واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء اهتمامها بتطورات الحرب في سوريا، والاوضاع في اليمن وفي منطقة الخليج ، فضلا عن انطلاق جلستات الحوار الوطني اليوم في لبنان، ومفاوضات الحكومة المصرية مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض من أجل دعم إصلاحاتها الاقتصادية. ففي مصر كتبت صحيفة (الجمهورية) عن المفاوضات الجارية بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي من أجل الحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار لدعم برنامج للإصلاحات وتمويل مشروعات للتنمية على مدى 3 سنوات. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية حرصت على طمأنة الرأي العام بالنسبة لنقطتين أساسيتين، الأولى أنه لا شروط للصندوق على برنامج الإصلاح الاقتصادي وتقديم القرض المطلوب لتمويل المشايع الداخلة في التنمية، والثانية أن البرنامج الذي يناقش مع بعثة الصندوق برنامج مصري مائة في المائة، حظي بموافقة مجلس النواب، ويعد جزءا مهما من الرؤية الاستراتيجية (مصر 2030 ) التي تحكم فلسفة التنمية المتكاملة والواجبات والأدوار المنوطة بمؤسسات الدولة والقطاع الخاص. ومن جهتها نقلت ، ( الجمهورية ) عن وزير المالية المصري عمرو الجارحي قوله إن صندوق النقد الدولي لم يطالب بأي تعديلات ضريبية أو تسريح مليوني موظف من الجهاز الاداري للدولة. وأضافت أن وزير المالية أوضح أن قرض صندوق النقد الدولي سوف يسهم في سد عجز الموازنة العامة للدولة والسيطرة على ارتفاع الاسعار الذي شهدته الأسواق خلال الأيام الأخيرة ،مشيرا إلي أن حصول مصر علي هذا القرض بمثابة اعتراف بالبرنامج الاصلاحي للحكومة وثقة من الصندوق في توجهاتنا لضبط السياسة النقدية. ومن جهتها كتبت صحيفة ( الأهرام ) عن برنامج " محاكاة الحكومة " الذي افتتح أول أمس، والرامي إلى تأهيل الشباب المصري للقيادة، وكتبت أنه "من المفيد حقا أن نستفيد نحن المصريين، شعبا وحكومة، من كل ما طرحه الشباب خلال الملتقى، فهم يقرأون غدا بصورة مختلفة، عما يقرؤه الكبار، كما أن الشباب الغض، النقي، لم تلوثه السنين ومفسدة السلطة". وأضافت أن هذا الشباب ، تأتى رؤاه فى مصلحة البلاد بدون انتظار المقابل، "وعلينا جميعا الاطلاع على ما عرضوه عن الثقافة والفن والاقتصاد والسياسة والدين والسياحة لنتعلم منهم الدرس". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن ثلاثة انشغالات تهيمن على قادة الخليج العربي الآن، وهي الأمن، والاقتصاد، والمستقبل، موضحة أن هذه الانشغالات مهمة لأنها مصيرية وستحدد شعوب الخليج ومستقبلهم خلال نصف قرن من الآن، وهي أيضا منطقية، ذلك أنه ليس ترفا الاهتمام بالأمن، أو تطوير الاقتصاد، أو العمل على تأمين مستقبل الدولة الخليجية في بيئة باتت الفوضى فيها مستقرة. وأبرز رئيس تحرير الصحيفة أن هناك شركات ضخمة ومتوسطة وحتى صغيرة يجب إلزامها بالمساهمة في تطوير الاقتصاد الرقمي الخليجي، من منطلق التطلع إلى أن يتم توظيف التقنيات الجديدة والعالم الافتراضي الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي في تكوين اقتصاد رقمي خليجي يمكن أن يكون منافسا خلال العقود المقبلة التي سيكون فيها صاحب الاقتصاد الرقمي الإلكتروني هو الأقوى، مشيرا إلى أن "المسألة ليست صعبة، وإن لم تكن التقنية لدينا، لكن لدينا إمكانيات مادية وبشرية قادرة على الابتكار والتطوير والتنظيم لتحقيق الهدف المطلوب". ومن جهتها، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن قدر دول مجلس التعاون الخليجي أن تكون في مواجهة المؤامرات، وأن تستعد لذلك لفترة سوف تطول، كما أن قدرها أن توحد صفوفها وتواجه أعداء المنطقة الراغبين في تدميرها وتفتيتها، مشددة على أنه "لم يعد أمام دول مجلس التعاون سوى أن تتعاون وتوحد صفوفها وإلا فالمصير معروف". وبعد أن تحدثت الصحيفة عن "خطة الدول العظمى للمنطقة (..) على أساس استخدام إيران وأتباعها في المنطقة، وتحقيق