تعالت أصوات الهتافات والصرخات المنبعثة من حناجر آلاف المتابعين لأول سهرةٍ موسيقية بمهرجان "ثويزا"، في "منصّة المرسى" بمدينة طنجة التي اعتلاها كلّ من الفنانين محمد المزوري الشهير ب"مسلم"، وأمين تمري الشهير ب"أمينوكس". السهرة عرفت حضورا كثيفا جدّا لمُعجبي الفنانيْن، خصوصا من الشباب، رغم جوّ المدينة الذي تطغى عليه حاليا رياح الشرقي القوية جدّا. التنوع بين نمطيْ الفنانيْن، "البوب" بالنسبة لأمينوكس و"الراب" بالنسبة لمسلم، بدا أثره واضحا في عدد الحضور ونوعيته، وفي التفاعل الملحوظ مع كلا الفنانين؛ حيث اندمج الجمهور مع إيقاعات وكلمات الفنان الشاب أمينوكس مردّدا معه أغانيه الشهيرة ومتفاعلا بالرقص على أنغامها، مطالبا الفنان بأداء أشهرها ك"ماشي بحالهم" و"ماكاينا ما حسن"، قبل أن يفاجئ الفنان الجمهور بأداء أغنيته الجديدة لأول مرة وهي "كيما هضرو المرة اللولا.. يهضرو المرة الثانية". ومن رومانسية "أمينوكس" إلى "ثورية" و"قسوة" "الرّاب"، انتقل الطبق الفني بالجمهور إلى جانب آخر؛ حيث ردّدوا مع الفنان مسلم بكل عفوية عددا من أغانيه الشهيرة، سواءٌ منها القديمة أو الجديدة، مع مطالبات بأداء بعض الأغاني المختارة التي يفضلها الجمهور في مثل هذه السهرات، ك"المرحوم"، "ولد الحومة"، "ضاحك".. وأغان أخرى شهيرة عن مدينة طنجة، وهو ما استجاب له الفنان غير ما مرة ملبّيا رغبات جمهوره. وقد استمرت السهرة إلى وقتٍ متأخر من ليل الجمعة دون أن يعرف الحضور الجماهيري تناقصا حتى نهاية السهرة الصاخبة؛ حيث لوحظ أن عددا منهم اتخذ من بعض اللافتات المعدنية وأماكن أخرى غريبة مجلسا لهم من أجل متابعة الفنانين عن كثب. وسيشهد يوما السبت والأحد مزيدا من العروض الفنية والندوات الفكرية؛ حيث يتوقع أن يعرف مساء السبت حضورا جماهيريا قياسيا بعد أن يعتلي منصة المرسى كل من الفنانين الشاب خالد ولطيفة رأفت، في حين ستشهد منصة كزناية حضورا لفنانين أمازيغ من خلال مجموعة سيفاكس، والفنانة المغتربة نوميديا، إضافة إلى الشاب عصام المودني.