في الحملة الانتخابية التشريعية الأخيرة التي شهدها المغرب وخلال يوم الاقتراع، استقبلت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري العديد من الشكاوى وسجلت «الهاكا» الكثير من الخروقات التي شابت تعاطي وسائل الإعلام السمعية البصرية العمومية مع الحدث الانتخابي، وما ميز التقرير الذي نشرته الهيئة بعد نهاية الاستحقاق،هو حصول القناة الثانية التي كان توفيق الدباب يشرف فيها، على «ضمان» احترام التعددية في الانتخابات التشريعية، على النصيب الأوفر من الملاحظات والشكايات والخروقات. في هذا الإطار استقبلت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري العديد من الشكاوى من طرف الأحزاب الوطنية، من بينها شكاية من الأمين العام لحزب البيئة والتنمية ضد شركة «صورياد» اشتكى فيها الحزب من بث دوزيم تحقيقا حول دائرة الرباط، دون أن تعطي الكلمة لحزب البيئة والتنمية. وتوصلت «الهاكا» في التاريخ ذاته بشكاية من حزب العدالة والتنمية، يطلب فيها التدخل ل»إحقاق»، الحق بخصوص ما اعتبره خطأ ارتكبته القناة الثانية، عند عرضها نشرة الأخبار الساعة الثامنة و45 دقيقة مساء الإثنين 27 غشت روبرطاجا عن دائرة الحي المحمدي عين السبع، حيث ذكر المعلق أن إحدى اللوائح هي الأوفر حظا للفوز بالانتخابات. وتوصلت الهيئة العليا في نفس التاريخ بشكاية من حزب التقدم والاشتراكية ضد القناة الثانية، التي آخذ عليها المشتكي إقدامها خلال نشرتي الزوال بالعربية ليوم الثلاثاء 28 غشت على بث تغطية الحملة الانتخابية لدائرة الدارالبيضاء أنفا، أعطيت فيها الكلمة لثلاثة وكلاء لوائح قدموا كفائزين محتملين، مما اعتبرته الشكاية تحيزيا وخرقا لمبدأ حياد المتعهد وتكافؤ فرص ولوج الأحزاب إلى وسائل الاتصال السمعي البصري العمومي خلال الفترة الانتخابية. وخلال يوم الاقتراع الذي يعني نهاية الحملة الانتخابية الرسمية، ويعني كذلك ضرورة أن «تمتنع وسائل الإعلام السمعي البصري عن بث أي محتوى ذي طبيعة انتخابية لصالح الأحزاب طيلة يوم الاقتراع، ويمنع بث أي نتائج جزئية أو نهائية، قبل إغلاق آخر مكتب للتصويت على مستوى التراب الوطني»، وفي إطار التتبع الذي قامت به «الهاكا»، سجلت الأخيرة العديد من الخروقات، من بينها حالة تخص القناة الثانية، فخلال الاتصال المباشر مع موفدي ومراسلي القناة إلى مختلف مناطق البلاد لتغطية أحداث الاقتراع في نشرة الظهيرة، طرح مقدم النشرة أسئلة على هؤلاء الوافدين والمراسلين، تهم نسبة المشاركة وطبيعة الصراع بين اللوائح المرشحة، وفي إجابة موفد القناة لفاس صرح بأنه من المنتظر أن يحصل المرشح عن حزب الاستقلال في المكتب السياسي على مقعده، ومن المنتظر أن يفوز معه المرشح الثاني في لائحته، كما أشار الموفد إلى وكيل لائحة العدالة والتنمية، معتبرا إياه مرشحا للفوز بالمقعد. وفي سياق الخروقات التي سجلتها «الهاكا» ضد القناة الثانية، ذكر تقرير الأخيرة أن القناة الثانية- في نشرة يوم الاقتراع- استضافت رشيدة بنمسعود (برلمانية،عضو الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية) وقدمتها كأستاذة جامعية لتحليل الانتخابات الجارية. ويرى مهتمون بواقع القناة، خاصة مديرية الأخبار أن الانتخابات القادمة ستشكل الاختبار الحقيقي لمدى احترام دوزيم لمبدأ التعددية الذي أثبتت الأيام الماضية التي احتجت فيها أحزاب وطنية على تعاطي القناة مع أنشطتها، خرقها في كثير من الحالات.