أهدافها في تدميرها بأيدي أبنائها"، أبرزت ضرورة الاستعداد للمواجهة من مختلف الجوانب، موضحة أن كل جانب، المحلي والإقليمي والعربي، وحتى الإسلامي والعالمي، بحاجة إلى خطط واستراتيجيات في المجال السياسي والإعلامي والأمني والاقتصادي (..). وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور) أنه بالرغم من إعلان الأحزاب السياسية الأردنية جميعها المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة، إلا أنها ما زالت غير قادرة على تشكيل قوائمها الانتخابية، حيث تعاني من معضلة التحالفات مع شخصيات وطنية أو عشائرية في ظل التزاحم والاختلاف في الرؤى بينها وبين مؤسسات المجتمع المدني، كما أن عملية تشكيل قائمة حزبية مغلقة في دائرة واحدة تبدو صعبة جدا عليها باستثناء حزب واحدا لحد الآن . وأشارت الصحيفة إلى أن الأحزاب على المستوى الفردي أو الجماعي، تواجه معضلة في تشكيل قوائم انتخابية الأمر الذي يعكس ضعف استعدادها وعدم قدرتها على إقناع الشارع بوجودها . وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الرأي) أن بالون الاختبار الذي أطلقه وزير الدفاع الأمريكي "أشتون كارتر"، نجح في خلط أوراق النزاع السوري و فتح بابا واسعا للتأويلات فيما يتعلق بتدخل كبير وشيك في "جنوب سورية" بموازاة المعركة المشتعلة في "حلب" والأنباء عن تقدم تحرزه قوات النظام السوري هناك، مضيفة، في مقال، أن بالون الاختبار تلاه تحذير أمريكي واضح على لسان وزير الخارجية، جون كيري، للروس بأن لا تكون الممرات الآمنة في "حلب" خدعة لما سيشكله ذلك من خطر على الاتفاقات الروسية – الأمريكية . واعتبرت الصحيفة، في مقال، أن تطورات الجبهة الجنوبية منوطة بسير مفاوضات "جنيف" واستجابة الروس والنظام السوري لمخرجات الاتفاقات الأمريكية الروسية، مشيرة إلى أن المعطيات الحالية لا توحي بأن الجبهة الجنوبية مقبلة على الاشتعال لأن النظام السوري والروس فهموا الرسالة الأمريكية جيدا وظهر ذلك جليا من خلال تأكيد حضور النظام السوري لمفاوضات "جنيف"، والروس رغم محاولاتهم المتكررة للمناكفة لتحصيل مكاسب أكبر لن يصل بهم الأمر لاختلاق أزمة مع واشنطن قد تكلفهم ثمنا قد لا يستطيعون تحمله . وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة (الغد) أنه يبدو من تصريحات القادة العسكريين على الجانب الأمريكي، أن اللجوء إلى الجبهة الجنوبية كبديل لشن هجمات واسعة على معاقل (داعش)، لم يحسم بعد، بانتظار نضوج التوافقات مع روسيا من جهة، والتأكد من قدرة المجموعات المسلحة التي تقاتل (داعش) في الميدان على شن هجمات فعالة، والاحتفاظ بالأراضي المحررة . وأضافت الصحيفة أن ما يعزز فرضية الجبهة الجنوبية، تمركز مقاتلات تابعة لقوات التحالف في القواعد الأردنية، وتوفر الإمكانات لشن ضربات جوية ميسرة، مشيرة إلى أن من مصلحة الأردن خوض المواجهة الحاسمة مع الإرهابيين في الرقة ودير الزور من اتجاه الجنوب، "لسد طرق الهروب نحو حدودنا"، تماما مثلما حصل في العراق عندما أعطيت الأولوية لقتال (داعش) في الأنبار عوضا عن الموصل . وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه رغم تغيير (جبهة النصرة) اسمها إلى (جبهة فتح الشام)، فإن ذلك لا يعني أنها تغيرت أو لم تعد منظمة إرهابية، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر بتاريخ 30 ماي 2013. واعتبرت الافتتاحية أن المنظمة، غيرت اسمها فقط، ولم تغير نهجها وفكرها وسلوكها الإرهابي التكفيري المتطرف، موضحة أنها " تحاول تلميع وجهها بتغيير جلدها والظهور بمظهر الاعتدال، نزولا على رغبات ومحاولات تبذل منذ أكثر من سنة ونصف السنة، لجعل (الجبهة) مقبولة عربيا ودوليا، وعدم معاملتها كتنظيم إرهابي مثل (داعش)، وتصبح بالتالي تنظيما معتدلا يشارك التنظيمات المعتدلة الأخرى، المعركة ضد النظام السوري". وشددت (الخليج)، على أن إعلان الجبهة انفصالها عن تنظيم (القاعدة)، هو فكاك صوري، وهو أقرب إلى التدليس