تحّولت جلسة مخصصة لمناقشة وتقييم السياسات العمومية، حول موضوع "إنتاج الثروة"، اليوم الجمعة بمجلس المستشارين، إلى مواجهة ساخنة بين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ووزير التعليم العالي، لحسن الداودي، من جهة، وعضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس فريقه بالغرفة الثانية، عزيز بنعزوز، من جهة ثانية. واختار بنعزوز أن يوجه مدفعيته نحو رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، متهما إياه ب"ابتزاز الدولة والمجتمع"، ومستغربا حديثه عن وجود دوليتين في المغرب، الذي "سبب نفورا من الاستثمار في المملكة"، على حد قوله. وبينما اختار رؤساء فرق المعارضة وصف الحصيلة الحكومية ب"السلبية"، والتي لم تكن في حجم التطلعات، أعلن لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مواجهة المستشارين البرلمانيين، وخصوصا فريق "البام"، قائلا: "من قال إننا لم نقم بشيء أقول له موعدنا الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر". وبرر الداودي عدم تحقيق الحكومة 7 في المائة من النمو التي وعد بها حزبه بأنها "وجدت الطريق مليئة بالحفر، إذ إن 60 في المائة من مجهودها كان بهدف معالجة مخلفات الماضي"، حسب تعبيره. وأكد الدوادي أن السلطة التنفيذية "تشتغل بنفس إيجابي"، موردا أن قطاع التعليم العالي الذي يرأسه "وصل إلى 31 في المائة من الشباب المغربي، بين 19 سنة و23، بعدما كانت النسبة 23 في المائة"، مضيفا: "نحن نقترب من المعدل الدولي، وهذا إيجابي جداً". الدوادي عاد إلى موضوع الاستقرار الذي تعيشه المملكة بالقول: "لا يمكن أن يستمر الاستقرار في ظل الفوارق الاجتماعية..لا يجب مثلا أن نجد سيدة لا تملك قوت يومها تمر أمامها سيارة تتجاوز 200 مليون"، مبرزا أن الحكومة "وضعت أسس مغرب جديد، ومكنت الحكومة المقبلة من السير ب140 كيلومترا في الساعة، بعدما عالجت العديد من الإشكالات"، على حد قوله. وعلق رئيس فريق "البام" بالغرفة الثانية على كلام الداودي قائلا: "هذه حكومة الفشل والخذلان، إلى درجة أن تركتها على مستوى الديون وصلت إلى 786 مليارا".. وأبرز بنعزوز أن "الظروف كلها كانت مواتية لإنتاج الثروة في المغرب، من حكومة جاءت عبر انتخابات شرعية وفي ظل دستور متقدم"، واصفا حكومة بنكيران بكونها "حكومة الفرص الضائعة". وختم رئيس الفريق المعارض كلمته خلال الجلسة التي حضرها العديد من الوزراء بالتأكيد أن "الحكومة أكثرت من الشفوي، وعلى امتداد خمس سنوات التي تولت فيها السلطة وهي تنتج الكلام والسب والشتم للجميع من طرف رئيسها، عوض الحوار الصريح والهادئ"، على حد تعبيره.