اهتمت الصحف الصادرة، ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص، بإعلان الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، عن مخطط يروم تحسين النظام الصحي بالبلاد وبشروع مجلس الشيوخ الأرجنتيني في مناقشة مشروع قانون يتعلق بمكافحة الفساد ويسمح بخفض العقوبات المحتملة على المتابعين في قضايا الفساد مقابل تعاون هؤلاء مع القضاء والمساعدة في تقدم التحقيقات في مثل هذه القضايا. كما خصصت صحف المنطقة أبرز عناوينها للعلاقات البرازيليةالأرجنتينية وللتوتر القائم بين الدول الأعضاء في السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) وفنزويلا حول الرئاسة الدورية للتكتل الاقتصادي الإقليمي. وذكرت الصحف الأرجنتينية أن الرئيس ماكري قدم، أمس الثلاثاء، مخططا يروم تحسين النظام الصحي بالبلاد، بهدف جعله أكثر إنصافا ونجاعة، مشيرة إلى أن هذا المخطط يشمل، على الخصوص، استثمارا بقيمة 536 مليون دولار لتحسين المستشفيات العمومية وتوسيع الخدمات الصحية الخاصة بالأطفال. ونقلت الصحف عن الرئيس ماكري قوله، خلال تقديم المخطط بمقر الحكومة ببوينس آيرس، إن "قطاع الصحة في الأرجنتين لا يعاني من مشكلة نقص في الموارد البشرية أو التجهيزات، بل في سوء التنظيم" و"سوء الاستثمار"، الذي يجعل النظام الصحي "غير منصف وغير متكامل". وأشارت اليوميات الأرجنتينية إلى أن المخطط يشمل تقدم الخدمات الصحية مجانا بالمستشفيات العمومية والتأمين الاجتماعي لحماية العاملين وأسرهم، فضلا عن نظام خاص للتغطية الصحية يعتمد على مساهمات المستفيدين منه. من جهة أخرى، تطرقت الصحف إلى شروع مجلس الشيوخ، مساء يوم أمس الثلاثاء، في مناقشة مشروع قانون، كان صادق عليه مجلس النواب أواخر يونيو الماضي، يتعلق بمكافحة الفساد ويطلق عليه "قانون الثائب" ويسمح بخفض العقوبات المحتملة على المتابعين في قضايا الفساد مقابل تعاون هؤلاء مع القضاء والمساعدة في تقدم التحقيقات. وأوردت صحيفتا "كلارين" و"أمبيتو فينانسييرو" أن المناقشات التي ستجري بحضور وزيرة الأمن، باتريسيا بوريتش، ووزير العدل خيرمان غارافانو، ستستمر حتى يوم غد الخميس، قبل التصويت على مشروع القانون الذي ينص على تقليص العقوبة المحتملة بالنسبة للمتورطين في قضايا الفساد الذين يتعاونون مع القضاء من خلال تقديم معلومات وإفادات من شأنها المساعدة على الكشف والوصول إلى باقي المتورطين في هذه القضايا والمساهمة في تقدم التحقيقات بشأنها. وذكرت الصحف أن طرح هذا المشروع يأتي في ظل العديد من المتابعات القضائية ضد عدد من السياسيين والموظفين الحكوميين السابقين بالأرجنتين، في قضايا تتعلق بالاختلاس وتحويل أموال عمومية والاغتناء غير المشروع. من جهتها، خصصت الصحف البرازيلية أبرز مقالاتها للعلاقات البرازيليةالأرجنتينية والتوتر القائم بين الدول الأعضاء في السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) وفنزويلا حول الرئاسة الدورية للتكتل الاقتصادي الإقليمي. وكتبت صحيفة "جورنال دو برازيل" أن البرازيلوالأرجنتين، الشريكين الرئيسيين في الميركوسور، وقعتا سلسلة من الاتفاقيات الرامية إلى تسهيل المبادلات التجارية بينهما، مشيرة إلى أن الاتفاقية الأولى تتعلق بإنشاء شهادة رقمية للمنشأ، يستفيد منها المصدرون والمستوردون من البلدين، وخاصة المقاولات الصغرى والمتوسطة. وتنص الاتفاقية الثانية، حسب الصحيفة، على خلق منصة رقمية في الأرجنتين مماثلة للبوابة التجارية الوحيدة بالبرازيل، والتي أنشئت بهدف تقليص المدة الزمنية اللازمة لعمليات التصدير والاستيراد، مشيرة إلى أن الفكرة هي تكامل النظامين من أجل تسهيل التجارة الثنائية. من جهتها، اعتبرت صحيفة "أو غلوبو" أن الوضع الحرج في فنزويلا بات يشكل مصدر قلق لدول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، وخصوصا البرازيلوالأرجنتين، اللتين تفكران في اتخاذ تدابير عقابية في حق كاراكاس على المدى القصير إذا لم يغير الرئيس نيكولاس مادورو موقفه، مشيرة إلى أن الأزمة الفنزويلية أصبحت معضلة حقيقية لبلدان التكتل. وأضافت أن البلدان الأعضاء في الميركوسور تفكر أيضا في الحيلولة دون نقل الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية إلى فنزويلا، مضيفة أن تعليق عضوية كاراكاس ستكون محط نقاش أيضا خلال اجتماع لوزراء خارجية التكتل الإقليمي سيعقد الأسبوع القادم.