منه إلى الواقع، ذلك أن زعيمها الجولاني يحاول الحصول على استقلالية أكثر عن (القاعدة) من دون أن يتخلى البتة عن نهجها وفكرها. ومن جهتها، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، عن اتخاذ قادة الجيش اليمني قرارهم بإطلاق معركة تحرير العاصمة صنعاء في حالة فشل مفاوضات الحل السياسي في الكويت، موضحة أن هذا القرار يأتي نتيجة نفاد الصبر من مراوغات الانقلابيين الحوثيين وأنصار المخلوع صالح ومحاولاتهم استغلال الوقت لتحسين وضعهم الميداني. ولاحظت أن قرار تمديد مدة المفاوضات بعد نهاية شهر يوليوز الماضي لأسبوع آخر، لم يكن من باب التراجع أمام الانقلابيين ولكنه ضرورة تفرضها الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب اليمني، والتي تسبب فيها الانقلابيون. وبحسب الافتتاحية فقد بدا واضحا سوء نوايا الانقلابيين، خاصة بعد إعلانهم عن تأسيس (المجلس السياسي) لإدارة الأماكن الواقعة تحت سيطرتهم ليؤكدوا توقعات الجميع بأنهم لا يسعون للسلام، بل يريدون السلطة والمال، وأكد ذلك رفضهم خطة السلام الأممية التي وافقت عليها الحكومة الشرعية، مما يبدو معه أنهم يستعدون من جديد للحرب. أما صحيفة (الوطن)، فأبرزت في افتتاحيتها، أن المعركة السياسية في اليمن تسير بالتوازي مع المعركة العسكرية ، "بحيث تبنت دول التحالف قضية اليمن المحقة في وجه الانقلابيين ومحاولاتهم السيطرة على الحكم في اليمن تبعا لأجندات الشر التي يتلقون منها الأوامر والتوجيهات، بحيث تم إحباط المخطط وتبني قضية الشعب اليمين وتوضيح جوهرها ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ودعم القضية المحقة والأهداف المشروعة للشعب اليمني الرافض للانقلاب والتمرد". وبحسب الافتتاحية فإن "الطغمة الانقلابية "التي فشلت في تحقيق نواياها بالقوة، انتقلت للمناورة وتعطيل كافة مساعي الحلول السياسية، وحاولت جعلها أداة للتسويف وتضييع الوقت والعمل على محاولة تمرير شروط عبثية بعيدة عن الأسس والمرتكزات التي قامت المشاورات على أساسها. بلبنان، سلطت الصحف الضوء على جلسات الحوار الوطني التي ستعقد ابتداء من اليوم ولمدة ثلاثة أيام متتالية، إذ كتبت (الجمهورية) أن هذه الجلسات، تنعقد بين رئيس الحكومة والكتل النيابية كافة وبرئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، "على وقع عودة التصعيد بين تيار (المستقبل) و(حزب الله)، ناقلة عن بري أن النتائج المتوقعة منه، تتراوح بين "صفر في المائة ومائة في المائة". وقالت الصحيفة إن الجميع يترقب ما ستؤول إليه جلسات الحوار الثلاثية هذه التي ستناقش ما اصطلح على تسميته بالدوحة اللبنانية المتضمنة انتخاب رئيس جمهورية والاتفاق على الحكومة رئيسا وتركيبة وبيانا وزاريا وإقرار قانون انتخاب جديد وإجراء الانتخابات النيابية مبكرة أو في موعدها". أما (الأخبار) فأشارت الى أنه "ليس ثمة ما يضمن نجاح خلوة أقطاب الحوار" في أيامها الثلاثة، ما عدا تأكيدهم أنهم سيحضرون جميعا بنصاب كامل. إلا أنها ذكرت بأن الأمين العام ل(حزب الله) حسن نصرالله يغيب لدوافع أمنية، كما يغيب رئيس تيار (المستقبل) سعد الحريري الذي لم يسبق أن حضر أيا من جلسات الحوار الوطني الذي بدأ في يوليوز 2015. من جهتها، اعتبرت (المستقبل) أن الحوار ينطلق "وسط سقوف منخفضة التوقعات"، ناقلة عن بعض أقطاب الحوار تأكيدهم أن جلسة الحوار ستنعقد ولكن "لا أفق ملموسا يمكن البناء عليه سوى محاولة غير مضمونة النتائج سيقوم بها نبيه بري للتوصل الى توافق حول قانون الانتخابات النيابية، في ظل انسداد واضح وصريح حول ملف الاستحقاق الرئاسي". من جانبها قالت (النهار) إن الأقطاب السياسية تتجه اليوم الى "تجربة المجرب " في جولة الحوار الجديدة، وذلك في ظل غموض واسع حيال أي إمكان لاختراق الانسداد الذي يحوط هذه الجولة في البنود المطروحة على المتحاورين والمعروفة والتي تتناول ملفات أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومة الجديدة.