حضر حفل إعطاء الانطلاقة للمشروع، على الخصوص، وزير الاقتصاد الرقمي والبريد، برونو كوني، المتحدث باسم الحكومة، ووزير السياحة، روجي كاكو، ممثلا بالنيابة لوزير البنية التحتية الاقتصادية، والوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالميزانية وخزينة الدولة، عبدو الرحمان سيسي. كما حضر هذا الحفل، سفير المغرب في كوت ديفوار، مصطفى جباري، وأعضاء السفارة وأطر بالإدارة الجماعية لوكالة مارشيكا-ميد، وعدد من النواب والزعماء القلبيين والدينيين فضلا عن شخصيات أخرى. وقبيل هذا الحفل، تم في مقر رئاسة الوزراء التوقيع على اتفاق مواكبة صاحب المشروع بين حكومة جمهورية كوت ديفوار ومارشيكا-ميد، بحضور رئيس الوزراء الإيفواري. تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع المتميز والبنيوي سيتم إنجازه بشكل تشاركي بين المغرب، ممثلا في الإدارة الجماعية لوكالة مارشيكا-ميد، وحكومة كوت ديفوار، وهو نموذج رائد للتعاون جنوب-جنوب الناجح والمفيد للطرفين، الذي يتطلع إليه قائدا البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا. وجاء إطلاق هذا المشروع غير المسبوق في تاريخ التعاون المغربي الإيفواري بعد وضع المجموعة المغربية (التجاري وفا بنك) لصندوق أولي بقيمة 10 ملايير فرنك إفريقي، أي ما يفوق 15,2 مليون أورو، رهن إشارة الحكومة الإيفوارية لتمويل الشطر الأول من الأشغال، والذي يهم الحماية من الفيضانات وإزالة التلوث في خليج كوكودي. وبحكم المكانة المتميزة التي يتمتع بها في أبيدجان، ينتظر أن يحظى خليج كوكودي في المراحل المقبلة بمجموعة من المشاريع، ومن ضمنها بناء سدود، وتشييد جسور وبنيات تحتية طرقية، وتهيئة مارينا، وإنشاء منتزه حضري. ومن المرتقب أن يتم الانتهاء من المشروع في سنة 2019. وفي كلمة بالمناسبة، أشاد وزير السياحة الإيفواري، بالرؤية المشتركة للرئيس واتارا وجلالة الملك محمد السادس اللذين يرجع لهما الفضل في ميلاد هذا المشروع. وأبرز كاكو، بهذه المناسبة، الالتزام الثابت من قبل الطرفين الإيفواري والمغربي لإنجاح هذا المشروع، مشيرا إلى أن هذا الورش يهدف ليكون رمزا لكوت ديفوار الصاعدة والمنفتحة على المستقبل. واستعرض من جهة أخرى، سلسلة البنيات التحتية التي سوف ترى النور في سياق هذا المشروع الذي يعكس بشكل جلي التميز الذي يطبع علاقات التعاون والشراكة النموذجية بين بلاده والمغرب. من جانبه، أكد زارو، أن هذا المشروع، الذي يشكل ثمرة إرادة مشتركة لجلالة الملك محمد السادس والرئيس واتارا، يشكل نموذجا جديدا للتعاون جنوب-الجنوب وعلامة فارقة في تاريخ العلاقات بين كوت ديفوار والمغرب، مضيفا أن الأمر يتعلق بتاريخ من الأخوة الراسخة، الدائمة الانسجام والموسومة بالحكمة والثقة والاحترام المتبادل. تاريخ تعززه رغبة متقاسمة بين البلدين للمضي سوية نحو مستقبل مشترك. وأضاف أن مشروع تهيئة خليج كوكودي أصبح الآن حقيقة ملموسة صاغها خبراء البلدين. من جانبه، رحب رئيس الوزراء الإيفواري، دانييل كابلان دونكان، بهذا المشروع، الذي يعد رمزا للعلاقات المتميزة بين بلاده والمغرب، ويعكس الإرادة المشتركة لقائدي البلدين " لجعل نموذجنا المشترك للتعاون في ما بين بلدان الجنوب، مثالا لإفريقيا برمتها". في هذا السياق، أبرز دونكان كابلان أن هذا الحدث يكتسي دلالة رمزية وتاريخية قوية جدا، "لكون الأمر يتعلق بإنجاز مشروع ذي أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة لمدينة أبيدجان، كما أنه يعكس الإيمان بإفريقيا قوية، إفريقيا رابحة، إفريقيا متحدة حول قيمها ومؤهلاتها". وأضاف أن هذا الحفل هو تعبير عن احترام التزامين كبيرين هما التزام الرئيس واتارا بتحسين الظروف المعيشية للمواطنين من خلال تشييد البنية التحتية الرئيسية، والتي تجعل كوت ديفوار في مصاف الدول الكبرى في العالم، والالتزام الأخوي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى جانب أخيه الرئيس واتارا وشعبه، بدعم وتعزيز تنفيذ الأوراش الكبرى للبرنامج الرئاسي الإيفواري الرامي للإشعاع كوت ديفوار والتعاون الإيفواري المغربي. وعقب ذلك، تابع الحضور عرض فيلم مؤسساتي حول خليج كوكودي والتحديات التي يتعين رفعها من الناحية الإيكولوجية والبيئية. تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع، وبفضل مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس الحسن واتارا، يشكل مناسبة تاريخية تمكن الخبرات الإيفوارية والمغربية، في مختلف التخصصات، من العمل سويا من أجل تحقيق هدف مشترك، وبالتالي تعزيز التكامل إن على المستوى الجهوي أو القاري. وكان جلالة الملك محمد السادس أكد في خطابه السامي في 24 فبراير 2014 بأبيدجان أن "قارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل. كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية". ويطمح مشروع تهيئة خليج كوكودي، من خلال منهجيته التشاركية سواء في تصوره أو في إنجازه وقيم التنمية المستدامة التي ينطوي عليها، إلى أن يكون مشروعا نموذجيا يعطي مضمونا لشراكة مثالية بين البلدين الشقيقين. وسيستفيد خليج كوكودي، الموقع ذو المكانة البارزة جدا في أبيدجان، في إطار المشروع، من بناء جسور وبنيات تحتية طرقية وإنجاز منشآت مينائية وكذا تطوير منتزه عمومي. كما يشمل المشروع إجراءات للحماية من الفيضانات، من خلال إعادة تأهيل المنشآت القائمة وبناء سدود جديدة. وستتم تهيئة ضفة الهضبة لتكون فضاءات عمومية ذات جودة وجاذبية، إضافة إلى مارينا وأماكن للاسترخاء ومطاعم. وبالقرب من المارينا ستحتضن "دار العاج" برنامجا حافلا بالأنشطة الثقافية والتجارية موجها للترويج لمختلف جوانب الخبرة والمهارة الإيفوارية. كما يطمح المشروع، الذي يندرج ضمن رؤية شاملة، إلى إعادة تهيئة خليج كوكودي كفضاء للعيش في خدمة المواطنين. ولأنه يقع وسط العاصمة أبيدجان، قلب الأمة النابض، فإن المشروع سيشكل عند إنجازه، رمزا لإفريقيا مفعمة بالحيوية ومتوهجة ومنفتحة على مستقبلها.