وجه إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بشأن ما روجت له، مؤخرا، منابر إعلامية موريتانية وجزائرية من أخبار تفيد بتحرك عسكري للقوات المسلحة الملكية في منطقة "الكركرات" القريبة من الحدود مع موريتانيا. الخبر الذي قالت مصالح الدرك الملكي إنه "يتعلق بعمليات تطهيرية بالمنطقة المذكورة للحد من أنشطة التهريب والتبادل التجاري غير المشروع"، اعتبره زعيم الجبهة، في رسالته إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة، "عملية اختراق من طرف القوات المغربية للجدار من منطقة الكركرات، مدعومة بمعدات للنقل والهندسة العسكرية ومرفوقة باستطلاع جوي"، وهو ما وصفه غالي ب"خرق جديد وخطير للاتفاقية العسكرية رقم 1 من اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، 06 سبتمبر 1991". وقال زعيم الجبهة المنصب خلفا للراحل محمد عبد العزيز المراكشي، في رسالته، إنه "ابتداءً من يوم 11 غشت 2016، شرعت قوات الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، بشكل متكرر، في تجاوز الجدار العسكري المغربي، وذلك في منطقة الكركرات، التابعة لقطاع بئر قندوز، قطاع الناحية العسكرية الأولى". وفي الوقت الذي تحدثت فيه وسائل إعلامية موريتانية عن حشد وحدات من الجيش المغربي على الحدود مع بلادها، وصف الأمين العام للبوليساريو هذه التحركات ب"مسألة في غاية الخطورة، في ظل عدم استكمال بعثة المينورسو عودة مكونها الذي طردته دولة الاحتلال المغربي، مع توقف غير مبرر للمسار السياسي، إضافة إلى الحملات الإعلامية المغربية الحافلة بالمغالطات والهادفة إلى خلق البلبلة والغموض والاحتقان"، على حد تعبير غالي. واتهمت الرسالة، والتي نشرتها "وكالة الأنباء الصحراوية" التابعة للجبهة، المغرب بمحاولة "تغيير المعطيات القائمة على الأرض، وهو ما يرشح المنطقة للدخول في مرحلة غير مسبوقة من التوتر والاستقرار"، مضيفة أن "التحرك الأخير للقوات المغربية، والذي يعد خرقا سافرا للاتفاق العسكري القائم، يكشف عن نوايا مغربية مبيتة". وأضاف زعيم الجبهة، في نص رسالته إلى بان كي مون، أن "هذا الخرق المغربي، الاستفزازي والتصعيدي، يشكل تأكيداً على صدقية التحذيرات وخطورة الوضعية"، مردفا أن "الوضع يفرض ضرورة التحرك العاجل من الأممالمتحدة لاتخاذ الإجراءات العقابية الفورية، والحيلولة دون تفاقم الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه، ووضع حد عاجل لمثل هذه السلوكات المغربية التي تمس في العمق مصداقية مجلس الأمن الدولي، وتهدد بشكل جدي بنسف جهود التسوية". *صحافي متدرب