وسط هتافات تتغنى بالصمود و"زغاريد الفرح"، استقبل نشطاء وناشطات في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان الناشطة السياسية والحقوقية وفاء شرف، التي عانقت الحرية قبل أسابيع، بعد قضائها عامين خلف القضبان بتهمة "الوشاية الكاذبة"، إثر تصريحها بتعرضها ل"الاختطاف". الاحتفاء الذي احتضنه المقر المركزي للجمعية المغربية للحقوق الإنسان، مساء الجمعة بالرباط، رفعت خلاله شعارات حماسية، من قبيل "تحية نضالية للمرأة المناضلة"، و"تحية خالدة لوفاء الصامدة"؛ فيما أجمعت مداخلات الحاضرين على أن اعتقال شرف كان تعسفيا وأنها "معتقلة سياسية" و"سجينة رأي". وفي كلمة لها، أعلنت وفاء شرف استمرارها في الانخراط ضمن نشاطها الحقوقي داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تتوفر على عضويتها بفرع طنجة، لتورد أن اعتقالها عام 2014 يأتي في سياق "يشن فيه النظام المخزني حملة شرسة على النشطاء الحقوقيين وعلى الجمعية، بغية كبح أي عمل يهدف إلى توعية المغاربة والدفاع عن القضايا الإنسانية". واعتبرت شرف أنها اعتقلت "من أجل الخط النضالي الذي اختارته"، و"دفاعها عن القضايا العادلة والمشروعة"، على أن قضيتها تبقى "قضية كل الغيورين على حقوق الإنسان"، فيما لم تخف تعرضها لما وصفته ب"مرارة السجن المصحوب بكل أشكال التعذيب"، مضيفة: "معاناتي طالت استهداف أسرتي والتطاول عليها، مع الاستنطاقات الماراطونية بغية إخضاعي وإركاعي للتراجع عن أقوالي". أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وصف الحكم القضائي الذي حوكمت به شرف ب"الجائر"، معتبرا أنها "أحد الرموز التي اختارت درب النضال من أجل بناء مجتمع الحريات والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية"، ومشددا على أنها "عانت الويلات وهي في تستنطق وتتحول من مشتكية لتعرضها للاختطاف والتعذيب إلى متهمة بالوشاية الكاذبة.. وهي أيضا تخضع لكل الضغوطات النفسية والجسدية للتراجع عن تصريحاتها، بالإضافة إلى معاناتها أيضا وهي خلف القضبان". أما منظمة العفو الدولية، فرع المغرب، فشددت على أن الناشطة اليسارية المفرج عنها "سجينة رأي"، مضيفة أن "حملات عالمية انخرطت للمطالبة بإطلاق سراحها، ضمن سياق دولي طالب الحكومات بالكف عن ممارسة التعذيب تجاه المواطنين"، مضيفة في كلمة لها: "رفعنا صوتنا في العالم بأن وفاء شرف لا ينبغي أن تقضي ولو يوما واحدا خلف القضبان". ودعت المنظمة ذاتها الحكومة المغربية إلى ضرورة "حماية المشتكين والشهود من المبلغين عن التعذيب من الانتقام والترهيب"، بما في ذلك "توجيه الاتهامات المضادة والوشاية الكاذبة"، منتقدة بشدة تعاطي وزارة العدل والحريات مع حالة وفاء شرف، "التي لم تتم حمايتها بعدما قدمت شكاية حول تعرضها للاختطاف"، حسب تعبيرها. وقبل عامين، صرحت وفاء شرف بأنها تعرضت للاختطاف والتعذيب من قبل مجهولين مباشرة بعد عودتها من وقفة احتجاجية عمالية في طنجة، قبل أن تواجه بتهمة "الوشاية الكاذبة"، و"اصطناع واقعة ليست حقيقية"، لتتم ملاحقتها قضائيا والحكم بسجنها لمدة عامين؛ وهي القضية التي أثارت جدلا وطنيا ودوليا لم تسلم فيه الحكومة من نيل اتهامات، عنوانها العريض "استهداف النشطاء الحقوقيين".