انضافت أول أمس الثلاثاء إلى قاموس مصطلحات قبة البرلمان مصطلحات وجمل جديدة اعتدنا أن نسمعهما في الشارع فقط في عهد الحكومات السابقة، وليس داخل مؤسسة دستورية تقرر في مصير البلاد والعباد والتي أدخلها حزب العدالة والتنمية في متاهات الكلام الخارج عن اللباقة في البرلمان بغرفتيه، سواء ذلك الصادر عن الحكومة خصوصا من طرف وزاراء العدالة والتنمية أو ذلك الصادرة عن المعارضة. فلقد اظطر إدريس الراضي مكرها وليس مخيرا أن يهدد أول أمس في جلسة عمومية بمجلس المستشارين بنزع سترته "الفيستة"، وذلك لمنع الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الحبيب الشوباني من الكلام بدون سند قانوني عندما حاول هذا الأخير أخذ الكلمة للدفاع عن زميله في الحزب لحسن الدواودي بشكل يخرق النظام الداخلي لمجلس المستشارين، ولم يكن جواب رئيس الجلسة بأقل حدة حيث طلب من الراضي أن ينزع ما شاء من ملابسه قائلا له في جلسة عمومية يتابعها الملايين من المغاربة "حيد اللي بغيتي". وزير التعليم العالي لحسن الدوادي أشعل بدوره نار المواجهة في ذات الجلسة عندما قال وبدون مقدمات ولا مناسبة "حنا ما موسخينش"، هذه العبارة فهمها مجموعة من المستشارين بأن الداودي يحاول من خلالها أن يتهم بعض المستشارين وبعض الأحزاب بالوسخ، مما أثار احتجاجهم وردوا على الداودي بنفس الكلام "حنا ماموسخينش سير شوف اللي موسخ". هذا وقد حاصرت فرق المعارضة أول أمس الحبيب الشوباني بمجلس المستشارين واحتجت على رغبته في الرد على اتهامات المستشارين الموجهة للحسن الدوادي، مؤكدين أن مجلس المستشارين في تاريخه لم يشهد مثل هذا الخرق القانوني وهذا ما دفع أحد المستشارين إلى وصف الشوباني بالوزير المكلف بالتشويش على البرلمان بسبب تصرفه هذا. ونال وزراء العدالة والتنمية سيلا من الانتقادات على ما أسماه بعض المستشارين بالشعبوية التي يحاول الحزب ممارستها، وقال أحد المستشارين مخاطبا لحسن الداودي "أنتم لا تملكون الحقيقة وحدكم" واتهموه بحرمان اولاد الشعب من متابعة الدراسات العليا. يذكر أنه منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية رئاسة الحكومة وجلسات المؤسسة البرلمانية بغرفتيها مشاحنات وكلاما يميل إلى السب والقذف أكثر منه إلى المناقشة التي تصب في مصلحة المواطن المغربي، وهو ما يضر بسمعة هذه المؤسسة ودورها الكبير الذي من المفترض أن تقوم به.