توفيت امرأة رفقة جنينيها التوأم بالمستشفى الإقليمي بكلميم، عقب نقلها إليه عبر سيارة إسعاف قادمة من مستشفى بويزكارن؛ وهي الرحلة التي عرفت عطلا أصاب السيارة، ليتم الانتظار لاستبدالها بأخرى. المفارقة للحياة، التي كانت حاملا بتوأم وأما لطفلين آخرين، انتقلت حديثا رفقة زوجها الجندي للاستقرار ببويزكارن عقب قدومها من مدينة أزيلال، مسقط رأسها، لتلفظ أنفاسها الأخيرة بمستشفى كلميم. وقال الدكتور أيت بنعلي ابراهيم، المندوب الإقليمي للصحة بكلميم، إن "السيدة حلت بمستشفى بويزكارن بسبب آلام مخاض خلال الشهر السابع من الحمل، حيث تقرر توجيهها صوب المستشفى الإقليمي بكلميم مرفوقة بممرضي تخدير، في ظل استفادة طبيب المستشفى الاختصاصي في أمراض النساء والتوليد من عطلة". وأفاد المتحدث بأن المرأة وصلت إلى كلميم وهي على قيد الحياة و"تم استقبالها من لدن الطبيب المكلف بالإنعاش بالمستشفى، ليتبين عقب الكشف عليها أنها حامل بتوأم؛ وهو ما لم تكن تعلم به"، على حد قول المندوب. وأوضح أيت بنعلي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المتوفية كانت تعاني مشاكل صحية معقدة، بعضها تعرفه وبعضه الآخر لا تدري حوله شيئا، ممتنعا عن الإفصاح عن ماهيتها احتراما للخصوصية، بالإضافة إلى "جهلها بحقيقة حملها بتوأم، ما كان يتطلب متابعة طبية سابقة دقيقة واتخاذ احتياطات ضرورية لتفادي المضاعفات". وبخصوص تعطل سيارة الإسعاف في الطريق، أكد المتحدث أن "سيارة الإسعاف فعلا تعطلت إلا أن تعويضها بأخرى تم في حدود 10 دقائق لا أكثر، لتكمل الحبلى رحلتها صوب المستشفى؛ غير أن المضاعفات الصحية حالت دون إنقاذ حياتها وحياة توأمها، ذلك أن حالتها لم تكن مستقرة كفاية لإجراء عملية قيصرية لإنقاذ الجنينين". من جهته، قال بوبكر أنغير، رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، إن "الحادث يؤكد أن وعود وزارة الصحة في تجهيز مستشفى بويزكارن ما زالت معلقة، حيث يستقبل السيدات اللواتي من المفروض خضوعهن لولادات طبيعية لا غير ويتم توجيه الأخريات للمستشفى الإقليمي بكلميم". وحمّل الناشط الحقوقي، وزارة الصحة، مسؤولية الوضعية الصحية المتردية في الإقليم على عكس ما يتم تصويره، وفق تعبيره، متابعا أن "ما يقع استهتار بحياة المواطنين"، وداعيا إلى تجهيز مستشفى بويزكارن بالتجهيزات اللازمة وبالمختبر وبعدد كاف من الممرضين والأطباء؛ ذلك أن عددا كبيرا من المواطنين المنحدرين من النواحي يتوجهون إليه للتداوي والعلاج، ليتم توجيه عدد كبير من المرضى صوب مستشفى كلميم".