انضاف غياب إطار طبي قار بالمركز الصحي لتغجيجت، ضواحي إقليمكلميم، إلى جملة معاناة تُكابدها ساكنة هذه الجماعة مع قطاع الصحة، لا سيما بُعدها عن أقرب مؤسسة استشفائية، واضطرار المرضى والنساء الحوامل وضحايا لسعات العقارب ولدغات الأفاعي إلى الجمع بين أنين المرض وقطع المسافات الطوال من أجل الوصول إلى الخدمة الصحية، في الوقت الذي تتوفر فيه المنطقة على الشروط لاحتضان مؤسسة صحية تُلبي حاجيات الساكنة المحلية، وتُعفيهم مرارة رحلات العلاج الطويلة. عبد القاسم أقبيل، رئيس لجنة البيئة وسياسة المجال بجماعة تغجيجت، اعتبر، ضمن تصريح لهسبريس، أنه "ومنذ أزيد من ستة أشهر والساكنة تُعاني من غياب طبيب قار بالمركز الصحي، وللإشارة فهذه ليست المرة الأولى التي تسجل فيها هذه الظاهرة الاستثنائية، حيث وبالرغم من المحاولات التي قام بها مجموعة من المتدخلين من منتخبين وفعاليات المجتمع المدني، فإن الوضع لا يزال على حاله؛ بل تعدى ذلك إلى حرمان الجماعة من التعيينات الأخيرة برسم سنة 2018 وإقصائها من تصنيفها ضمن سلم الأولويات والمعايير المعمول بها". ووصف المتحدّث الوضع الصحي بالواحة ب"المزري"، وذلك أمام ما نعته ب"لامبالاة المسؤولين المركزيين والإقليميين ومختلف المتدخلين في القطاع، اللهم التضحيات الجسام التي يبذلها طاقم الممرضين بالمركز، مع العلم أن جماعة تغجيجت تتوفر على ما يكفي من المعايير التي تجعل منها موقعا استراتيجيا يستوجب سياسة صحية في مستوى تطلعات الساكنة المحلية"، محملا المسؤولية لمدبري الشأن الصحي الذين "أبانوا وللأسف عن عجزهم في إيجاد الحلول المناسبة وعن تعنتهم في فك الحصار عن رعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع والتي تنذر بتفاقم الوضع". ومن المعايير التي تستوجب التفاتة خاصة لقطاع الحصة بتغجيجت، قال المتحدّث إنها تتجلى في كون عدد السكان يفوق أزيد من 12 ألف نسمة، وتوفر الجماعة على ثغور ومداشر متشعبة تبعد عن المركز والمستشفيات الصحية بمسافات طويلة، بالإضافة إلى تعرض الساكنة لتهديدات الأفاعي والعقارب خاصة رحل القبيلة التابعين لنفوذ الجماعة الترابية، وتفاقم وتنامي أخطار الوضع على الحوامل في ظل الحالة المزرية التي يعاني منها القطاع بالواحة، دون إغفال ارتفاع حوادث السير، بالنظر إلى تعدد المسالك الطرقية بالواحة ووجودها بجانب الطريق الوطنية الرابطة بين جهة كلميم وادنون وجهة سوس ماسة، تصنيف الجماعة ضمن أفقر جماعات الإقليم. وعن المطالب الملحة لساكنة تغجيجت، أورد عبد القاسم أقبيل أنها تكمن في التعجيل بتعيين طبيبين قارين بالمركز الصحي، وبشكل دائم بما فيها العطل الأسبوعية، وإحداث مستعجلات القرب بمركز الجماعة، وتعيين ممرضين وممرضات إضافيين في مختلف التخصصات وإحداث خلية المداومة الليلية بالمركز، مع تزويد المركز بالقدر الكافي من الأدوية على غرار باقي مستوصفات المملكة، وكذا التجهيزات الضرورية لعمل الطاقم الطبي والتمريضي، وإدراج مستوصفات دواوير إدموسى وتكموت، إلى الخريطة الصحية للوزارة أملا في تخفيف الضغط على المركز الوحيد الذي تتوفر عليه الجماعة". إبراهيم آيت بن علي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليمكلميم، اعتبر، في تصريح لهسبريس، أن الطبيب الذي كان يشتغل بالمركز الصحي لتغجيجت نجح في إحدى مباريات التخصص، والتحق لإتمام تكوينه؛ غير أن المندوبية، ولمواجهة هذا الغياب الاضطراري، عمدت إلى تغطية هذا الوضع بتوفير طبيب 3 أيام في الأسبوع، كحل مؤقت في انتظار التعيينات الجديدة، حيث لم يختر أي من المعيّنين هذه السنة مركز تغجيجت". ونفى المسؤول الإقليمي عن قطاع الصحة بكلميم أن يكون هناك أي تقصير لفائدة ساكنة المنطقة في هذا المجال، بل "دائما تُعطى لها الأهمية والأولوية، حيث طالبنا الوزارة الوصية بإحداث مستعجلات القرب وتعيين أربعة أطباء به، باعتبار الكثافة السكانية وبُعد المنطقة عن المراكز الاستشفائية الأخرى وتوفرها على كافة المعايير المستوجبة لإحداث هذا المرفق، كما أنه تستفيد من الحملات الطبية المتنقلة كلما أُتيحت فرصة ذلك، ومن المنتظر أيضا أن يستفيد المركز من سيارة إسعاف جديدة، بالإضافة إلى استفادة المركز من الأدوية الكافية حسب المتوفر". ومن بين التوجهات الجديدة للمندوبية، وبغية تخفيف المعاناة والضرر عن ساكنة تغجيجت، أورد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بكلميم أنه "يُنتظر دعم مستشفى بويزكارن بالموارد البشرية الكافية وبكافة المعدات والتجهيزات البيوطبية والتخصصات الطبية، لأجل تقريب الخدمة الصحية من الساكنة عموما، وتقليص مسافة التنقل إلى نحو النصف بالنسبة إلى مرضى تغجيجت".