اهتمت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالأوضاع السياسية في لبنان في إطار الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية المصري إلى بيروت وتطورات الأوضاع في سورية والحرب على "داعش"والجدل القائم حول إغلاق الأردن حدوده مع سورية والأزمة اليمنية. ففي مصر كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان "مصر ولبنان" أن وزير الخارجية سامح شكرى يبدأ اليوم ، في إطار الجهود الدبلوماسية لمصر على مختلف الأصعدة، عربيا وإقليميا ودوليا، زيارة مهمة الى بيروت، حيث لا يخفى على أحد مدى عمق الأزمة التي يعيشها لبنان ، خاصة أنه يكاد يدخل عامه الثالث من الفراغ الرئاسي، ويحتاج الى تقريب وجهات النظر بين الأطياف اللبنانية المختلفة. كما لا يخفى على أحد ، تضيف الصحيفة، الوضع السياسي المتوتر في لبنان بغض النظر عن الملف الرئاسي الذي يتطلب جهدا مصريا وعربيا خالصا لتجاوز هذه الأزمة، وحتى لا يدخل لبنان في منعطف خطير يشبه اتهامه عام 2008 عندما خضع لأهواء طائفية أرادت إبعاده عن بعده العربي. وقالت إن الزيارة تتزامن ،مع بعض المحاولات من لاعبين إقليميين دوليين سيحولون دون إتمام المهمة المصرية لحل الأزمة اللبنانية ،ليظل الوضع السياسي اللبناني محلك سر،ويستمر الفراغ الرئاسي وتعطيل الحكومة وسط حصار مالي عربي ودولي لحزب الله يدفع لبنان ثمنه. وفي موضوع آخر، كتبت جريدة (الشروق) في مقال لها بعنوان "ما بعد حلب.. تعادل القوى أم استمرار النزاع؟" أن أغلب المؤشرات تؤكد على أن ثمة تقدما نوعيا كبيرا نجحت (فصائل الثورة السورية) في تحقيقه خلال فترة الأسابيع الثلاثة الماضية وهو مرشح للتعزيز أكثر وأكثر مع دخول خطة (السيطرة على كامل حلب) مرحلتها الثانية ، حينما تطور (كتائب التحرير) هجومها على معاقل جيش النظام في غرب (حلب). وأضافت أنه ورغم الواقع الميداني الذي أرادت "روسيا" فرضه من خلال حصار حلب قد تبدل بشكل كبير إلا أنه من المبكر أيضا وصف انتصارات (المقاومة السورية) رغم أهميتها بالحاسمة إذ أن (الحسم) نفسه وفوق كونه مكلفا للغاية يبدو بعيد المنال بالنسبة لكل أطراف الصراع إذا استمر الأمر على نفس الوتيرة الحالية من الكر والفر واستنزاف القوى!. وقالت إن نظام الأسد تهاوى فعليا ولا يستطيع بكل حال الصمود أمام تعاظم قوة المعارضة المسلحة، ولولا ما يتلقاه من دعم هائل تتقاسمه إيران وميليشياتها الشيعية مع روسيا لانتهت المعركة منذ زمن، لكنه مع هذا لا يقبل بالتفاوض حول تسوية سياسية لإدراكه استحالة بقائه في المعادلة مستقبلا ، لذا فالمعركة الصفرية بالنسبة إليه تمثل خيارا وحيدا! وفي الشأن المحلي ، كتبت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "الآثار قاطرة التنمية" أن السياحة والآثار من أهم الآليات في مسار التنمية المتكاملة وما يتصل بها من النهوض بمستوى المعيشة وتوفير فرص العمل وإنشاء المجتمعات الجديدة وتعمير المناطق حول المزارات السياحية، بالإضافة لتواجد أكثر من ثلث آثار العالم في أرض مصر الحضارة مما جعلها المقصد الأول للسياح من مختلف الأنحاء عبر العصور. وكان ضروريا ، تقول الصحيفة، مع الخطط التي تضعها الدولة والجهات ذات العلاقة للنهوض بالسياحة وعودتها من كبوتها التي تسببت فيها عوامل خارجية وداخلية كثيرة، الاهتمام بالدور الاقتصادي لقطاع الآثار الذي لم يستثمر