"واش مسجل في اللوائح الانتخابية؟" "وعلاش غادي نتسجل وأنا ماغاديش ندلي بصوتي؟" "ولكن علاش ماغاديش تصوت؟" "وأشنو دار لينا هذاك لي كاين دابا؟" "حيت ما دار والو خصك تمارس حقك الشخصي في التصويت، وهذا الحق يكفله القانون".. كان هذا مقتطفا رئيسيا من وصلة إعلانية تبثها المحطة الإذاعية الخاصة "إم إف إم"، وتروم حث المواطنين المغاربة على التسجيل بكثافة في اللوائح الانتخابية، من أجل المشاركة في الاستحقاقات التشريعية المقبلة التي ستشهدها البلاد في السابع من أكتوبر 2016. وأثارت هذه الوصلة الإعلانية التحسيسية غضب حزب العدالة والتنمية، الذي فهم بأن المقصود من عبارة "أشنو دار لينا هذا اللي كاين دابا" هو رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، موردا في موقعه الرسمي أن هذه الوصلة الإعلانية "ملغومة وغير مفهومة". وتحسس الحزب الذي يقود الحكومة رأسه فوجد أن المستهدف من هذا الإعلان التوعوي بأهمية المشاركة في الانتخابات ليس سوى بنكيران، المقصود بكلمة "هاداك" في عبارة "واشنو دار لينا هاداك"، مبرزا أن "هذا أمر فيه إخلال واضح وبين بالمقتضيات القانونية المنظمة لقطاع الاتصال السمعي البصري بالمغرب". ووصف حزب بنكيران الإعلان المذكور بأنه "دعوة ملغومة للتسجيل في اللوائح الانتخابية، وتطرح العديد من علامات الاستفهام عن الدواعي الحقيقية لهذا الإعلان"، قبل أن ينعته بأنه "مفتقد للمهنية وللموضوعية التي يقتضيها التسويق للدعوة إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية". مصدر مسؤول من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، المعروفة اختصارا ب"الهاكا"، فضل عدم ذكر اسمه، قال في تصريحات لهسبريس إن المؤسسة لم تتلق بعد أي طلب أو شكوى تظلم من بث الوصلة الإعلانية المذكورة من طرف حزب العدالة والتنمية، مبرزا أنه "لا يمكن الحديث عن شيء قبل حدوثه". وأكد محجوب بنسعيد، الخبير الإعلامي ورئيس مركز الاتصال والإعلام بمنظمة "إسيسكو"، أن "من حق أي شخص أو جهة أن تتجه إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، إذا قامت أي إذاعة أو تلفزة خاصة بأي فعل يتعارض مع بنود دفتر التحملات". وأفاد بنسعيد، في تصريحات لجريدة هسبريس، بأنه "لا يوجد ما يمنع حزب العدالة والتنمية من عرض ما اعتبره تلميحا سلبيا ومقصودا في الوصلة الإذاعية المعنية إلى زعيمه ورئيس الحكومة على مؤسسة الهَاكَا"، مشيرا إلى "وجود سابقة لهذا الحزب مع القناة الثانية". وقال الخبير الإعلامي ذاته إنه لا يرى أن ما بث يتضمن قذفا أو سبا، أو أي إشارة بالاسم إلى حزب العدالة والتنمية وأمينه العام رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أو أي تحريض للمواطنين بعدم التصويت للحزب، "بل يدعوهم إلى المشاركة في التسجيل والتصويت، وتلك غاية جل الفرقاء السياسيين، ومسعى الدولة في إطار تفعيل مقتضيات دستور 2011"، حسب تعبيره.