أكد الملك محمد السادس، أن المغرب وضع إفريقيا في صلب سياسته الخارجية، معتبرا أن هذا الارتباط متعدد الأبعاد، يجعل المملكة في قلب إفريقيا، ويضع إفريقيا في قلوب المغاربة. وقال الملك في خطاب وجهه مساء اليوم السبت إلى الأمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، إن "إفريقيا بالنسبة للمغرب، أكثر من مجرد انتماء جغرافي، وارتباط تاريخي، فهي مشاعر صادقة من المحبة والتقدير، وروابط إنسانية وروحية عميقة، وعلاقات تعاون مثمر، وتضامن ملموس، كما انها الامتداد الطبيعي، والعمق الاستراتيجي للمغرب". وفي هذا الصدد، أكد الملك أن "مصلحة المغرب من مصلحة إفريقيا، ومصيره لا يمكن أن يكون بدونها والتقدم والاستقرار، في نظرنا، إما أن يكونا مشتركين أو لا يكونا"، مسجلا أن "المغرب يعطي دائما لشعوب قارته، ولا ينتظر أن يأخذ منها والتزامه من أجل قضاياها وانشغالاتها، لم يكن يوما من أجل استغلال خيراتها، ومواردها الطبيعية، خلافا لما يسمى بالاستعمار الجديد". وإذا كان من الطبيعي، يضيف الملك، أن يستفيد المغرب من التعاون مع أشقائه في إفريقيا، فإنه يحرص دائما أن تكون المنفعة مشتركة، معتبرا أن المغرب لا يعتبر إفريقيا سوقا لبيع وترويج منتوجاته، أو مجالا للربح السريع، وإنما هي فضاء للعمل المشترك، من أجل تنمية المنطقة، وخدمة المواطن الإفريقي. وفي هذا الإطار، ذكر الملك بأن المغرب يساهم إلى جانب الدول الإفريقية، في إنجاز مشاريع التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية ، التي لها تأثير مباشر على حياة سكان المنطقة، مؤكدا أن المغرب مثلا،" لا يقوم فقط بتصدير الأدوية بل يحرص على تشييد معامل صناعة الادوية والمؤسسات والمراكز الصحية، كما يقوم بإنجاز البنيات التحتية،ومراكز التكوين المهني والتقني، والمشاريع التي توفر الشغل والدخل القار، كقرى الصيادين ، ودعم الفلاحين الصغار، وتشجيع الحفاظ على الانظمة البيئية. وخير دليل على ذلك، يؤكد الملك، إنجاز مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي بأبيدجان ، في إطار نموذج فريد من التعاون ، بين المؤسسات العمومية المعنية في المغرب وكوت ديفوار، وبانخراط فاعل للقطاع الخاص في البلدين. وسجل الملك أن هذه الرؤية التضامنية المتكاملة التي تحكم علاقات المغرب بأشقائه في إفريقيا، "تتطلب من جميع الفاعلين الذين فتحنا أمامهم المجال للانخراط في هذا التوجه تحمل مسؤولياتهم، والوفاء بالتزاماتهم حفاظا على مصداقية المغرب". وخلص الملك إلى إن "إفريقيا بالنسبة لنا ليست هدفا ، وإنما هي التزام، من اجل المواطن الإفريقي، أينما كان، فالاهتمام الذي نعطيه لتحسين ظروفه في وطنه، هو نفسه الذي يحظى به المهاجرون الأفارقة في المغرب، خلافا لما يعانونه في العديد من مناطق العالم".