بعد على النحو المأمول مقارنة بدول كثيرة تمتلك مزارات أثرية أقل بكثير ولكنها نجحت في تنميتها والتفاف الشعب حولها بحيث تحول المواطن العادي إلى مرشد سياحي وصديق تكمل سلوكياته والإنجازات الحضارية التي حققها الأجداد بهذه الصروح الخالدة والتي من بينها الأهرامات ومعابد الأقصر وأبوسمبل وغيرها. وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور) أن تركيا باتت أكثر حماسة للحرب على (داعش)، وأكثر اهتماما بدعم "حل سياسي" للأزمة السورية من أي وقت مضى، بيد أن "عقدة الأسد" ما زالت تقف في "منشار" علاقاتها النامية مع أهم حليفين للنظام السوري على المستوى الإقليمي والدولي، إيرانوروسيا. وأكدت في مقال أنه حتى الآن، لا شيء جوهريا تغير في موقف تركيا وموقعها، وإن كانت هناك إشارات وإرهاصات لمثل هذا التغيير، وأن حالة التوازن على جبهات النار المشتعلة في حلب، تشي بانتظار "تطور ما" سياسيا سيحدث قريبا على محور موسكو - أنقرة - طهران - دمشق، مشيرة إلى أن الأطراف الثلاثة المشتبكة في معركة حلب (روسيا، وتركيا، وإيران)، في مرحلة إعادة تقييم وتقويم لعلاقاتها وسياساتها وقد تكون بصدد إعادة تموضع، فإن تم التوافق فيما بينها على "خريطة طريق ومصالح" سيظل التوازن سيد الموقف، وقد تصبح حلب بوابة الحل السياسي، وإن تعذر التوافق، "سنرى أبواب جهنم وقد فتحت من جديد، وعلى كل الجبهات في حلب وغيرها". من جهتها، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال، أن الجميع تأكد أن قرار إغلاق الحدود مع سورية، واعتبار المناطق الشمالية والشمالية الشرقية مناطق عسكرية مغلقة، هو قرار استراتيجي للدولة الأردنية، تم اتخاذه على أعلى مستوى، ولا نية أبدا للمساومة عليه، أو مراجعته. وأوضح كاتب المقال أن حديث الملك عبد الله الثاني لصحيفة (الدستور)، الذي قال فيه إن الأردن "لن يقبل المزايدة والضغوط من أحد"، كان محملا بالإشارات والرسائل الصريحة والواضحة حيال هذا الموضوع الذي يمس بشكل مباشر الأمن الوطني الأردني، مشيرا إلى أنه ليس سرا أن جهات دولية، حكومية وأممية، لا تمل من تكرار دعواتها للأردن لفتح حدوده أمام عشرات الآلاف من اللاجئين المحتشدين على الجانب السوري من الحدود الأردنية، وجلهم قدموا من مناطق خاضعة لحكم تنظيم (داعش) الإرهابي. أما صحيفة (السبيل)، فذكرت بدورها، في مقال، أن هزيمة تنظيم (داعش) وانسحابه من مدينة منبج السورية ذات الأغلبية العربية أشعلت المخاوف حول المشروع الكردي بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، مبرزة أنه ما إن تخلصت المدينة المنكوبة من تنظيم داعش حتى تلقفتها أيدي المليشيا الكردية الانفصالية، معززة بذلك المخاوف من الأجندة الأمريكية المعدة لسورية التي طالما تحدث عنها المسؤولون السياسيون والعسكريون بإمكانية تقسيم سورية إلى دويلات و"كنتونات" صغيرة تحت غطاء الحرب على الإرهاب. واعتبر كاتب المقال أن التقسيم والتمزيق هو السيناريو المفضل دوما للقوى الغربية، فهو الحل السهل والسحري والمترافق مع رؤية تقليدية للأقليات كحصان طروادة، يتم استثماره لإعادة رسم الخرائط بما يتناسب مع مصالح هذه القوى الغربية، مشيرة إلى أن العقل الأوروبي والغربي ما زال ينظر بفوقية مفرطة للعالم العربي والإسلامي، وهي مسألة باتت مثار قلق العرب والأتراك والإيرانيين بل الروس الذين يخشون من