة المبادرة في مؤسسات المجتمع، من المدارس وغيرها، وكذا إدماج الباعة المتجولين، وتشجيع الأسواق النموذجية المتنقلة، وتعميم تجارة القرب لتكون مندمجة. واعتبر المجلس أن دعم المبادرة الفردية والتشغيل الذاتي لن يتأتى إلى بمواصلة الإصلاحات المؤسساتية، وتحسين الحكامة العمومية، والحفاظ على إطار ماكرو اقتصادي سليم، وهو ما سيساعد على توفير الظروف الضرورية لمناخ أعمال محفز تسوده المنافسة الشريفة.