المتأمل في الكيفية التي عالج بها وزير الاتصال مسألة الاختلال الذي سجله تقرير الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري فيما يتعلق بتوزيع الحصص الإخبارية بين الحكومة والأغلبية والمعارضة، يثير أكثر من علامة استفهام. فمع اعترافه بوجود الخلل، الذي كان يصب في صالح الاحزاب الحكومية، أرجعه إلى مسألة كون الأحداث هي التي تفرض ضغطها على وسائل الإعلام السمعية البصرية وأن وسائل الإعلام لا تخلق الحدث وكون التغطية قد تؤدي إلى ترجيح الكفة إعلاميا للطرف الذي له أنشطة أكثر، وهو ما يطرح الأسئلة حول جدوى وجود مؤسسة الهاكا التي تهدف الى دمقرطة تعاطي وسائل الاعلام السمعية البصرية مع الاحزاب وكل دفاتر التحملات التي تلزمها بها الهاكا. وإذا كانت الاحداث هي التي تفرض نفسها على وسائل الاعلام فكيف نفسر الحملة التي سبق وشنتها الوزارة الوصية وأطراف حكومية وحزبية على قناة الجزيرة في تعاطيها مع أنشطة الاسلاميين.