تمزيق سورية وتعزيز النفوذ الأمريكي في هذا البلد من خلال طرق تفاقم حالة الإنهيار وتقوض الإستقرار، ليعود الجدل حول الأجندات المخفية التي أطلقت هذا القدر من العنف خاصة خلال الأعوام الثلاث الماضية. وأضاف أن "منبج" نقطة تحول في الصراع الدائر في سورية والعراق والإقليم، وستقود إلى مزيد من المعارك والصراعات التي لن تتوقف بمجرد تحقيق اتفاق بين المعارضة والنظام، أو تصفية نفوذ ووجود تنظيم (داعش). وبالإمارات، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن الإنقلابيين في اليمن لم يفهموا لغة الحوار، وفضلوا الاستمرار في لعبة الخيارات العسكرية، وهي لعبة لن يجني منها الشعب سوى المزيد من الآلام والجراح، وبخاصة أن البلاد شهدت دمارا هائلا في كل مناحي الحياة، وعلى وجه خاص الاقتصاد الذي بدأ ينعكس بشكل سلبي على ملايين اليمنيين. وأبرزت الافتتاحية أن المغامرة التي أقدم الانقلابيون على السير فيها لم ولن تنتج سوى المزيد من المآسي وانتشار الفوضى، وما لم يحتكموا إلى العقل والمنطق، فإن حجم الدمار سيتسع أكثر وأكثر. ولاحظت (الخليج) أنه بعد الانتهاء من مشاورات الكويت مطلع الشهر الجاري، اتضح أن أحلام اليمنيين في إنجاز اتفاق سلام شامل قد تبخرت، فالانقلابيون رفضوا الخيارات التي طرحت أمامهم من أجل تجاوز عقبة الحل السياسي قبل الحل الأمني، لأنهم كانوا يتجاوزون عمليا قرارات الأممالمتحدة، بخاصة القرار 2216، الذي يدعو صراحة إلى انسحاب الميليشيات من المدن وتسليم السلاح وإنهاء الانقلاب. وخلصت الافتتاحية إلى أن غياب لغة السلام من قاموس الانقلابيين قد فتح المجال أمام الخيار العسكري الذي حاولت الشرعية اليمنية تجنبه قدر الإمكان، حفاظا على حياة الناس ووحدة البلاد التي تتهددها مخاطر نزعة الانقلابيين لجرها إلى مستنقع الفوضى. أما صحيفة (الوطن)، فأشارت في افتتاحيتها، إلى أن قوات الشرعية في اليمن المدعومة من دول التحالف العربي، تواصل رسم الغد المشرق والمستقبل المرجو لليمن والشعب الرافض لكل أنواع الإرهاب الانقلابية وغيرها، موضحة أنºتحرير زنجبار من تنظيم (القاعدة) الإرهابي يعدº"إنجازا عظيما يصب في صالح الأشقاء نحو حريتهم التامة من كافة أنواع العدوان وبمختلف أشكالها". وأكدت الصحيفة على أن التطهير الذي تقوم به الشرعية وقوات التحالف العربي للمناطق المحررة يدفع دعم وتثبيت الاستقرار والأمن لاستكمال عودة الحياة الطبيعية لمدن اليمن التي عانت كثيرا من الانقلاب الغاشم ومن يقف خلفه دعما وتمويلا ، ولكن إرادة الشعب اليمني الرافض لكافة مخططات الهيمنة والتدخل المعروف، قاومت مخططات العدوان وصمدت وها هي تنتصر وتسرع الخلاص من الانقلابيين والإرهابيين لترسم الوجه الجديد لليمن ومستقبله الموعود. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وضعت منذ تأسيسها رهانها الأكبر على شبابها وأولتهم اهتماما كبيرا، انعكس في العديد من المبادرات المتنوعة التي أطلقتها لتدريب وتأهيل وتمكين الشباب من تولي دورهم الواعد في مسيرة التنمية وبناء الوطن. وأكدت الصحيفة أن شباب الإمارات لم يخيبوا ظن الوطن والقيادة وتحملوا مسؤولياتهم كاملة في مسيرة البناء في كل المجالات من الجامعة إلى المصنع والمؤسسات وإلى الحكومة، وحتى ميادين القتال التي بذل فيها شباب الإمارات أرواحهم من أجل الحق والعدل والشرعية وحرية الشعوب والأوطان.